غير مصنف

نفحات إيمانية ومع السعادة الحقيقية ” الجزء الثالث “

نفحات إيمانية ومع السعادة الحقيقية ” الجزء الثالث ”

إعداد/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع السعادة الحقيقية، فإن السعادة الحقيقية والرضا هي نتاج عدد من العوامل ولا يمكن تحقيقها إلا من خلال الموازنة بين الجوانب المادية والروحية للحياة ، فإذا أغفلنا الجانب الروحي للحياة، فسيؤدي ذلك إلى مرض الروح، وهو مرض روحي شائع، وإن العلاج هو الإيمان بالله تعالى وقبول الإيمان الذي رضاه للبشرية، وهذا المرض الروحي، إذا ترك دون علاج، سيؤدي إلى عواقب وخيمة، بينما يعرف الآخرون أن الطريق الحقيقي للسعادة هو طاعة الله عز وجل واتباع دينه بالنسبة لهم، ليست ملذات وثروات العالم ذات أهمية تذكر، وعندما تتغلغل هذه السعادة في قلب المؤمن، فإنه يحيا فعلا في الدنيا وكأنه في الجنة.

 

وهؤلاء هم الأشخاص الذين يجدون السعادة الحقيقية في هذا العالم، فأي سعادة يمكن أن تكون أعظم من سعادة من يتواضع لله، ويعبده، ويسعى لإرضائه، ويسعى إلى دخول الجنة، والخلاص من النار؟ فيعيش المؤمن في قلبه عذوبة لدرجة أنه إذا علم بها سادة الأرض ، فإنهم يحاربونه حتى الموت ليأخذوها منه، فقال الله تعالى “من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة، ولنجزينهم اجرهم بأحسن ما كانوا يعملون” والسعادة في الحياة الطيبة المذكورة في هذه الآية، التي لا يجدها حتى الكفار الأغنياء رغم مالهم، لهذا السبب لا نستغرب عندما نعلم أن كثيرين منهم قد انتحروا و هذا بسبب عدم معرفتهم بان السعادة الحقيقية تكمن في القرب من الله.

 

والعيش على منهج القران الكريم و اتباع تعاليمه، فإنه يحتاج الناس إلى تناول الطعام كل يوم لتزويد أجسامهم بالطاقة والحفاظ على صحتهم، فإذا توقفوا عن الأكل لفترة من الوقت، فإن الأمراض تتسلل عليهم وتتفوق عليهم، وربما تقتلهم، وبالمثل، يحتاج الناس أيضا إلى طعام من نوع آخر، وهو طعام للروح والقلب، ومن المؤسف أنه بينما يحرص الناس على عدم نسيان إطعام أجسادهم، فإنهم لا يظهرون نفس الاهتمام بصحة أرواحهم وقلوبهم، حيث يحتاج القلب إلى الطعام كما يحتاجه الجسم، وإن أمراض الجسد وآثارها المنهكة ليست أخطر من أمراض القلب والروح، وللوصول إلى السعادة الحقيقية، نحتاج إلى معرفة الهدف من حياتنا، وكيفية الوصول إلى النجاح في الآخرة.

 

والوصول الى الحالة من الرضا من خلال اتباع أوامر الله وديننا الحنيف و جعل القران الكريم منهجا لحياتنا، فإن كل إنسان يتطلع للسعادة ويبحث عنها، لكن السعادة في الحقيقة ليست هدفا في ذاتها، بل هي نتاج عملك وإخلاصك وتواصلك مع الآخرين بصدق، فإن السعادة تكمن في أن تصنع قراراتك بذاتك وبنفسك، أن تعمل ما تريد لأنك تريده، لا لأنهم يريدون، أن تعيش حياتك مستمتعا بكل لحظة فيها، أن تبحث عن الأفضل في نفسك وفيمن حولك، وإن السعادة الحقيقية لا توجد إلا بالإيمان بالله عز وجل والتزود من الأعمال الصالحة، وإذا نظرنا حولنا، رأينا كثيرا من الناس يبحثون عن السعادة دون أن يجدوها وذلك لأن مفهوم السعادة قد اختلط لديهم، وتشابك مع غيره من المفاهيم.

 

فهناك من يعتقد أن السعادة بالمال وحده، وهناك من يعتقد أن السعادة تكمن بوجود النفوذ والمكانة الاجتماعية، وهناك من يعتقد أن السعادة تكمن بالطموح وتحقيق الذات، ومن الناس من ينظر للجمال على أنه قمة السعادة، وبعضهم يرى أن الصحة هي مصدر السعادة، وأخيرا، نجد فريقا من الناس وهم قلة يرون أن الأعمال الخيرية والتطوعية التي يقومون بها هي غاية سعادتهم لأنهم يرون أن سعادتهم تنبع من سعادة الآخرين فابتسامة من طفل صغير، أو نظرة امتنان من شيخ كبير، أو دعوة صادقة من قلب امرأة ضعيفة تساوي لديهم الدنيا وما فيها من النعيم والخيرات، وهذا النموذج يعتبر أحد النماذج التي ترى أن السعادة الحقيقية هي السعادة الأخروية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى