مقال

نفحات إيمانية ومع السوق فى الشريعة الإسلامية “الجزء الثالث “

نفحات إيمانية ومع السوق فى الشريعة الإسلامية “الجزء الثالث ”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع السوق فى الشريعة الإسلامية، وإن من آداب البيع والشراء هو شراء المواد التي يحتاجها الشخص فعلا والبعد عن التبذير والإسراف، وكذلك الامتناع من التسوق من المحلات التي تبيع المحرمات كالخمور، وكذلك التقليل من الاستدانة فلا يستدين إلا للحاجة فعن السيدة عائشة رضي الله عنها “أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ في صلاته كثيرا من المأثم والمغرم وهما الإثم والدين، فقيل له يا رسول الله، ما أكثر ما تستعيذ من المغرم؟ فقال إن الرجل إذا غرم أي استدان حدث فكذب ووعد فأخلف” رواه البخاري، فيا أيتها الفتاة المسلمة العفيفة اتقي الله في أعز ما تملكين، فالخسارة أكبر مما تتوقعين، إنها خسارة دنيا ودين.

 

فإن الصداقات الموبوءة التي تجمع شلليات الفتيات في الأسواق خطر قد يغفل عنه كثيرون، ولا يصحون إلا إذا دنا من الحمى خبيث، فيا مرارة غرسه، ويا خبث جنيه على أهل الدار كلهم، فهل يعي الذي يمنحون الحرية كاملة لبناتهم ونسائهم بل وحتى خادماتهم في الخروج وحدهن دون رقيب ولا حسيب عواقب الخسران الوبيل؟ فإن الأصل في المرأة أن تقر في بيتها، وهو أزكى لها وأطهر، وليس لها أن تحادث الرجال إلا فيما هو حاجة أو ضرورة، أو علم أو فائدة، من وراء حجاب، أما إذا خاطرت بنفسها ودخلت فيما ليس من شأنها فإنها تجازف بحياتها، وإذا كانت الكثرة الكاثرة من حوادث الاختلاء المحرم في الأسواق بسبب تبرج المرأة واستهانتها بحجابها.

 

فإن المخاطرة بالقرب من الرجال الأجانب والحديث معهم حتى مع النية الطيبة يظل حذرا مخيفا، فاعلموا أن دينكم هذا تمام وكمال، وأن هذه الشريعة حسنة قد جاء الله فيها بكل ما يصلح أحوالنا وشؤوننا، وفرض فيها ما شاء من الأحكام لمصالحنا، وجاء فيها بما فيها من الآداب لأجل حسن عيشنا، وجاء في هذه الشريعة آداب الطعام، وآداب الشراب، والخلاء والجماع، وغيرها، ومن ضمن ما جاء فيها ذكر لآداب نحتاجها في السوق لأن كل الناس يتعرضون لهذا، وإن الأسواق لها أدب في الشريعة، ونزول السوق يحتاج إلى فقه في الدين، وقد أباحت هذه الشريعة التجارة لما يحتاج إليه العباد من انتقال السلع والأثمان، فكان من رحمة الله أن أباح لنا البيع والشراء.

 

فقال تعالى ” وأحل الله البيع وحرم الربا ” ومع ذلك ذكرنا ربنا في كتابه بالتجارة العظيمة الرابحة التي لا خسارة فيها، فقال تعالى فى سورة الصف “يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم، تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون فى سبيل الله بأموالكم وأنفسكم” وعندما أباح الله البيع والشراء ذكرنا بأعظم عقد، وأرفع صفقة، عظم فيها الثمن والسلعة، والواسطة الذي جرى على يديه العقد، وإن الأسواق اليوم تكثر وتزداد، ولا يمضي زمن إلا ونسمع عن قيام سوق جديد، وإنشاء أسواق تجارية في الوقت الذي يكون فيه كثير من المسلمين على جانب من الجهل بالشريعة عظيم فيما يتعلق بالبيع والشراء آدابا وأحكاما، وإنه ينبغي أن يعلم المسلم وهو ينزل إلى السوق.

 

أن النبى صلى الله عليه وسلم قال “أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها” وذلك لكثرة ما يحصل في السوق من المنكرات والمحرمات، وهذا أمر معلوم في الشريعة، وعن سلمان قال “لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق، ولا آخر من يخرج منها فإنها معركة الشيطان، وبها ينصب رايته” الإمام مسلم، فهذا هى معركة الشيطان وقد شبه السوق، وفعل الشيطان بأهل السوق من البائعين والمشترين رجالا ونساء شبهها بالمعركة لكثرة ما يقع فيها من أنواع الباطل، كالغش والخداع والأيمان الكاذبة، والعقود الفاسدة، والنجش، والبيع على بيع أخيه، والشراء على شراء أخيه، والسوم على سوم أخيه، وبخس المكيال والميزان، أنواع الغش التجاري، وغير ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى