مقال

حديث الصباح

حديث الصباح

 

أشرف عمر

المنصورة

 

يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ

 

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:

 

{ يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ إِنَّ الْبَيْعَ يَحْضُرُهُ اللَّغْوُ وَالْحَلِفُ ، فَشُوبُوهُ بِالصَّدَقَةِ }.

 

حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ أبو داود، والترمذي والنسائي، وصححه الالباني في صحيح الجامع.

 

*شرح الحديث:*

على المسلِمِ الَّذي يُمارِسُ البَيعَ والشِّراءَ أنْ يَحذَرَ مِنَ الحلِفِ والكذِبِ الَّذي ربَّما يكونُ سَببًا في كَثرةِ الإثمِ الَّذي يُكتَبُ على صاحِبِه.

 

وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: “يا مَعشَرَ التُّجَّارِ، إِنَّ الْبَيْعَ يَحْضُرُهُ اللَّغْوُ وَالْحَلِفُ”، أي: إنَّ مِثلَ هذا البَيعِ يقَعُ فيه كَثرةُ الحَلِفِ، وربَّما وقَع التَّاجِرُ بهذا الحَلِفِ في الكَذِبِ؛ لتَحسينِ سِلعَتِه عند المُشتري، “فشُوبوه”، أي: اخلِطُوه، “بالصَّدَقةِ”، والمرادُ: أنَّ ثوابَ الصَّدقةِ وأَجرَها يُمحَى به ما يقَعُ في التِّجارةِ مِن آثامِ الحَلِفِ والكذِبِ، والمرادُ بها صدَقةٌ غيرُ مُعيَّنةٍ، حسَبَ تضاعيفِ الآثامِ، ولَم يأمُرْهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بالكفَّارةِ المَعلومَةِ في الحلِفِ بعَينِها؛ لأنَّه قد ورَد عنه في روايةٍ أُخرى: “يخالِطُها اللَّغوُ والكذِبُ”؛ حيثُ جاء اللَّغوُ فيها مَوضِعَ الحَلِفِ؛ فأفاد أنَّ المقصودَ أنَّها أَيمانُ لَغْوٍ لا كفَّارةَ فيها، وأمَّا الصَّدقةُ المقدَّرةُ الَّتي هي زَكاةُ التِّجارةِ- وهي رُبعُ العُشرِ- فهي واجِبةٌ عندَ تَمامِ الحَولِ، وليسَتْ مَقصودةً هنا في هذا الحديثِ .

 

صبحكم الله بكل خير وصحة وسعادة وبركة في العمر والرزق وطاعة وحسن عبادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى