مقال

نعمة الستر

نعمة الستر،،

بقلم /السيد شحاتة

إن نعم الله علي عبادة لاتعد ولاتحصي ومن بين تلك النعم الستر التي بدونها لانستطيع أن نعيش أو نهنأ بالحياة

بل قد يصل بنا الحال إلي أننا قد لايطيب لنا المقام بين أهلنا وناسنا

هي من النعم التي يتناساها الإنسان ولا يدرك قيمتها البشر فلولاها لأصبح أيا منا منبوذا بل ومحتقرا بين الناس جميعا

وقد أعدها بعض العلماء من أكبر وأفضل النعم في الدنيا وفي الآخرة عند العرض علي رب العالمين وتسوية حسابنا

وقال بعض السلف الصالح أصبح بنا من نعم الله مالا نحصية مع كثرة ما نعصية فما ندري أيهما نشكر أجميل ما ظهر منا أم قبيح ما ستر عنا ؟

ومن رحمة المولي عز وجل أن كسانا ثوب الستر وحجب معاصينا عن عيون خلقه وإلا فليتذكر كل منا كيف يكون حاله إذا إنكشف أو إنفضح ذنب من تلك الذنوب التي نرتكبها

والستر لم يقف فقط عند المعاصي والذنوب وإخفاؤها عن عيون الناس فمن ستر الله أيضا أن يعافي المرء في سمعه وبصره وجسدة فلا يصيبه مرض يحوجه إلي من يقوم علي خدمته

وأيضا من ذلك أن يغني الله عبدة ويرزقه ما يكفيه فيحفظ وجهه من مذلة السؤال ومد اليد للناس

أو أن يستر الله العبد في عرضه وأهل بيته فلا يأتي منهم مايفضحه بين البشر

فينبغي علي كل منا أن يجاهد نفسه والعمل علي مايحبه الله ورسوله فتستر الناس بالستر الجميل ولا تكون من أولئك الذين يبحثون عن فضائح الخلق لينشرها

والله لولا ستر الله علينا ماجالسنا أحد فكم من أسر ستتحطم وكم من أرحام ستقطع وكم من علاقات إنسانية ستتمزق

وأخيرا يجب أن تدرك ايها الإنسان أن ستر الله علينا يوم القيامة أعظم فضلا ودرجة من سترة علينا في الدنيا بين أناس محدودة

فالستر في الآخرة بين جميع مخلوقات الله في يوم تبلي فيه السرائر ويظهر الله مافي الضمائر

فاللهم لاتنزع عنا ثوب الستر والحياء ولاتجعلنا ممن يشيع الفتن والفحشاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى