مقال

نفحات إيمانية ومع الإحسان إلى الخلق ” جزء 7 “

نفحات إيمانية ومع الإحسان إلى الخلق ” جزء 7 ”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السابع مع الإحسان إلى الخلق، وما أحوج كل مجتمع إلى وجود أشخاص يتخصصون، أو جهات خيرية فعالة، ترعى الفقراء والمساكين، وتطرق أبوابهم لتوصل إليهم صدقات المحسنين وأُعطيات الباذلين، فهل تفقدت جيرانك، وتعاهدت فقراء حيك؟ ويا إمام المسجد، تفقد جماعة مسجدك، وليكن لك دور فعال في إطعام المحتاج، وسد عوز الفقير، ويا أيها الداعية، إن مد يد العون إلى الفقير، وقضاء دينه، وإشباع عياله يؤثر في قلبه ما لا تؤثر الخطب الرنانة والمواعظ البليغة، ويا معشر المعلمين، لا تغفلوا عن فقراء طلابكم إذ إن الصغير لا يطيق حر الفقر، ويا معشر المسلمين، الصدقات والإحسان إلى المؤمنين والمؤمنات من أعظم الأمور.

 

التي تفرج بها الغموم والكربات، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، فهل تذكرنا في لحظة النشوة والفرح والسعادة، أن هناك أناس يعيشون حياة البؤس والحزن والألم والمرض وشدة الجوع، فإننا ننعم بخير الأطعمة، وأجود أنواع المشروبات وأفضل أنواع الألبسة، فهل تذكرنا في الشتاء أن نتبرع للفقراء بالكساء، الذي يقيهم برد الشتاء القارص، ويحميهم بإذن الله من زمهريره وشدته وهل تذكرنا شدة الحر، حيث تلفح الشمس بحرارتها، فيختبئ كل شيء من حرها ولهيبها، إلا الفقراء المساكين الذين لا يجدون ما يقيهم حر الشمس، وشدة القيظ، فهل اتخذنا من أموالنا، ظلا يستظل به من لا ظل له ؟ لنستظل يوم القيامة في ظل من لا ظل إلا ظله.

 

في ظل الرحمن جل جلاله، فأنفقوا من أموالكم، وأطعموا البائس الفقير، واكسوا العراة من المسلمين، واحملوا الحفاة منهم، فالجنة هناك والعون من الله هناك فقال صلى الله عليه وسلم ” من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ” رواه مسلم، وقال تعالى ” من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم” فتذكروا أن أمامكم أهوال مخيفة وأخطار مهيبة، في القبور، ويوم البعث والنشور، فإن الأمة اليوم تعاني ويلات الحروب المدمرة والكوارث المهلكة.

 

جراء تسلط الأعداء، وتكالبهم على قصعتهم الواضح واعتدائهم على ثرواتنا الفاضح، واستيلائهم على مواردنا ومقدراتنا ومع هذه المدلهمات، والخطوب الملمات نحتاج لنصر قريب من الله الحسيب لكن للنصر أسباب وللظفر أبواب، وعن مصعب بن سعد عن أبيه رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم” فمن هذا المنطلق النبوي الكريم، يحسن بنا التذكير والإيضاح والتنوير بأمر الضعيف الفقير وملاطفة اليتيم الصغير، ولذا فقد استعاذ منه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله ” اللهم إنى أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة” رواه أبو داود وأحمد، ألم تروا إلى الفقير بين الناس منكسر الجناح.

 

حليف هموم وأتراح دون اقتراف إثم أو جناح، فرحماك ربنا رحماك فهذا فقير قتله الجوع الماحص ومسكين أهلكه البرد القارص وعائل يتلمس الطعام ليشبع أبناءه الفئام وأرملة حول القمامة من الجوع تتضور، لتطعم أطفالها الصغار القصّر، فيا غني تدبر وتصور، فقال الله تعالى ” لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم” فأين الأخوة والوئام ونحن أمة الألفة والتراحم وأهل العطف والتلاحم ؟ ألسنا مسلمين، وأخوة متحابين ؟ ألم تقرءوا قول الحق المبين ” إنما المؤمنون أخوة” أم عساكم لم تتأملوا قول نبيكم وخليلكم صلى الله عليه وسلم عندما قال ” ليس المؤمن الذي يبيت شبعانا وجاره جائع إلى جنبه ” رواه البيهقي والحاكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى