مقال

نفحات إيمانية ومع الرسول الكريم فى ذكري مولدة ” جزء 7″ 

نفحات إيمانية ومع الرسول الكريم فى ذكري مولدة ” جزء 7″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السابع مع الرسول الكريم فى ذكري مولدة، إذن ما لا يؤدى الفرض إلا به فهو فرض، ما لا تؤدى السُنة إلا به فهو سُنة، ما لا يؤدى الواجب إلا به فهو واجب، وهذه قاعدة أصولية، فالوضوء فرض؟ نعم لأن الصلاة وهي فرض لا تؤدى إلا به، فكما أن الصلاة فرض فالوضوء فرض، ما لا يؤدى الفرض إلا به فهو فرض، ما لا تؤدى السُنة إلا به فهو سنة، ما لا يؤدى الواجب إلا به فهو واجب، ولكن حينما قال الله تعالى” وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا” فكيف تأخذ وكيف تنتهي وأنت لا تعرف ماذا أمر وماذا نهى؟ إذن معرفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم القولية أي أحاديثه الشريفة، فرض عين على كل مسلم، وأنك إذا ادعيت أنك تحب الله عز وجل.

 

فهذه دعوة تحتاج إلى دليل، وقد كثر المُدعون، والدليل اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فإن من أحب الله اتبع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى فى سورة آل عمران ” قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم” فلا دعوة إلا بالدليل، وإن دعوة محبة الله دعوة عريضة يدعيها كل إنسان، ولكن المحك الصحيح، والفيصل الدقيق، والبرهان الساطع في اتباع سُنة النبي عليه الصلاة والسلام، فإياك أن توهم نفسك أنك محب لله وأنت لا تتبع سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإياك أن تتوهم أن الله يحبك وأنت لا تتبع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن من طبق سنة النبي صلى الله عليه وسلم حقق الهدف من وجوده، وإذا اتبعت سُنة النبي صلى الله عليه وسلم.

 

أي سرت على المنهج الذي أمرك الله به ماذا فعلت؟ فعلت كل شيء، بمعنى أنك حقَقت الهدف من وجودك، ومن خلقك، إنك على الطريق الصحيح، وعلى الصراط المستقيم، ونحو الهدف المرسوم، عندئذ أنت في بحبوحة، ليس هناك من مبرر كي تعالج وأنت صحيح معافى، لذلك قال الله تعالى فى سورة الأنفال ” وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون” وإن دين الإسلام مبني على العدل، فمهما أحببت النبي صلى الله عليه وسلم، ومهما أظهرت من حبك له، إن لم تكن مستقيما على أمر الله، إن لم تؤدى الحقوق لأصحابها، وإن لم تقم بواجباتك كاملة لا تنجو من عذاب الله، فلئلا يتوهم متوهم أن الاحتفال بذكرى المولد.

 

ومديح النبي صلى الله عليه وسلم هذا ينجينا من عذاب الله، فإن حقوق العباد لا تسقط إلا بالأداء أو بالمسامحة، ولا سبيل آخر إلا سقوطها، لا تسقط إلا بالأداء أو المسامحة، أيضا لئلا يتوهم المسلمون أن جمع الناس، وإلقاء الكلمات، وإنشاد المنشدين، وتوزيع الطعام هذا يغطي انتهاكهم للحقوق، يغطي تقصيرهم بالواجبات، لو أنك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكنت مع النبي عليه الصلاة والسلام وانتزعت من فمه الشريف حُكما لصالحك ولم تكن على حق، لا تنجو من عذاب الله، كن على بصيرة من أمره، هذا دين الله لا يُلعب فيه، وهذا دين الله مبني على العدل، وحتى الحج الذي يتوهمه الناس أن الإنسان إذا حج بيت الله الحرام رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه.

 

هذا لا ينطبق إلا على الذنوب التي بينك وبين الله، أما التي بينك وبين العباد فلا تسقط إلا بالأداء أو بالمسامحة، ومن اتبع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على الطريق الصحيح، فالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام كان خطيبا سيد الخطباء، وإن الخلق الحسن يرفع صاحبه عند الله عز وجل، وكان صلى الله عليه وسلم عالما سيد العلماء، وكان صلى الله عليه وسلم مجتهدا سيد المجتهدين، وكان صلى الله عليه وسلم فقيها سيد الفقهاء، وكان صلى الله عليه وسلم قاضيا سيد القضاة، وكان صلى الله عليه وسلم زعيما سيد الزعماء، وكان صلى الله عليه وسلم قائدا حربيا سيد القواد، والله عز وجل حينما أراد أن يمدحُه، وأن يثني عليه، وهو خالق الكون بماذا مدحه؟ بماذا أثنى عليه؟ قال تعالى فى سورة القلم ” وإنك لعلى خلق عظيم”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى