مقال

نفحات إيمانية ومع صخر بن حرب سيد قريش ” جزء 7″

نفحات إيمانية ومع صخر بن حرب سيد قريش ” جزء 7″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السابع مع صخر بن حرب سيد قريش، وأبو سفيان يقول ما رأيت كاليوم قط نيرانا ولا عسكرا، فقال العباس، فيقول بديل، هذه والله نيران خزاعة حمشتها الحرب، فقال العباس، فيقول أبو سفيان إن خزاعة والله أذل وألأم من أن تكون هذه نيرانها وعسكرها، قال العباس، فعرفت صوته فقلت يا أبا حنظلة، فعرف صوتي فقال أبو الفضل؟ قلت نعم، فقال ما لك فداك أبي وأمي؟ فقلت ويحك يا أبا سفيان، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الناس، واصباح قريش والله، قال ابو سفيان فما الحيلة فداك أبي وأمي؟ فقال العباس، قلت لئن ظفر بك ليضربن عنقك، فاركب معي هذه البغلة حتى آتي بك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأستأمنه لك، قال.

 

فركب خلفي ورجع صاحباه، فكلما مررت بنار من نيران المسلمين قالوا من هذا؟ فإذا رأوا بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا، عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، على بغلته، حتى مررت بنار عمر بن الخطاب رضى الله عنه، فقال من هذا؟ وقام إليَّ، فلما رأى أبا سفيان على عجز البغلة قال أبو سفيان، عدو الله؟ الحمد لله الذي أمكن الله منك بغير عقد ولا عهد، ثم خرج يشتد نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وركضت البغلة فسبقته بما تسبق الدابة الرجل البطيء، فاقتحمت عن البغلة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودخل عمر بن الخطاب رضى الله عنه، فقال يا رسول الله، هذا أبو سفيان قد أمكن الله منه بغير عقد ولا عهد، فدعني فلأضرب عنقه.

 

فقلت يا رسول الله، إني أجرته، ثم جلست إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذت برأسه فقلت لا والله، لا يناجيه الليلة رجل دوني، قال، فلما أكثر عمر بن الخطاب في شأنه قلت، مهلا يا عمر، أما والله أن لو كان من رجال بني عدي بن كعب ما قلت هذا، ولكنك عرفت أنه من رجال بني عبد مناف، فقال مهلا يا عباس، والله لإسلامك يوم أسلمت أحب إليَّ من إسلام أبي لو أسلم، وما بي إلا أني قد عرفت أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، من إسلام الخطاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، “اذهب به إلى رحلك يا عباس، فإذا أصبحت فأتني به” فذهبت به إلى رحلي فبات عندي، فلما أصبح غدوت به على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال “ويحك يا أبا سفيان، ألم يأنِ لك أن تشهد أن لا إله إلا الله؟” قال بأبي أنت وأمي، ما أكرمك وأحلمك وأوصلك، لقد ظننت أن لو كان مع الله غيره لقد أغنى عني شيئا، قال “ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟” قال بأبي وأمي، ما أحلمك وأكرمك وأوصلك، هذه والله كان في النفس منها شيء حتى الآن، فقال العباس ويحك يا أبا سفيان، أسلم واشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قبل أن يُضرب عنقك، قال فشهد شهادة الحق وأسلم، ولقد تميز أبو سفيان رضى الله عنه بكثير من الصفات التي قلما توجد في إنسان، وهذا ما جعله جديرا بزعامة قريش، فكانت من ملامحة هو الدهاء والحكمة.

 

ويظهر هذا فى موقفه يوم بدر وفراره بالقافلة، وكذلك الشجاعة والإقدام ويظهر هذا فى موقفه يوم حنين وعدم فراره من المعركة، وأيضا حب الفخر وحب الزعامة ويظهر هذا فى موقفه يوم فتح مكة، ولم يعِب النبي صلى الله عليه وسلم، عليه ذلك، ولقد كان أبو سفيان بن حرب بخيلا غير أنه يتكلف الجود إذا اقتضى الأمر، يدفعه ثمنا للزعامة، وكان لأبو سفيان الموقف مع ابنته أم المؤمنين رملة بنت أبو سفيان وذلك لما جاء أبو سفيان إلى المدينة قبل الفتح، لما أوقعت قريش بخزاعة ونقضوا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخاف فجاء إلى المدينة ليجدد العهد، فدخل على ابنته أم حبيبة، فلم تتركه يجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالت “أنت مشرك”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى