مقال

نفحات إيمانية ومع محمد رسول الرحمة والإنسانية “جزء 6” 

نفحات إيمانية ومع محمد رسول الرحمة والإنسانية “جزء 6”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السادس مع رسول الرحمة والإنسانية، ومعنى ” والله ولى المؤمنين” يقول والله ناصر المؤمنين برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، المصدقين له في نبوته وفيما جاءهم به من عنده، على من خالفهم من أهل الملل والأديان، وقد قال القاضي عياض، فإن قيل كيف رأى نبى الله موسى عليه السلام يصلي، وأمّ صلى الله عليه وسلم الأنبياء في بيت المقدس، ووجدهم على مراتبهم في السماوات؟ فالجواب يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم رآهم وصلى بهم في بيت المقدس، ثم صعدوا إلى السماء، فوجدهم فيها، وأن يكون اجتماعهم وصلاته معهم بعد انصرافه ورجوعه عن سدرة المنتهى، وقال ابن كثير والصحيح أنه إنما اجتمع بهم في السماوات.

 

ثم نزل إلى بيت المقدس ثانيا وهم معه، وصلى بهم فيه، ثم إنه ركب البراق وكرّ راجعا إلى مكة، واختلف العلماء في حقيقة هذه الصلاة فقيل إنها الصلاة اللغوية، يعني الدعاء والذكر، وقيل هي الصلاة المعروفة، وهذا أصح لأن اللفظ يُحمل على حقيقته الشرعية قبل اللغوية، وإنما نحمله على اللغوية إذا تعذر حمله على الشرعية، ولم يتعذر هنا، فوجب الحمل على الصلاة الشرعية، وعلى القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالأنبياء قبل الإسراء، فلقائل أن يقول وكيف عرف النبي صلى الله عليه وسلم كيفة الصلاة؟ نقول لا إشكال في ذلك لأن الصلاة كانت مفروضة على المسلمين من ابتداء الإسلام ولذلك لما سأل هرقل أبا سفيان ماذا يأمركم ؟

 

قال يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاة والزكاة والصدق والعفاف والصلة” وقال ابن رجب وفيه دليل على أن الصلاة شرعت من ابتداء النبوة، لكن الصلوات الخمس لم تفرض قبل الإسراء بغير خلاف، وقال ابن حجر فإنه صلى الله عليه وسلم كان قبل الإسراء يُصلي قطعا، وكذلك أصحابه” ولقد ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة، ومكة يومئذ هي القلب من جزيرة العرب، فهي المركز الديني الذي يعظمونه، وفيها الكعبة التي بناها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وإليها يحجون، وبها يطوفون، وفي قبيلة قريش التي كانت تقطن مكة كانت هذه الولادة، وهي قبيلة لها كل الاحترام والتقدير في نفوس العرب.

 

فهي حامية الحرم والقائمة على شؤونه، والعرب أمة تعتز بالأنساب، إذ بها يعرفون، وبها يفتخرون، وفي هذا الوسط ولد النبي الكريم محمد صلوات الله وسلامه عليه، وهو محمد بن عبدالله، بن عبدالمطلب، بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصي، بن كلاب، بن مرة، بن كعب، بن لؤي، بن غالب، بن فهر، بن مالك، بن النضر، بن كنانة، بن خزيمة، بن مدركة، بن الياس، بن مضر، ابن نزار، بن معد، بن عدنان” وقال ابن القيم “إلى هنا معلوم الصحة، متفق عليه بين النسابين، ولا خلاف فيه البتة، وما فوق عدنان مختلف فيه، ولا خلاف بينهم أن عدنان من ولد إسماعيل عليه السلام” وأما أمه صلى الله عليه وسلم فهي آمنة بنت وهب، بن عبد مناف، بن زهرة، بن كلاب.

 

بن مرة، بن كعب، بن لؤي، بن غالب، بن فهر، فهو صلى الله عليه وسلم خير أهل الأرض نسبا، وعن واثلة بن الأسقع قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم”رواه مسلم، وقد شهد أعداؤه بعلو هذا النسب، ففي حديث أبي سفيان، وقد سأله هرقل عن نسب النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو سفيان وهو يومئذ عدو لرسول الله صلى الله عليه وسلم هو فينا ذو نسب، فقال هرقل سألتك عن نسبه، فذكرت أنه فيكم ذو نسب، فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها، ومن المعلوم أن أعداءه صلى الله عليه وسلم جهدوا في البحث عن المطاعن التي ينالون بها منه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى