مقال

نفحات إيمانية ومع هَبّار بن الأسود القرشى “جزء 3”

نفحات إيمانية ومع هَبّار بن الأسود القرشى “جزء 3”

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث ومع هَبّار بن الأسود القرشى، وكان هبار ذكر في قصة أخرى ذكرها ابن منده، عن هشام ابن عروة، عن أبيه، عن هبار بن الأسود في قصة عتبة بن أبي لهب مع الأسد، وقول النبي صلى الله عليه وسلم ” اللهم سلط عليه كلب من كلابك ” وقول هبار إنه رأى الأسد يشمّ النيام واحدا واحدا، حتى انتهى إلى عتبة فأخذه، ولهبار قصة مع عمر، فقد أخرج البخاري في كتابه التاريخ، والبيهقي عن هبار بن الأسود أنه حدثه أنه فاته الحج، فقال له عمر، طف بالبيت وبين الصفا والمروة، وعن يحيى بن عبد الملك بن هبار بن الأسود، عن أبيه، عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ بدار هبار بن الأسود، فسمع صوت غناء، فقال ” ما هذا ” فقيل له صلى الله عليه وسلم إنه تزويج، فجعل يقول “هذا النكاح لا السفاح” وقيل أن هذا الحديث ضعيف.

 

وأما عن حياة هبار بن الأسود، فقد رحل إلى الشام أيام الفتوح، وعاد في خلافة عمر بن الخطاب، وأما عن أبوه فهو الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي، وهو رجل من قبيلة قريش، وكان معاصرا لظهور الإسلام، وكان من أشد المُعادين له، وكان هو ابن عم السيدة خديجة بنت خويلد بن أسد، زوج النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهو أيضا ابنة خال السيدة برة بنت عبد العزى، جدة النبي صلى الله عليه وسلم، لأمه السيده آمنه بنت وهب، وقد حاول الأسود بن المطلب، مع ابنه زمعة، ومع كثير من سادة قريش التفاوض مع النبي صلى الله عليه وسلم، لثنيه عن دعوته، إلا أن النبى صلى الله عليه وسلم، رفض دعوتهم، وحاول مع زعماء من قريش مثل الوليد بن المغيرة.

 

وأمية بن خلف، والعاص بن وائل السهمي أثناء طواف النبى صلى الله عليه وسلم، بالكعبة أن يفاوضوه بأن يعبدوا إله ويعبد آلهتم وأصنامهم، فقالوا، يا محمد، هلم فلنعبد ما تعبد، وتعبد ما نعبد، فنشترك نحن وأنت في الأمر، فإن كان الذي تعبد خيرا مما نعبد، كنا قد أخذنا بحظنا منه، وإن كان ما نعبد خيرا مما تعبد، كنت قد أخذت بحظك منه، فنزلت سورة الكافرون ونادى الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم، فى كتابه العزيز “قل يا أيها الكافرون، لا أعبد ما تعبدون، ولا أنتم عابدون ما أعبد، ولا أنا عابد ما عبدتم، ولا أنتم عابدون ما أعبد، لكم دينكم ولى دين” وقد ذكر ابن إسحاق عن الأسود بن المطلب، أنه كان أحد المستهزئين بالنبي صلى الله عليه وسلم، المقصودين على الأغلب بالآية القرآنية “إنا كفيناك المستهزئين”

 

وهم الأسود بن عبد يغوث، والوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، والحارث بن الطلاطلة الخزاعي، فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم، أي على الأسود، وقال” اللهم أَعمى بصره ، وأثكله ولده ” وقد تحقق هذا الدعاء إذ عمي بصره، وخسر ثلاثة من ولده في غزوة بدر، وهم زمعة، وعقيل ابناه، وحفيده الحارث بن زمعة، وكان بعد هزيمة قريش في غزوة بدر، قد اتفق جمع منهم على عدم البكاء على قتلاهم حتى لا يشمت، محمد وأصحابه فيهم، وسار الأسود مكرها على هذا الاتفاق، فلما سمع امرأة تبكي، قال لغلام له ” انظر هل أحل لنا النحيب، لعلي أبكي على أبي حكيمة أي زمعة، فإن جوفي قد احترق، فلما رجع إليه الغلام قال، إنما هي امرأة تبكي على بعير لها أضلته، وقيل عنه أنه ليس له ذكر بعد ذلك، والأغلب أنه مات على جاهليته قبل غزوة أحد.

 

وقيل عن هبار بن الأسود أنه هو جد الهباريين وهم ملوك السند، الذين توارثوها حتى انتزعها منهم محمود بن سبكتكين صاحب غزنة، ومحمود بن سبكتكين هو يمين الدولة أبو القاسم محمود بن سبكتكين الغزنوي، المعروف باسم محمود الغزنوي وهو حاكم الدولة الغزنوية في زمن الخلافة العباسية، وكان اسمه باللغة التركية يمين الدولة، أما بالفارسية فإن اسمه أبو القاسم محمود بن سبكتكين، واسمه الكامل يمين الدولة عبد القاسم محمود بن سبكتكين، وقد لقب بسيف‌ الدولة، ويمين‌ الدولة، وأمين‌ الملة، والغازي، وبطل الإسلام، وفاتح الهند، ومحطم الأصنام، ويمين أمير المؤمنين، ولكنه اشتهر باسم السلطان محمود الغزنوي، وقد ارتفعت الدولة الغزنوية في فترة حكمه إلى الأوج في قليل من الزمن بفضل همة محمود وحسن قيادته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى