مقال

نفحات إيمانية ومع معاذ بن عفراء ” جزء 2″

نفحات إيمانية ومع معاذ بن عفراء ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع معاذ بن عفراء، ففي غزوة بدر الكبري، كان له موقف يظهر فيه شجاعة معاذ بن عفراء رضي الله عنه، حيث يقول سمعت القوم وهم في مثل الحرجة وأبو جهل فيهم وهم يقولون أبو الحكم يعني أبا جهل لا يخلص إليه، فلما سمعتها جعلته من شأني فقصدت نحوه فلما أمكنني حملت عليه فضربته ضربة عظيمة فطنت قدمه بنصف ساقه، وضربني ابنه عكرمة على عاتقي فطرح يدي فتعلقت بجلدة من جنبي، وأجهضني القتال عنه، ولقد قاتلت عامة يومي وإني لأسحبها خلفي فلما آذتني وضعت قدمي عليها وتمطيت حتى طرحتها، وكذلك تميز معاذ بن عفراء رضي الله عنه بحبه للنبى صلى الله عليه وسلم والدليل على ذلك ما يرويه لنا الصحابى الجليل.

 

عبد الرحمن بن عوف يوم بدر، فعن عبد الرحمن بن عوف قال إني لواقف في الصف يوم بدر فنظرت عن يميني وعن شمالي فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانهما فتمنيت لو كنت بين أضلع منهما فغمزني أحدهما فقال يا عم هل تعرف أبا جهل قلت نعم فما حاجتك إليه قال أنبئت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سواده سوادي حتى يموت الأعجل منا فغمزني الآخر فقال لي قوله قال فعجبت لذاك قال فلم ألبث أن رأيت أبا جهل في الناس قال فقلت لهما ألا تريان ها ذاك صاحبكما الذي تسألان عنه قال فابتدراه بسيفيهما يغربانه حتى قتلاه ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبراه فقال أيكما قتله.

 

فقال كل واحد منهما أنا قتلته فقال هل مسحتما بسيفيكما قالا لا قال فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم، السيفين فقال كلاكما قتله وقضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح قال والرجلان معاذ بن الجموح ومعاذ بن عفراء، وقد قيل أن الذي قتل أبا جهل هما معاذ ومعوذ ابنا عفراء وأصح من هذا كله حديث أنس بن مالك رضى الله عنه، حين قال النبي صلى الله عليه وسلم من يأتيني بخبر أبي جهل وذكر الحديث وفيه أن ابني عفراء قتلاه” ومن هنا يكون اشتراك معاذ بن عمرو بن الجموح في قتل أبي جهل بعيد، وقيل أنه كان عمر بن الخطاب رضى الله عنه، يأمر بحلل تنسج لأهل بدر يتنوق فيه، فبعث إلى معاذ بن عفراء حلة فقال لى معاذ.

 

يا أفلح بع هذه الحلة، فبعتها له بألف وخمسمائة درهم، ثم قال اذهب فابتع بها رقاب، فاشتريت له خمس رقاب، ثم قال والله إن امرأ اختار قشرين، يلبسهما على خمس رقاب يعتقها لغبين الرأى، اذهبوا فأنتم أحرار فبلغ عمر بن الحطاب أنه لا يلبس ما يبعث به إليه فاتخذ له حلة غليظة أنفق عليها مائة درهم، فلا اتاه بها الرسول قال، ما أراه بعثك بها إلى، قال، بلى، فأخذ الحلة فأتى بها عمر بن الخطاب، فقال يا أمير المؤمنين بعثت إلى بهذه الحلة؟ قال نعم، إن كنا لنبعث إليك بالحلة مما نتخذ لك ولإخوانك، فبلغنى أنك لا تلبسه، فقال يا أمير المؤمنين إنى وإن كنت لا ألبسها فإني أحب أن يـأتى من صالح ما عندك فأعاد إليه حلته، وكان مما روى عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

 

وهو عن نصر بن عبد الرحمن عن جده معاذ أنه طاف مع معاذ بن عفراء فلم يصل فقلت ألا تصلي فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ” لا صلاة بعد العصر حتى تغيب الشمس ولا بعد الصبح حتى تطلع الشمس” وقد عاش معاذ بن عفراء إلى زمن الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضى الله عنه، وقال خليفة بن خياط في موضع آخر وقد مات معاذ بن عفراء في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، رضى الله عنه، وترك من الولد عبيد الله، وأمه حبيبة بنت قيس بن زيد الظفرية الأوسية، والحارث وعوف وسلمى ورملة وأمهم هى أم الحارث بنت سبرة بن رفاعة النجارية، وإبراهيم وعائشة وأمهما هى أم عبد الله بنت نمير بن عمرو الجهنية، وسارة وأمها هى أم ثابت رملة بنت الحارث النجارية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى