مقال

نفحات إيمانية ومع صفات المؤمنين فى القرآن الكريم ” جزء 3″

نفحات إيمانية ومع صفات المؤمنين فى القرآن الكريم ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع صفات المؤمنين فى القرآن الكريم، ويمكن تعريف الخشوع على أنه الشعور بقرب الله تعالى، وحضور القلب بين يديه سبحانه، فتطمئن النفس ويسكن القلب لذلك، مما يؤدي إلى قلة الحركات والالتفاتات، بالإضافة إلى استحضار كامل أقوال الصلاة وأفعالها، بحيث لا يبقى مكان لوساوس الشيطان والأفكارالرديئة، فالخشوع روح الصلاة والمقصود منها، والصلاة من غير خشوع واستحضار للقلب قد تكون مجزئة، ولكن أجرها ناقص لأن الثواب على ما يعقل القلب من الصلاة، وكذلك الإعراض عن اللغو من صفات المؤمنين تنزيه النفس، والترفّع عن الكلام الذي لا فائدة فيه ولا خير منه، وبما أنهم يجتنبون لغو الحديث، فاجتنابهم للمحرّم من القول أولى.

 

وإذا ملك العبد لسانه ملك أمره، مصداقا لما رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما أوصى معاذ بن جبل رضي الله عنه قائلا ” ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت بلى يا رسول الله، قال فأخذ بلسانه قال كفَّ عليك هذا” فقد تأخذ آيات سورة المؤمنون بعضا من صفات المؤمنين في القرآن الكريم، التي يجب أن يتحلى بها كل مسلم و مسلمة، وأفتتح الله سبحانه وتعالى الأيات بلفظ قد التي تأتي بعد الفعل الماضي للتأكيد، ولتدل على أن الفعل قد حدث وهو الفلاح والفوز بحسن الخاتمة، ومن جمال بداية السورة هو الترغيب في الأيمان، وقد ذكر لك أن هناك من تحلى بصفات الإيمان من قبل، وقد فاز بالفلاح والجنة، ومن صفات المؤمنين التي يجب التمسك بها و المحافظة عليها.

 

هو الخشوع في الصلاة، فيقول الله تعالى ” الذين هم فى صلاتهم خاشعون” حيث تعتبر الصلاة من فضل الله علينا في الحياة الدنيا، فهي الصلة والرباط بين العبد و ربه ولقد وجب الخشوع أثناء الصلاة والخشوع هو الخوف من عظمة الله سبحانه وتعالى، ولأن الخشوع مطلوب في ديننا الإسلامي في كل وقتا وحين ولكنه يفضل أن يكون في وقت الصلاة وذلك لأن أثناء الصلاة يكون العبد بين يدي الله سبحانه وتعالى، فمن شروط الصلاة أن يكون المرء خاشعا بقلبه، مؤمنا بربه وبشروط الصلاة، وأن يكون حاضر القلب والذهن، وهناك بعض الأفكار التي تجعل صلاتك مقبولة وخاشعة ومنها أن يتذكر المؤمن أثناء الصلاة أنه بين يدي رحمة الله عز و جل.

 

وأن يستشعر في قلبه أنها قد تكون آخر صلاة يصليها في حياته، وأن يكون فكرك خاليا تماما من مشاغل الدنيا، سواء كانت المشاغل حسية أو مشاغل معنوية، و لهذا نهى الدين الإسلامي عن الإتيان إلى الصلاة و أنت مسرع، بل لابد وأن تكون هادئ الفكر والروح ونهى أيضا على أن تكون تاركا لطعام تشتهيه أو حاقنا بمعنى حابسا للبول، أو حاقبا بمعنى غائط، وإن حفظ الأمانة ورعاية الحقوق من صفات المؤمنين حيث أنهم حريصون على أداء جميع الأمانات وحفظها، ومراعاتها، وتشمل الأمانات حقوق الله تعالى، كما قال الله تعالى ” إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا”

 

وحقوق العباد، كما في قول الله تعالى ” إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل” فكل ما أمر الله تعالى به عباده من الأمانات التي يجب على العبد القيام بها، ومن ضمن ما أوجبه الله تعالى حفظ أمانات الناس، كالأموال والأسرار وغيرها، وحفظ العهد مع الله تعالى ومع الناس أيضا ويشمل العهد الالتزامات والعقود، مصداقا لقول الله تعالى ” والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون” وكذلك المحافظة على الصلاة حيث إن المؤمنين يحافظون على أداء الصلاة في وقتها، ويراعون شروطها، وأركانها، وواجباتها، كما قال الله تعالى ” والذين هم على صلواتهم يحافظون” وفي الحقيقة إن المحافظة على الصلاة والخشوع فيها من الأمور المكملة لبعضها البعض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى