مقال

نفحات إيمانية ومع عبد الله بن عمر بن الخطاب “جزء 4”

نفحات إيمانية ومع عبد الله بن عمر بن الخطاب “جزء 4”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع عبد الله بن عمر بن الخطاب، وقد ولد عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، في مكة المكرمة، وقد عاش فيها مدة عشر سنين، قبل أن يهاجر مع والده إلى المدينة المنورة، ويقول عبد الله بن عمر رضي الله عنه ” عرضت على النبى صلى الله عليه وسلم، يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة سنه ولم أحتلم فلم يقبلنى، ثم عرضت عليه يوم الخندق وأنا ابن خمسة عشرة سنه فقبلنى ” ثم شهد عبد الله بن عمر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، غزوة مؤتة وفتح مكة فيما بعد، وقد توفي سنة ثلاثه وسبعين للهجرة وكان قد جاوز الثمانين عاما، وقد كان ابن عمر، من الرواة الثقات الذين يتحرون الدقة التامة في نقل أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

ويقول محمد الباقر عن عبد الله بن عمر كان ابن عمر إذا سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم، حديثا لا يزيد ولا ينقص، ولم يكن أحد في ذلك مثله، وقد قيل أنه بقي بن مخلد أحصى لعبد الله بن عمر رضي الله عنه، ألفين وستمائة وثلاثين حديثا بالمكرر، ولكن الشيخين الإمام البخاري ومسلم اتفقا على مئة وثمانية وستين حديثا لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وقد روى منها الإمام البخاري واحدا وثمانين حديثا، بينما روى الإمام مسلم واحد وثلاثين حديثا، وقد قال أيوب بن وائل الراسبي قدمت المدينة فأخبرني رجل جار لابن عمر أنه أتى ابن عمر أربعة آلاف من قبل معاوية، وأربعة آلاف من قبل إنسان آخر، وألفان من قبل آخر، وقطيفة، فجاء إلى السوق يريد علفا لراحلته بدرهم نسيئة.

 

فقد عرفت الذي جاءه، فأتيت سريته، فقلت إني أريد أن أسألك عن شيء، وأحب أن تصدقينى، قلت أليس قد أتت أبا عبدالرحمن أربعة آلاف، من قبل معاوية، وأربعة آلاف من قبل إنسان آخر، وألفان من قبل آخر، وقطيفة، قالت بلى، قلت فإني رأيته يطلب علفا بدرهم نسيئة أى قرضا، قالت ما بات حتى فرّقها، فأخذ القطيفة فألقاها على ظهره، ثم ذهب فوجهها، ثم جاء، فقلت يا معشر التجار، ما تصنعون بالدنيا، وابن عمر أتته البارحة عشرة آلاف درهم وضح، فأصبح اليوم يطلب لراحلته علفا بدرهم نسيئة، وروى البخاري عن نافع قال حدثني ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عرضه يوم أحد وهو ابن أربع عشرة سنة، فلم يجزني ثم عرضني يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة سنةً فأجازني، رواه البخاري.

 

وكانت أول مشاركة لعبدالله بن عمر هي الخندق، وشهد غزوة مؤتة مع جعفر بن أبي طالب، وقد شهد عبد الله بن عمر، اليرموك وفتح مصر وإفريقية، وقد كان ابن عمر دائما محل احترام وثقة المسلمين، فحاول عثمان بن عفان توليته القضاء، وعرض عليه علي بن أبي طالب ولاية الشام، ورشحه أبو موسى الأشعري للخلافة يوم التحكيم بين جيشي علي ومعاوية، إلا أنه اعتذر عن ذلك كله، وحرص على عدم الانخراط في أمور الحكم تجنبا منه للخوض في دماء المسلمين، وأما عن أبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري فهو صحابي جليل وقد ولاه النبي صلى الله عليه وسلم على زبيد وعدن، وولاه عمر بن الخطاب على البصرة، وولاه عثمان بن عفان على الكوفة.

 

وكان المُحكم الذي اختاره علي بن أبي طالب، من بين حزبه يوم صفين، وقد روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان الرجل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، إذا رأى رؤيا قصّها على النبي صلى الله عليه وسلم، فتمنيت أن أرى رؤيا أقصّها على النبي صلى الله عليه وسلم، وكنت غلاما شابّا أعزب، وكنت أنام في المسجد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فرأيت في المنام كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا لها قرنان كقرني البئر، وإذا فيها ناس قد عرفتهم، فجعلت أقول أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، فلقيهما ملك آخر، فقال لي لن تراع فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال ” نعم الرجل عبدالله لو كان يُصلي بالليل “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى