مقال

نفحات إيمانية ومع الإيمان وصفات المتقين ” جزء 10″

نفحات إيمانية ومع الإيمان وصفات المتقين ” جزء 10″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء العاشر مع الإيمان وصفات المتقين، وكما يجب على المسلم أن يبين لأخية المسلم أن هذا الأمر لا يجوز له، وهكذا إذا رأى من أخته في الله منكرا أنكر عليها ذلك، كأن يراها تعصي والديها، أو تسيء إلى زوجها أو تقصر في تربية أولادها أو تتساهل بالصلاة أنكر عليها، سواء كان زوجها أو أباها أو أخاها أو ابن أختها أو ابن أخيها، أو ليس قريبا لها، بل من الناس الذين عرفوا ذلك منها، وهي كذلك إذا رأت من زوجها تقصيرا نهته عن ذلك، كأن رأته يشرب الخمر أو رأته يدخن أو رأته يتساهل بالصلاة أو يصلي في البيت دون المسجد تنكر عليه بالأسلوب الحسن وبالكلام الطيب، كأن تقول له يا عبدالله، اتقى الله وراقب الله، هذا لا يجوز لك، حافظ على الصلاة في الجماعة.

 

دع عنك ما حرم الله عليك من المسكرات أو التدخين أو حلق اللحية أو إطالة الشوارب أو إسبال الملابس، فكل هذه المنكرات يجب على كل واحد من المؤمنين والمؤمنات والصلحاء إنكارها، وعلى الزوج والزوجة وعلى الأخ والقريب وعلى الجار وعلى الجليس وعلى غيرهم القيام بذلك، وكما قال الله تعالى في وصف المؤمنين والمؤمنات “يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر” فيقول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام “إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه ويقول عليه الصلاة والسلام “من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان” وهذا عام لجميع المنكرات، سواء كانت في الطريق.

 

أو في البيت أو في المسجد أو في الطائرة أو في القطار أو في السيارة أو في أي مكان، وهو يعم الرجال والنساء جميعا، المرأة تتكلم والرجل يتكلم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن في هذا صلاح الجميع ونجاة الجميع، ولا يجوز السكوت عن ذلك من أجل خاطر الزوج أو خاطر الأخ أو خاطر فلان وفلان، لكن يكون بالأسلوب الحسن والكلمات الطيبة، لا بالعنف والشدة، ومع ملاحظة الأوقات المناسبة، فقد يكون بعض الناس في وقت لا يقبل التوجيه، ولكنه في وقت آخر يكون متهيئا للقبول، فالمؤمن والمؤمنة يلاحظان للإنكار والأمر بالمعروف الأوقات المناسبة، ولا ييأس إذا لم يقبل منه اليوم أن يقبل منه غدا، فالمؤمن لا ييأس، والمؤمنة لا تيأس.

 

بل يستمران في إنكار المنكر، وفي الأمر بالمعروف، وفي النصيحة لله ولعباده، مع حسن الظن بالله والرغبة فيما عند الله عز وجل، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه، أوشك أن يعمهم الله بعقابه وقال الرسول صلى الله عليه وسلم “الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة قيل لمن يا رسول الله؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم وقال جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه، بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم، وإن المشروع للمسلم إذا سمع الفائدة أن يبلغها غيره، وهكذا المسلمة تبلغ غيرها ما سمعت من العلم، لقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم “بلغوا عني ولو آية”

 

وكان صلى الله عليه وسلم إذا خطب الناس يقول “ليبلغ الشاهد الغائب، فرب مبلغ أوعى من سامع ويقول “من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة ويدخل في هذا الحديث العظيم كل من جاء إلى مسجد أو أي مكان فيه حلقة علم أو موعظة يطلب العلم ويستفيد، ويقول عليه الصلاة والسلام “من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين” ويقول صلى الله عليه وسلم “نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها ثم أداها كما سمعها، فرب حامل فقه ليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ويقول صلى الله عليه وسلم “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده وهذا يدل على شرعية المسابقة إلى حلقات العلم والعناية بها، والحرص على الاجتماع على تلاوة القرآن ومدارسته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى