مقال

السيدة عائشة بنت أبى بكر ” جزء 4″

السيدة عائشة بنت أبى بكر ” جزء 4″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الرابع مع السيدة عائشة بنت أبى بكر، وقد سئل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ قال عائشة قال فمن الرجال؟ قال أبوها” وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها عالمة مفسرة ومحدثة، تعلم نساء المؤمنين، وكانت تتصف السيدة عائشة رضي الله عنها بالعقل النير، والذكاء الحاد، والعلم الجم، وكان في حياة السيدة عائشة رضي الله عنها الدور الفعال في خدمة الفكر الإسلامي من خلال نقلها لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفسيرها لكثير من جوانب حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد قال عنها عروة بن الزبير “ما رأيت أحدا أعلم بالقرءان ولا بفرائضه ولا بحلال ولا بحرام ولا بشعر ولا بحديث عرب ولا بنسب من عائشة” وقال أبو موسى الأشعري “ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما”

وكانت تدرس النساء وكذلك الرجال لكن من وراء حجاب وهذا يدل على أن صوت المرأة ليس بعورة، ولقد كانت أولى الخطبة المباركة، وحيا من السماء، وقد أخبر عن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد أن سمعت خولة قبول أبي بكر الصديق، مضت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعته، فجاء بيت الصديق فأنكحه أي زوجه عائشة وهي يومئذ بنت ست سنين أو سبع، وكان صداقها خمسمائة درهم، ولكنه لم يدخل عليها، وتركها في بيت أبيها تمرح لاهية مع صواحبها، وكان كل حظه منها أنها كانت تسرع إليه كلما مر ببيت أبي بكر، فتكاد تنسيه بلطفها وإيناسها المشاغل الجسام التي تنتظره لدى الباب لذلك طاب له أن يسعى إلى بيت صاحبه أبي بكر كلما اشتدت عليه وطأة الشعور بالوحدة والغربة ليلاطف خطيبته الصغيرة.

ويغرق أشجانه في فيض من دعابتها الذكية ومرحها الفياض وطاب لعائشة رضي الله عنها أن ترى رسول الله صلى الله عليه وسلم في عظمته وجلاله، ومهابته ووقاره، ولقد بلغ من إعزاز الرسول صلى الله عليه وسلم لها أنه كان يوصي بها أمها قائلا ” يا أم رومان، استوصي بعائشة خيرا واحفظيني فيها” وتمضي الأيام ويهاجر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وصاحبه من مكة إلى المدينة وبعد أن استقر صلى الله عليه وسلم في دار هجرته بعث زيد بن حارثة إلى مكة ليصحب بنات الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه رسالة من أبي بكر إلى ابنه عبد الله يطلب إليه فيها أن يلحق به مصطحبا زوجته أم رومان وابنتيه أسماء وعائشة، وفي المدينة كان صلى الله عليه وسلم يهيئ دارا لعائشة، وبعد أن تم بناء المسجد، وبنيت حوله تسع حجرات بعضها من الجريد والطين.

والآخر من الحجارة المرصوصة، وبعد أن استقر المسلمون في دار الهجرة وأمنوا عدوهم، تحدث أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في إتمام الزواج، فلبى رسول الله صلى الله عليه وسلم راضيا، وأسرع في رجال ونساء من الأنصار إلى منزل صهره الصديق رضي الله عنه، حيث كان ينزل بأهله في بني الخزرج، وتصف السيدة عائشة يوم عرسها فتقول ” قالت فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بيتنا واجتمع إليه رجال من الأنصار ونساء، فجاءتنى أمي وإنى لفي أرجوحة بين عذقين ترجح بي فأنزلتني من الأرجوحة، ولى جميمة ففرقتها ومسحت وجهى بشيء من ماء،ثم أقبلت تقودنى حتي وقفت عند الباب وإنى لأنهج حتى سكن من نفسي، ثم دخلت بى فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، جالس على سرير فى بيتنا.

وعنده رجال ونساء من الأنصار فأجلسنى فى حجرة ثم قالت، هؤلاء أهلك فبالرك الله لك فيهم وبارك لهم فيكى، فوثب الرجال والنساء فخرجوا وبنى بي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فى بيتنا، ما نحرت على جزور ولا ذبحت على شاة حتى أرسل إلينا سعد بن عبادة بجفنة كان يرسل بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا دار نسائه وأنا يؤمئذ بنت تسع سنين” رواه احمد، وحمل إليهما كذلك قدح من لبن شرب الرسول صلى الله عليه وسلم منه، ثم تناولته العروس على استحياء فشربت منه، ثم أسكنها النبى صلى الله عليه وسلم حجرة ملاصقة للمسجد الشريف، عرفت بعد ذلك بمهبط الوحي، لكثرة الوحي الذي نزل بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد احتلت السيدة عائشة رضي الله عنها في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلة رفيعة ومكانا مرموقا من المحبة لم يصل إليها غيرها في أمهات المؤمنين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى