مقال

عبدالرحمن ناجي يكتب: ماذا لــــــو!

عبدالرحمن ناجي يكتب: ماذا لــــــو!

 

 

طوال حياتي وأنا أحاول تخيل ما كان يدور في عقل هتلر؛ الزعيم النازي المخبول، صاحب نظرية المؤامرة التي حاول بها القضاء على العرق اليهودي بكل مُعتنقيه، ذلك النازي الذي حاول حكم العالم بجيشه الآلي والوصول بالجنس الآري إلى قمة الهرم البشري، هل تعرفونه؟ بالتأكيد تعرفونه ولا أظن أنه يوجد من يجهل هتلر في العقود الآخيرة إلا قلة قليلة ممن لا يهتمون بمعرفة ما يجري خارج شارعهم الذي يسكنون فيه، في النهاية خسر هتلر الحرب حين خانه ذكاؤه وارتكب خطًأ واحدًا كان سببًا في انهيار جميع مخططاته فوق رأسه

 

واختفى هتلر تاركًا ورائه لُغزًا لم يُحل حتى يومنا هذا، حسنًا دعونا من كل هذا ولِنتخيل كيف لو سارت مخططاته على نحوٍ جيد، ماذا لو انتصر هتلر في الحرب! ماذا كان ليحدث لو حكمت النازية العالم وتربعت ألمانيا النازية على عرش الممالك والجمهوريات! دعونا نسبح بخيالنا قليلاً ونتخيل هتلر زعيمًا للعالم وقتها، تخيلوا جميع الجيوش من أدنى جندي إلى أعلى رتبةٍ فيها يؤدون التحية العسكرية على الطريقة النازية! يُعَظِّمُون الفوهلر رافعون له أيديهم ورؤوسهم وعلى أكتافهم شعار النازية،

 

هتلر يخطب في الراديو بلكنته الألمانية حادة النبرة؛ يُعلن نفسه زعيمًا لكل دول العالم، مُعلنًا انهزام الحلفاء وعلى رأسهم شارلي شابلن -الذي جاب العالم ساخرًا منه-، تخيلوا هتلر خامس الخمسة الذين حكموا العالم بعد أن كانوا أربعة! مُنضمًا إلى ذي القرنين وسليمان والنمرود وبُخْتُنَصر، هل كان هتلر لِيُوَحد النشيد الوطني لكل الدول ويجعله نشيد ألمانيا -ألمانيا فوق الجميع-، ربما ليس احتمالاً مستبعدًا، ما أنا مُتَيقن منه هو قضائه على جميع اليهود وزوال إسرائيل من الوجود،

 

ولكان وجودهم مُجرد تاريخ في كُتب الأديان، لا يستطيع عقلي تخيل ماذا كان ليحدث لو تولى سفاح القرن العشرين ومُحطم الأساطير الكاذبة حكم العالم! فهل كان ليكون لنا وجود في هذا العالم؟ كل ما أنا مُتَيقن منه هو تغير الماضي والحاضر والمستقبل في الكرة الأرضية وما أصبحت هي التي نعرفها ونعاصرها الآن… فماذا لو!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى