مقال

عكاشة بن محصن الأسدي ” جزء 1″

عكاشة بن محصن الأسدي ” جزء 1″

بقلم / محمــــد الدكــــرورى

 

عكاشة بن محصن الأسدي من مشاهير الصحابة، أسلم قبل الهجرة وهو من بني غنم، قوم من بني أسد سكنوا مكة كأحلاف لقريش، وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم سبقك بها عكاشة، وقد أعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة من الغزوات جريدة فهزها فكانت سيفاً ظل يقاتل به، فهو عكاشة بن محصن بن حُرثان بن قيس بن مرة بن بُكير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي حليف بني عبد شمس من السابقين الأولين وشهد ” بدرا” وقيل استشهد عكاشة في قتال أهل الردة، وقتله طليحة بن خويلد، وعُرف بين الناس باالشدة و الباس و بوفرة العقل وصدق الإحساس وصفاء السريرة، وكان معروفا بحسن الهيئة والجرأة والإقدام وكان من أجمل الرجال.

 

وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعكاشة ابن أربع وأربعين سنة، وما أن بلغت مسامعه الدعوة إلى التوحيد والإسلام، حتى أشرقت نفسه بالإيمان، وانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلن إسلامه، ولقد أوذي كغيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أذى كثيرا وكُذب أشد التكذيب، فما زاده ذلك إلا إيمانا وتسليما، وتمسكا بدينه تمسكا عظيما، ولما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم ما ينزل بأصحابه من العذاب والبلاء أشار عليهم بالهجرة إلى المدينة، فكان عكاشة بن محصن، من بين من هاجر إلى المدينة، وما أن وصل إلى هناك حتى استنشق نسيم الأنس والرحمة والأمان لأول مرة منذ أسلم، وعاش في المدينة بين إخوانه من المهاجرين والأنصار أطيب عيش.

 

وكان في أشد شوقه لخدمة دينه، والدفاع عن أمته، وشهد بدرا وأحدا والخندق وأبلى بلاء حسنا، واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على سرية “الغمر” في أربعين رجلا، فذهبوا فعلم القوم بمجيئه فهربوا، فرجع إلى المدينة وقد ساق مائتي بعير كانت لهم، ويوم بدر قاتل بسيفه حتى انقطع في يده فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه جدلا من حطب وقال” قاتل بهذا يا عكاشة ” فلما أخذه من رسول الله صلى الله عليه وسلم هزه فعاد سيفا في يده طويل القامة شديد المتن أبيض الحديدة فقاتل به حتى فتح الله تعالى على المسلمين، وكان ذلك السيف يسمى “العون” ثم لم يزل عنده يشهد به المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتل في الردة وهو عنده.

 

وقيل إنه لم يزل متوارثا عند آل عكاشة، وبشره الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة وهو على قيد الحياة، فقد سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يبشره بدخوله الجنة بغير حساب ولا عذاب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من نوقش الحساب عذب ” وقال سعيد بن جبير، حدثنا ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “عرضت علي الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي يمر ومعه الثلاثة والاثنان، والنبي يمر ومعه الرجل الواحد، والنبي يمر وليس معه أحد، إلى أن رفع لي سواد عظيم فقلت هذه أمتي، قيل ليس بأمتك، هذا موسى وقومه، إلى أن رفع لي سواد عظيم قد سد الافق، فقيل هذه أمتك، ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب”

 

قال ثم دخل النبي صلى الله عليه وسلم فخضنا في أولئك السبعين، وجعلنا نقول من الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب؟ أهم الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم أم هم الذين ولدوا في الإسلام ولم يشركوا بالله شيئا؟ إلى أن خرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال “ما هذا الذي كنتم تخوضون فيه ؟ قال فأخبره، فقال ” هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون ” فقام عكاشة بن محصن فقال “أنا منهم يا رسول الله؟ قال ” أنت منهم ” وقام رجل آخر من المهاجرين فقال أنا منهم يا رسول الله؟ قال “سبقك بها عكاشة” وكانت القيادة عند عكاشة بن محصن، حيث أمّره الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على أكثر من سرية، وولاه بعض ولاياته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى