مقال

أسباب الخيانة الزوجية ” جزء 2″

أسباب الخيانة الزوجية ” جزء 2″

بقلم / محمــــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع أسباب الخيانة الزوجية، وتنشأ لوجود خلل ما في العلاقة الطبيعيه التي تربط بين الازواج بسبب بعض السلبيات او التأثير الخارجي للثقافات والحضارات، فتؤدي الى زعزعة نظام الاسري وتفككه نتيجه للصراع القائم بين افراده، وقد تنشى الخيانه الزوجيه بسبب الاختلاط المستمر والدائم في بعض الأماكن بين الرجل والمرأة وقضائهما لوقت ليس بالقصير مع بعضهما البعض وقد يكون اللقاء رسميا في بداية الأمر وقد يطول ذلك ولكن يأتي يوم ويشتكي هذا وتشتكي تلك من ظروف الدهر وأمور الحياة ومن ثم يتعاطف هذا ويتعاطف ذلك ويحصل التبادل في الحديث الشخصي والرأي والمشورة فيميلون إلى بعضهم البعض بشعور وربما بدون شعور من كليهما ويشعران بأن كلا منهما وجد ما ينقصه عند الآخر أو على الأقل يخيل له ذلك.

 

وقد لا تمكنها ظروفها من الالتقاء شرعا لأسباب كثيرة بعضها ظاهرة ومعروفة وبعضها غير ذلك فتحدث الكارثة من قبل الطرفين لإشباع رغبة في نفسية كل منهما لا يستطيعان كما أسلفت إشباعها بالطرق المشروعة، وللأسف أن هناك الكثير من الناس لديهم الرغبة دائما بالحصول على ما في أيدي الغير فهم يتعاملون في حياتهم بمبدأ كل ممنوع مرغوب ولهذا فهؤلاء البشر دائما ما يلجؤون إلى هذه الصفة الممقوتة تلبية لنداء غرائزهم الشهوانية ورغباتهم النفسية الجامحة، ولنعلم جميعا أن معظم الخيانات الزوجيه تحدث عندما تصبح العشرة باهتة بارده وروتينيه ومن هنا يبدا الرجل بالبحث عن الرومانسيه التي اختفت من حياته ويبحث عن امرأة تعطيه مالم تستطع زوجته اعطاءه، وأيضا هناك بعض الرجال عند قدوم اول طفل يقل اهتمام المراة بزوجها.

 

وتولي معظم رعايتها واهتمامها لطفلها مما يترك انطباعا نفسيا لدى الزوجه بالحاجه فيحاول ان يسد حاجته خارج اطار الزواج، والرجل بطبعته يرغب في ان يكون جذابا ومرغوبا على الدوام فعند انصراف الزوجه باهتمامها خارج نطاق رغبته وانشغالها باطفالها وبيتها يوجه انظاره الى امرأة اخرى لكي يثبت جاذبيته وان مازال مرغوبا فينصرف الى نزواته ويحاول تحقيقها بايجاد اخرى، وأيضا اذا كانت المرأة تجعل من زوجها محط سخريه او نقد مستمر او تسخر من تصرفاته او تنتقده بشده او لاتحترم اهله او انها تخرج بمشاكلها الزوجيه خارج اطار حياتهما فان هذا العامل يدفع به بالبحث عن امرأة اخرى تحترمه وتقدر حياته، وربما تشعر المرأة بكل هذه الاحتياجات السابقة ولكن لم تنجذب لفكرة الخيانة وطالما رفضتها بشدة.

 

لكن فى حين ظهور الشخص المثالى بالنسبة لها هنا يدق ناقوس الخطر وربما توقع نفسها بمغامرة نهايتها المحتومة هى الفشل وخراب البيوت، لكن لن تكون وحدها هنا هى المخطئة فالزوج هو الآخر مسئول لأنه لم يستطيع أن يلعب دور شريك الحياة كما يجب أن يكون، وفى النهايه كانت هذه هي بعض الأسباب التي قد توقع أحد الزوجين في الخيانة، ويجمع هذه الأسباب كلها ضعف الوازع الديني عند الزوجين لذلك كان من أعظم سُبل الوقاية من الوقوع في هذه الخيانة، هو حسن اختيار شريك الحياة من أول خطوة في بناء الأسرة، وحسن الاختيار إنما يكون باختيار صاحب الدين، فعلى الزوج أن يختار صاحبة الدين والخُلق حتى تصون نفسها، وتحفظ شرفها، وتحفظ عرض زوجها في غيابه، فقال الله تعالى في وصف هذه المرأة، كما جاء فى سورة النساء ” فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله”

 

ولقد أخبرنا الله عز وجل أن علاقة الرجل بالمرأة آية من آيات الله تعالى، فيقول الله تعالى مبينا أن حقيقة الرجل والمرأة إنما هي نفس واحدة كما جاء فى سورة النساء ” يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحده وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا” وإذا كان كلاهما من نفس واحدة فلا بد أن يبحث الرجل عمن يكمله من النساء، وكذلك المرأة تفعل حتى تجد من يكملها من الرجال، إذ لا يكتمل أيهما إلا بوجود صاحبه، وقد اعتبر القرآن الكريم أنّ هذا الإرتباط الفطري بين الرجل والمرأة هو من آيات الله في الخلق والإبداع، فبهذا الرباط تستمر الحياة ويجد الإنسان سكينته وطمأنينته في هذه الحياة، فقال تعالى فى سورة الروم ” ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى