مقال

أم عمارة نسيبة بنت كعب “جزء 2”

أم عمارة نسيبة بنت كعب “جزء 2”

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

 

نكمل الجزء الثاني مع السيده أم عمارة نسيبة بنت كعب المجاهده الصابره المحتسبه، وكان أخوها الثاني عبد الرحمن أحد البكائين الذين لم يكونوا يملكون ما يجعلهم قادرين على المشاركة في غزوة تبوك، وكما ولاه النبي صلى الله عليه وسلم، هو وعبد الله بن سلام على قطع نخيل بني النضير، وشهد باقي الغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم، وتوفي في آخر خلافة عمر بن الخطاب، وعبد الله بن سلام بن الحارث، وهو صحابي جليل وكنيته أبو يوسف، وهو من ذرية النبى الكريم يوسف عليه السلام وهو من بني إسرائيل، وقد قال عنه الذهبي في السير هو الإمام الحَبر، المشهود له بالجنة، وهو حليف الأنصار، وهو من خواص أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تزوجت السيده أم عمارة قبل الإسلام من زيد بن عاصم الأنصاري.

 

وهو من الصحابة الذين شهدوا بيعة العقبة وبدر ثم أحد، ولم تذكر كتب السير والتراجم شيئا عن وفاته، وأنجبت له ولديه حبيب بن زيد، الذي شهد بيعة العقبة وأحد والخندق وباقي الغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم، وقد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم، إلى مسيلمة بن حبيب في اليمامة لما تنبأ فقطع مسيلمة أطرافه وألقاه في النار حتى مات، لما لم يشهد لمسيلمة بالنبوة، وقد قيل أنه سأله مسيلمة الكذاب فقال له أتشهد أن محمدا رسول الله؟ قال نعم، ثم قال له أتشهد أني رسول الله؟ فقال حبيب أنا أصم لا أسمع، ففعل ذلك مرارا، فقطعه مسيلمة عضوا عضوا، حتى مات، وكان إبنها عبد الله بن زيد وهو أخو حبيب بن زيد، الذى أجهز على مسيلمة بن حبيب بسيفه في معركة اليمامة بعد أن رماه وحشي بن حرب، وقد قتل عبد الله أيضا يوم الحرة.

 

وبعد وفاة زوجها زيد بن عاصم، قد تزوجت السيده أم عمارة من بعده غزية بن عمرو الأنصاري، وكان أيضا ممن شهد بيعة العقبة وأحد، وهو أخو سراقة بن عمرو، وأنجبت له ضمرة الذي قتل في موقعة الجسر، وكانت موقعة الجسر فى العام الثالث عشر من الهجره، بين جيش الخلفاء الراشدين بقيادة أبو عبيد بن مسعود الثقفي والامبراطورية الفارسية، وكان أبو عبيد بن مسعود الثقفي، قد وصل إلي العراق، وكانت أولي حروبه النمارق، ثم السقاطية، ثم باقسياثا، ثم هذه الموقعة، فخلال عشرين يوما من وصول أبي عبيد بجيشه، قد انتصر المسلمون في ثلاث معارك، وانهزموا في معركة واحدة هي معركة الجسر وهى التى قضت علي نصف الجيش، ومن بقي فر، بعد مقتل قائدهم أبوعبيد في هذه المعركة، وكان لأم عمارة، ولد آخر يدعى تميم.

 

ويختلف كتاب السير في نسبته إلى زوجها زيد بن عاصم أم لزوجها غزية بن عمرو، وكانت أم عمارة من أوائل أهل يثرب دخولا في الإسلام، فقد كانت إحدى امرأتان بايعتا النبي صلى الله عليه وسلم، في بيعة العقبة الثانية، ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم، إلى يثرب، كانت أم عمارة من المخلصات في نشر الدين، فشاركت في غزوة أحد مع زوجها غزية بن عمرو وابنيها، لتسقى الجرحى وتطبّبهم، لكنها بعد أن دارت الدائرة على المسلمين قاتلت هي وزوجها وابناها دفاعا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أبلت بلاء حسنا وجُرحت ثلاثة عشر جُرحا بين طعنة برمح أو ضربة بسيف، فدعا لهم النبي صلى الله عليه وسلم، أن يكونوا رفقائه في الجنة، وحين نادى النبي صلى الله عليه وسلم، في أصحابه صبيحة يوم أحد للخروج لمطاردة قريش.

 

همّت أم عمارة للخروج معهم، لكنها لم تقو على المشاركة في تلك الغزوة بعد أن أثقلتها جراح يوم أحد، وحين عاد المسلمون من تلك الغزوة، أرسل أخاها عبد الله بن كعب ليطمئنه على أم عمارة لما أبلته من بلاء في أحد، فطمئنه على سلامتها، فسُر النبي صلى الله عليه وسلم، بذلك، ثم شاركت أم عمارة بعد ذلك في غزوة بني قريظة وغزوة خيبر، وفي السنة السادسه من الهجره، خرجت أم عمارة مع النبي صلى الله عليه وسلم، وألف وخمسمائة من المسلمين لأداء العمرة، وقبل أن يدخل النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه مكة، أرسل عثمان بن عفان ليبلغ قريش أنهم جاءوا للعمرة، تأخر عثمان في العودة بالرد، فظن المسلمون أن عثمان قُتل، فبايعوا النبي صلى الله عليه وسلم، بيعة الرضوان على الموت ثأرا لعثمان، وكان فيهم أم عمارة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى