مقال

الرجل القنفد أبو دُجانة ” جزء 2″

الرجل القنفد أبو دُجانة ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الحديث عن الرجل القنفد أبو دُجانة، وقد توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم، راضيا عن أبى دجانة، فواصل الجهاد فى عهد أبى بكر الصديق رضى الله عنه، مشاركا فى حروب الردة، وكان على طليعة جيش اليمامة الذى أرسله خليفة رسول الله لحرب مسيلمة الكذاب، الذى ادعى النبوة، وأصبح خطرا يهدد الإسلام بأقواله الباطلة ودعواته التى تحض على العنف والكراهية، وحينما حاصر المسلمون مسيلمة فى سور حديقته، امتطى أبو دجانة سور الحديقة بشجاعة منقطعة النظير، وأخذ يضرب أنصار مسيلمة بسيفه الذى قلده إياه النبى، فسقط جريحا، إلا أن المسلمين تمكنوا أخيرا من هزيمة مسيلمة الكذاب وقتله والتخلص من دعواه الباطلة، وعن قتادة بن النعمان قال كنت نصب وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد.

 

أقي وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهي، وكان أبو دجانة سماك بن خرشة موقيا لظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهره، حتى امتلأ ظهره سهاما وكان ذلك يوم أحد، وكان الأسود بن المطلب من المستهزئين برسول الله صلى الله عليه وسلم المحاربين لدعوته، فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يعمى ويثكل ولده، فجلس في ظل شجرة، فجعل جبريل يضرب وجهه وعينيه بورقها وشوكها حتى عمي، وقيل أومأ إليه فعمي، فشغله ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل ابنه معه كافرا، قتله أبو دُجانة رضي الله عنه، وقال زيد بن أسلم دخل على أبي دجانة وهو مريض، وكان وجهه يتهلل، فقيل له ما لوجهك يتهلل فقال ما من عملي شيء أوثق عندي من اثنتين كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني، أما الأخرى فكان قلبي للمسلمين سليما.

 

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال دخل الإمام علي بسيفه على السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنهما، وهي تغسل الدم عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال خذيه، فلقد أحسنت به القتال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن كنت قد أحسنت القتال اليوم، فلقد أحسن سهل بن حنيف وعاصم بن ثابت والحارث بن الصمة وأبو دجانة ” وشهد أبو دجانه، اليمامة، ويقال إنه كان ممن اقتحم على بني حنيفة يومئذ الحديقة، فانكسرت رجله فلم يزل يقاتل حتى قتل يومئذ، وقد قتل مسيلمة وحشي بن حرب، رماه وحشي بالحربة، وعلاه أبو دجانة بالسيف، وقال وحشي فربك أعلم أيُنا قتله، ونال أبو دجانة الشهادة كما تمناها، حيث توفى متأثرا بجراحه، وحينما أقبلوا عليه قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، قالول له “ما لوجهك يتهلل” فقال.

 

“ما من عملى شئ أوثق عندى من اثنتين كنت لا أتكلم فيما لا يعنينى، أما الثانية فكان قلبى سليما للمسلمين” وهكذا نال أبو دجانة الشهادة مدافعا عن الدين والوطن، فلم يقتل الآمنين، ولم يروع النساء والأطفال ، بل كان فارس، يرتدى شارته الحمراء حين يدرك حق السيف، متى يشهره فى الدفاع عن وطنه ودينه، وتوفي الصحابي الجليل الرجل القنفد أبو دجانة رضى الله عنه فى السنة الثانية عشر من الهجرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى