مقال

الصحابي أبو إمامة الباهلي “جزء 2”

الصحابي أبو إمامة الباهلي “جزء 2”

بقلم/ محمـــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع الصحابي أبو إمامة الباهلي، ويقول أبو أمامة الباهلي، شهدت خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم حجة الوداع فقال قولا كثيرا حسنا جميلا وكان فيها “من أسلم من أهل الكتابين فله أجره مرتين وله مثل الذي لنا وعليه مثل الذي علينا، ومن أسلم من المشركين فله أجره وله مثل الذي لنا وعليه مثل الذي علينا” وسمع أبو أمامة الباهلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول “اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، واقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما، واقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة” ويروي أبو أمامة الباهلي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

قال “ثلاثة كلهم ضامن على الله تعالى، رجل خرج غازيا في سبيل الله فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر وغنيمة، ورجل راح إلى المسجد فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر وغنيمة، ورجل دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله عز وجل ” وعن أبي أمامة الباهلي قال، قلت يا رسول الله، مرني بأمر ينفعني الله به، قال صلى الله عليه وسلم “عليك بالصيام فإنه لا مثل له” ويحدث أبو أمامة الباهلي فيقول جاء رجل إلى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فقال أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر ما له؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا شيء له” فأعادها ثلاث مرات يقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا شيء له” ثم قال “إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه”

 

وإن من الخصال التي اشتهر بها ابو امامة الباهلي هو الصبر وكتمان المصيبة، وعدم الشكوى للناس، والشكر على النعمة، كان صبارا شكورا يتسع قلبه لهموم اثقل من الجبال، ولكنه يتحملها بايمان لأنها مقدرة عليه، ولم تكن الدنيا تساوي عنده شيئا لذلك عاش معرضا عنها غير راغب فيها، ولقد كان ابو امامة ممن بايعوا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بيعة الرضوان تحت الشجرة يوم صلح الحديبية في السنة السادسة من الهجرة، وقال ابو امامة يا رسول الله، انا ممن بايعك تحت الشجرة، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم “انت مني وانا منك” وكان ابو امامة مفهوها بالعلم، مشغوفا بالمعرفة، وما ان يسمع كلمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، الا ويحفظها عن ظهر قلب، ولما سئل عن سر تفضيله العلم على العبادة .

 

قال ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان، احدهما عابد والآخر عالم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “فضل العالم على العابد كفضلي على ادناكم، ان الله وملائكته واهل السموات حتى النملة في حجرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير” وقال أبو أمامة رضى الله عنه، أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم، بيدي ثم قال لي ” يا أبا أمامة، إن من المؤمنين مَن يلين له قلبي” وكان كثير الصيام هو وامرأته وخادمه، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” عليك بالصوم، فإنه لا مثل له” وقد جاء رجل إلى أبي أمامة وقال يا أبا أمامة، إني رأيت في منامي الملائكة تصلي عليك، كلما دخلت وكلما خرجت، وكلما قمت وكلما جلست، قال أبو أمامة اللهم غفرا دعونا عنكم، وأنتم لو شئتم صلت عليكم الملائكة، ثم قرأ قول الله تعالي.

 

“يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا، هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما ” وعن أبي أمامة الباهلي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال “عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وهو قربة لكم إلى ربكم، ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم” وعن أبي أمامة الباهلي عن هشام بن العاص الأموي قال بعثت أنا ورجل من قريش إلى هرقل ندعوه إلى الإسلام، فنزلنا على جبلة فدعوناه إلى الإسلام، فإذا عليه ثياب سواد، فسأله عن ذلك قال حلفت ألا أنزعها حتى أخرجكم من الشام، قال فقلنا له والله لنأخذن مجلسك هذا، ولنأخذن منك الملك الأعظم أخبرنا بهذا نبينا، قال لستم بهم، ثم ذكر قصة دخولهم على هرقل واستخلائهم، فأخرج لهم ربعة فيها صفات الأنبياء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى