مقال

الحزن وأثره علي النفس.

الحزن وأثره علي النفس.

 

بقلم إبراهيم عيسى

 

حينما خلق الله الخلق لم يخلقهم لكي يحزنوا بل خلقهم لعبادته ولكن الناس حينما يخرجوا عن القاعده التي خلق الله الكون عليها ، وحينما ينسي البشر وجود الله وان المقاليد بيد الله ، حينما ينسوا أن بعد العسر يسر ويحملون أنفسهم فوق طاقتهم من هنا يبدأ الإنسان في حمل الهموم ومن هنا يملاء قلبه الحزن ولابد أن نعلم أن الحزن من أكبر اسباب الوفاه ومن هنا اخي الكريم لا تحزن والله موجود.

 

الحزن يترك علي النفس البشرية إثر سلبي فإنه يؤثر علي القلب والعقل ، حينما يحزن الإنسان تتغير ضربات القلب ولا تنتظم ويحدث تغيرات فسيولوجيه فيرتفع الضغط ويزيد السكر في الدم مما يؤدي الي حدوث ما لا يحمد عقباه ، لو اننا علمنا أن ما يحدث لنا ما هو إلا خير من الله وانه تعديل لك في حياتك فليس كل مصيبة مصيبه وليست كل نعمة خلفها نعمه ، فكم من النعم خلفها مصائب وكم من المصائب خلفها نعم .

 

لو علمت أن الله ارسل الينا اعراض الأمراض من أجل صالح البشر فلولا هذه الأعراض ما علمت ما في جسمك من ألم وما توجهت بعده للطبيب حتي تشفي ، الأعراض موجعه وتؤدي الي الحزن ولكنها نذير لك لكي تلحق بنفسك وتهرول الي الطبيب ومن هنا لما الحزن ؟ حينما يصاب الإنسان باذيفيةشىء ما فلو علم أن هذا كان خير له لتعجب ولكن وقتها يحزن ، حينما تخسر مالا تحزن وقد تكون هذه المصيبه لكي تنجيك من مصيبة اكبر لو علمت أن كل المقاليد بيد الله ما حزنت فلما الحزن ؟

 

لقد خلقنا الله في تعب وليست الدنيا مستقر راحه قال تعالي ( ولقد خلقنا الإنسان في كبد ) ولكن ليس معني ذلك ان نحزن فهناك فرق كبير بين التعب والحزن وكان نبينا الكريم في دعائه يقول ( اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل وغلبة الدين وقهر الرجال ) واكم من موضع في القرآن ذكر فيه الله الحزن وأثره فبسبب حزن يعقوب علي إبنه وبكائه ابيضت عيناه وقال تعالي (قال إنما أشكو بثي وحزني الي الله وأعلم من الله ما لا تعلمون ) ومن هنا رسالة الله لنا أن لا نحزن وفي مواضع كثيره نهانا الله عن الحزن .

 

لو علمت أن ما يبعد عنك ما هو إلا خير لك فلو كان خير لك ما تركك ولو أن ما ضاع منك لو كان خير لك لحافظ الله لك عليه ومن هنا نحن من نؤذي أنفسنا ونهلك ارواحنا وان ما نعيشه من حزن ما هو الا ضرر لك ولنفسك فهل يغير ما نحن فيه ؟ لم ولن يغير فامرنا الله سبحانه وتعالي بعدم الحزن فقالي تعالي في سورة مريم ( فناداها من تحتها أن لا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا ) وقال أيضا مخاطبا ام نبي الله موسي( واوحينا الي ام موسي أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إن رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين ) وهنا امر الاهي بعدم الحزن وان الفرج سوف يأتي بعد ذلك فلما الحزن ؟

 

كن راضيا بما قسمه الله لك تكن اغني الناس لو رضيت بالمقسوم ما حزنت لو استرجعت كل شيء لله ما حزنت لو علمت أن الأمر كله لله ما حزنت ، لا تحزن الدنيا ساعه اجعلها طاعه وليست مجال للحزن وان ما هو ليس بيدك فليس لك وليس خير لك وان ما انت فيه فهو خير لك أن الله يعلم ونحن لا نعلم كن مبتسما مهما كانت الظروف رضاك بقدر الله سوف يخفف عنك الكثير والكثير .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى