مقال

الدكروري يكتب عن الملك الأسد سرجون الأكدي “جزء 6”

الدكروري يكتب عن الملك الأسد سرجون الأكدي “جزء 6”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السادس مع الملك الأسد سرجون الأكدي، وكانت المدينة عاصمة لإقليم بابل السفلي، إلا أنها فقدت أهميتها بعد ظهور دولة أور، وتحتوي على بقايا مباني للزقورات، وأما عن لوغال زاغيزيسي الأومي وهو أخر ملك سومري قبل مجئ سرجون الأكدي وألذي تمكن من توحيد بلاد سومر وسماها الإقليم قلاما، قبل أن ينقض عليها سرجون ليكون بعدها إمبراطوريته الأكدية، وهو الملك الوحيد من سلالة أوروك الثالثة، وبداية حكم هذا الملك كانت صعبة إذ في البداية كان حاكم لمدينة اوما وبعد ذلك بدأ يضم المدن السومرية الواحدة تلو الآخرى، حيث تمكن من هزيمة ملك كيش أور زبابا وثم هزم ملك لكش أوروكاجينا وضم بعد ذلك أور ونيبور ولارسا وأوروك، وجعل من مدينة أوروك عاصمة له وحكمها لمدة قاربت الثلاثين عاما حسب قائمة الملوك السومريين، ولوغال زاغيزي سي إدعى بأنه ابن الإلهة إنليل، ولقب نفسه بملك كل الأراضي ما بين البحرين العلوي والسفلي، أي ما بين البحر الأبيض المتوسط شمالا.

 

والخليج العربي جنوبا حاليا، ولكن المؤرخين يقولون بأن لوغال زاغيزي سي لم يصل إلى البحر المتوسط، إذ يقول المؤرحين أن النقوش بعثت أساطير عن لوغال زاغيزي سي مثلما بعثت عن لوغال أني موندو ملك أداب إذ يقولون أن سرجون الآكدي هو أول من وصل إلى البحر المتوسط من بلاد سومر، وحسب النصوص البابلية تقول بأن سرجون الأكدي هزم لوغال زاغيزي سي في معركة الوركاء حيث هدم أسوار أوروك وألقى القبض عليه وساقه بعنقه إلى معبد إنليل في نيبور، وبعد فترة قصيرة قرر سرجون الثأر لما حصل لمدينة كيش ولما حصل لملكها اورزبابا فجمع تأييد سكان مدينة كيش وحشد جيشا لمهاجمة لوغال زاغيزي سي في مدينته اوروك ليخوض المعركة المعروفة بمعركة الوركاء فتمكن من هزيمته واسره من هناك وجلبه امام تمثال الالهة إنانا وتمكن بذلك من توحيد الدويلات السومرية.

 

ومعركة الوركاء واحدة من المعارك الحاسمة التي خاضها الملك سرجون الأكدي ضد سومر والتي أدت إلى إخضاعها لسيطرته، والمعلومات الوحيدة المعروفة عن هذه المعركة هو من نقش وجد في نيبور، وتاريخ للمعركة غير مؤكد، وقد هاجم سرجون مدينة الوركاء ودمرها خلال حملته العسكرية، والناجون فروا من المدينة وانضموا للجيوش الأخرى من المحافظات السومرية الخمسين تحت قيادة الملك لوغال زاغيزي سي في اوما، قبل مواجهة سرجون مرة اخرى، وفي هذه المعركة الضارية هُزمت قوات لوغال زاغيزي سي المنافس الرئيسي وخصم سرجون، وبعد المعركة، وقع لوغال زاغيزي سي في ايدي جنود سرجون بعد هذه المعركة وتم اقتياده إلى نيبور، وقيل أنه تم شنقه، وبعد ذلك قام سرجون ببناء مدينة أكاد التي موقعها حتى الان غير معروف وقد سمي بسرجون الاكدي نسبة إلى مدينة أكاد التي بناها وجعلها عاصمة لامبراطوريته.

 

وقد سمي بسرجون الاكدي نسبة إلى مدينة أكاد التي بناها وجعلها عاصمة لامبراطوريته، ولكن يقال بأن اينشاكوشانا ملك أوروك هو الذي بنى مدينة أكاد وان سرجون الاكدي اعتمدها كعاصمة له بسبب وجود معبد الالهة إنانا فيها والذي يعتقد بان اينشاكوشانا هو جد سرجون وهناك من يقول ان اينشاكوشانا هو الملك نمرود الذي ذكر في التوراة والذي يقول النص التوراتي بان نمرود كان ابتداء مملكته في بابل وثم بنى أكاد وأوروك وكلنة وكذلك هناك من ينسبون بأن سرجون الاكدي هو الذي بنى مدينة بابل مقابل مدينة كيش وكذلك فان اخذ من تراب مدينة بابل ونقله إلى أكاد عاصمته إذ كان يظن بان بابل هي مدينة مقدسة، وأما عن إنانا فهي إلهة بلاد الرافدين القديمة المرتبطة بالحب والجمال والجنس والرغبة والخصوبة والحرب والعدالة والسلطة السياسية، وكانت تعبد في الأصل في سومر.

 

وعبدها لاحقا الأكاديون والبابليون والآشوريون تحت اسم عشتار، وكانت تعرف باسم ملكة السماء، وكانت ربة معبد إينا في مدينة الوركاء، والتي كانت لها مركز عبادة رئيسية، ولقد ارتبطت بكوكب الزهرة وكان من أبرز رموزها الأسد والنجمة ذات الثماني نقاط، وكان زوجها هو الإله دوموزيد وهو المعروف لاحقا باسم تموز، وسوكالها، أو المرافقة الشخصية لها، وهي الإلهة نينشوبور وهى التي أصبحت فيما بعد الإله الذكر بابسوكال، وكانت إنانا تعبد في سومر على الأقل منذ فترة الوركاء حوالي أربعة ألاف سنة قبل الميلاد، ولكنها كانت لديها مجموعة صغيرة من التابعين العباد قبل فتح سرجون أكاد، وخلال حقبة ما بعد السرجونية، أصبحت واحدة من أكثر الآلهة الموقرة على نطاق واسع في المعبد السومري، بالأضافة إلى المعابد في جميع أنحاء بلاد الرافدين، وقد استمرت عبادة إنانا وهى عشتار، والتي ربما كانت مرتبطة بمجموعة متنوعة من الطقوس الجنسية، من قبل الأشخاص الناطقين باللغة الشرق، السامية الذين خلفوا السومريين في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى