مقال

المقتفي بشر بالحكم…

المقتفي بشر بالحكم.
محمود سعيد برغش
ان للعصر العباسي مزاياه وايضا عيوبه مثله كامثل اي نظام مر علينا منذ ابتداء التاريخ فبطلنا اليوم هو الخليفة العباسي محمد المقتفي. أبيه: الخليفة العباسي أحمد المستظهر بالله.

كان له دور فعال في إخرج السلاجقة من العراق، وكان من أعظم خلفاء في العصر العباسي وعند وفاته اعلن حاشيتة أنه لم يمت ودفن في قبرين.، وقد حدث بعد وفاته أصعب إنتقال للخلافة، حيث وقع صراع بين ولديه داخل القصر، ووقعت الفوضى خارج القصر.
و قال عنه الذهبي في كتاب سير اعلام النبلاء: كان عاقلا مهيبا عاملا مهيبا صارما جوادا محبا للحديث والعلم ومكرما لاهله وكان حميد السيرة يرجع الى التدين وحسن السياسة جدد معالم الخلافة وباشر المهمات بنفسه.
قال ابن السمعاني:كان محمود السيرة، مشكور الدولة، يرجع إلى دين وعقل وفضل ورأي وسياسة. جدد معالم الإمامة، ومهد رسوم الخلافة، وباشر الأمور بنفسة، وغزا غير مرة، وامتدت أيامه.
ويقول أبو طالب عبد الرحمن الهاشمي: كانت أيام المقتفي نضرة بالعدل (مليئة بالعدل) زاهرة بفعل الخيرات وكان على قدم من العبادة قبل أفضاء الأمر إليه، وكان في أول الأمر متشاغلا بالدين ونسخ العلوم وقراءة القران الكريم، ولم ير مع سماحته ولين جانبة ورأفته بعد المعتصم خليفة في مثل شهامته وصرامته وشجاعته ما خص به من زهده وورعه وعبادته، ولم تزل جيوشه منصورة حيث توجهت.

ومن بعض صفاته صفاته الجسدية كان اسمر ادم مجدور الوجه حسن الشيبة.

قد تولى الخلافة بعد استشهاد ابن أخيه الخليفة منصور الراشد بالله وهو اول خليفة يتولى بعد ابن أخيه، وكان قد نصب قبل ذلك عندما وقعت الحرب بين الراشد والسلاجقة ولكن خلافته لم تصح حيث بقية مراسم الخلافة مع الراشد وكذلك الولايات بقيت تابعة للراشد ولكن بعد استشهاد الراشد على يد الاسماعيلية اصبحت خلافة المقتفي شرعية واستلم كامل مراسيم الخلافة.
ولقب بالمقتفي لأنة رأى في المنام رسول الله وهو يقول له سيصل هذا الأمر إليك فاقتفي لأمر الله.

وقد عانى السلاجقة من الحرب التي شنها الخليفة المسترشد والراشد ضدهم وعندما اتاهم خبر استشهاد الراشد ظنوا ان النصر اصبح حليفهم فصادر السلطان مسعود دار الخلافة وطلب من الخليفة المقتفي نقل عاصمته بغداد الى بلد آخر فرفض المقتفي واصبح المقتفي يعمل بالسر للقضاء على السلاجقة ولم يكتمل الشهر الا وقد توفي السلطان مسعود السلجوقي.
فانشغل الامراء السلاجقة في من سيتولى بدل مسعود وخرج جندهم من بغداد لمتابعة هذا الامر.
فاستغل المقتفي هذا الامر وبنى بمساعدة وزيره ابن هبيرة جيشا خاليا من العنصر التركي واعلن نهاية نفوذ السلاجقة حصن بغداد وبنى خطوط دفاع، فرفض السلطان محمد السلجوقي ذلك وحاول دخول بغداد وفشل.
وعادت للخلافة العباسية كامل نفوذها وجند المقتفي الجند وأعاد الأقاليم لإمرته وقاد الجيوش المظفرة وانتصر على أعدائه واشتدت شوكته وعظم سلطانه وبذل الاموال في تتبع الاخبار حتى لا يفوته شيء وأمر ونهى ولم ترد له راية وبقي إلى أن توفي وهو في هيبة وعلو.

وعند مرضه اعتل المقتفي اعتلال شديد وتوفي في عام 1160ميلادي بسبب مرض التراقي وهو نفس المرض الذي توفي بسببه ابيه الخليفة احمد المستظهر بالله فوصل الخبر الى الناس فانتشرت الفوضى وكثرت الازمات واشهرها ازمة انعدام الخبز في الاسواق حيث كان الخليفة المقتفي كان يسير كل الامور بنفسه واعتداد الناس على رؤيته بشكل متكرر.
وبعد كل هذه الفوضى اضطر الوزير الى الخروج الى الناس واعلن ان المقتفي تعافى من مرضه وسيخرج لهم قريبا فهدأت الاحوال وطابت قلوب الناس.

وكان هنالك فوضى اخرى داخل دار الخلافة بين انصار يوسف بن المقتفي وانصار على بن المقتفي ولكن في النهاية انتصر الامير يوسف فتمت له البيعة وصلى على ابيه مع الخاصة ودفنوه مؤقتا في داخل القصر.

ثم تفاجىء الناس باغلاق كل ابواب دار الخلافة بما فيها باب العامة والباب النوبي ثم خرج اعداد ضخمة من الجنود المسلحين لتجنب اي فوضى ثم تم فتح ابواب دار الخلافة لدعوة الناس لمبايعة الخليفة يوسف المستنجد بالله وبعد استقرار الاحوال بشكل كامل تم نقل جسد المقتفي الى ترب الرصافة.

المصادر:

1) تاريخ الخلفاء، السيوطي
2) البداية والنهاية، ابن كثير
3) الكامل في التاريخ، ابن الاثير
4) الانباء في تاريخ الخلفاء، ابن العمراني
5) سير أعلام النبلاء، الذهبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى