مقال

فلسفة تأيد مصر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإدانة ضم روسيا لمناطق أوكرانية

جريدة الاضواء

فلسفة تأيد مصر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإدانة ضم روسيا لمناطق أوكرانية

 

اللواء.أ.ح.سامى محمد شلتوت.

 

•صوتت مصر لصالح القرار المعروض على الجمعية العامة والذى يدين الإستفتاءات الروسية لضم أراضي أوكرانية؛ وألقى مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة بيان شارح بعد التصويت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاص بأوكرانيا والخاص بإدانة الإستفتاءات الروسية لضم أراضى أوكرانية جاء فيه:

٭ لقد صوتت مصر لصالح القرار المعروض على الجمعية العامة، إتساقا مع موقفها المبدئي المتمسك بمقاصد ومواد ميثاق الأمم المتحدة. من حيث نبذ التهديد أو إستخدام القوة في العلاقات الدولية، والجنوح إلى الوسائل السلمية لحل المنازعات، وإحترام سيادة الدولة الوطنية ووحدة أراضيها، وهو ما دأبت عليه مصر عبر العقود السبعة الماضية، بإعتبارها دولة مؤسسة للأمم المتحدة، وذلك دون أن تحيد عن هذه المبادئ أو تتنصل منها في أي مرحلة.

٭ تؤكد مصر مجدداً مطالبتها لطرفي النزاع الروسي/ الأوكراني، وكل الأطراف المؤثرة بضرورة التوصل إلى حل تفاوضي، يراعى شواغل جميع الأطراف دون إستثناء، ويوقف القتال والتدمير والآثار الإنسانية السلبية التي تلحق بالمدنيين جراء هذا النزاع، وبما يحقق مصالح الطرفين بشكل متساوى، ضمانا لتحقيق الإستقرار والأمن الدوليين.

٭ أن الموقف الراهن يدعو المجتمع الدولي إلى وقفة للتساؤل.. هل كان من الممكن تفادى حدوث هذه الأزمة؟ وماذا لو كان قد تم تغليب صوت العقل ولغة الحوار؟ ماذا لو أستمع كل طرف لشواغل الأخر، وتم التوصل إلى تسوية ترضى جميع الأطراف؟ ألم نكن الآن في موقع أفضل لعالمنا ودولنا وشعوبنا التي تعانى، وتستحق الأفضل.

٭ أننا نؤكد على أهمية التوقف عن إزدواجية المعايير والمفاضلة بين المصالح والمبادئ في معالجة القضايا الدولية، التي وإن إستمرت فلن تفرز سوى مزيد من تصدير الأزمات لنظامنا الدولي المعاصر بل ستؤدى إلى تفاقمها وسيظل النظام الدولي القائم عاجزاً عن معالجتها والتعاطي معها بشكل فعال، مما سيفضى في النهاية إلى خلق نظام عاجز عن التفاعل الإيجابي مع متطلبات أطرافه.

٭ لابد أن ننوه إلى طبيعة هذه الأزمة التي تمس العالم بأسره، وتؤثر على إقتصاداته سلبا .. وتظل الدول النامية، ومن بينها مصر، هي الأكثر تأثيراً على صعيد الأمن الغذائي وأمن الطاقة، وتوافر السلع والحبوب التي تمثل غذاء أساسياً لشعوبها، فضلا عن العجز في موازنات هذه الدول والذي يظل في إرتفاع متزايد، مع تناقص لفرص العمل وتزايد في معدلات البطالة، وذلك دون أن تجد آذانا صاغية لما تواجهه من مشكلات أو تفاعلا جادا لتجاوزها والتغلب عليها.

٭ أن مصر تدعو من خلال هذا المنبر الأممي إلى تغليب صوت العقل ولغة الحوار، والإمتناع عن أي عمل من شأنه تأجيج الأزمة الراهنة، وإلى تكريس الجهود الدولية من أجل تسوية هذه الأزمة قبل أن تتطور إلى نقطة اللاعودة، وتكلف الجميع خسائر فادحة وثروات طائلة، كان يتعين توجيهها لصالح التنمية والتقدم والخير لجميع الأطراف.

 

• وقد صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة الأربعاء بأغلبية ساحقة على إدانة ضمّ روسيا «غير القانوني» لأجزاء من أوكرانيا بعد أن إستخدمت موسكو حق النقض ضد مشروع قرار مماثل في مجلس الأمن الدولى.

ويدين القرار تنظيم روسيا الإتحادية ا٦ستفتاءات مزعومة داخل حدود أوكرانيا المعترف بها دولياً ومحاولة الضمّ غير القانوني. التي أعلنها الرئيس فلاديمير بوتين الشهر الماضي لأربع مناطق أوكرانية.

ويدعو القرار كل وكالات الأمم المتّحدة والوكالات الدولية إلى عدم الإعتراف بأيّ تغييرات أعلنتها روسيا للحدود، ويطالب موسكو بالتراجع الفوري وغير المشروط عن قراراتها.

وإعتمدت الجمعية العامة القرار بأغلبية (143) صوتا، فيما عارضته خمس دول { روسيا و سوريا ونيكاراجوا وكوريا الشمالية وبيلاروسيا }. وإمتنعت (35) دولة عن التصويت من بينها الصين والهند و جنوب إفريقياوباكستان . ودولتين عربيتين هما الجزائر والسودان .

 

••الخلاصة… كما كان متوقع أن يحوز هذا القرار على تأييد بأغلبية كاسحة. حتى الدول الممتنعة كان إمتناعها ليس لتأييدها للضم ولكن لأنها ترى أن القرار قد يعقد الحل .

فالسياسة لا تدار بالعواطف لأن

موضوع الحدود وتغييرها يكون بإتفاق الدولتين وليس ضد إرادة دولة.

فمصر كأى دولة تحترم نفسها وتحترم مبادئ القانون الدولى لاتؤيد باطلا.

وأيضا كما قلنا الدول تسير خلف مصالحها ومصر مثل هذه الدول

فمصر كما لها مصالح مع روسيا فلها مصالح مع أوكرانيا . إقتصاديا وعسكرياً أيضا .

ولو رأينا دولة مثل الإمارات العربية المتحدة. التى أيدت القرار فى حين أن الشيخ محمد بن زايد كان فى ضيافة الرئيس بوتن من يومين وكان هناك توافق تام ومدح فى الشراكه المتنامية بين الدولتين .

لكن هذا لايعنى أن أصوت معك فى مثل هذا القرار .

الجزائر الشقيق لم تستطع الرفض كما فعلت فى قرار الغزو وإكتفت بالإمتناع هذه المرة .لأنها لن تخالف ضميرها وفى ذات الوقت وجهة نظرها أن تترك لروسيا فرصة لحل الموضوع بعيداً عن المؤسسة الدولية.

 

••هذا بالنسبه للقرار نأتى لأثره على على أرض الواقع .فهو قرار لا أثر ولانتيجة عملية له غير أنه سيوضع فى دفتر ذكريات المنظمة مع ما سبقه من عشرات القرارات التى لم ولن تنفذ .

لأنه فى الواقع صدور قرار أمر وتنفيذه أمر ثاني .فالتنفيذ يعتمد على قوة أو ضعف من صدر ضده القرار .

وأوضح مثال الإحتلال الإسرائيلى لفلسطين والجولان وضم القدس .

عشرات القرارات وصفر تنفيذ .

لذلك من صوتوا من أصدقاء روسيا صوتوا مطمئنين أنه أثره أدبى فقط. والإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية لا حول لهم ولا قوة غير الدعم المعنوى فقط وفتات السلاح لأوكرانيا.

 

•• فالعالم واقعيا الآن منقسم الى قسمين الأول « الغرب وأمريكا واليابان وكوريا الجنوبيه وأستراليا »فى ناحيه.و باقى العالم فى الناحية الأخرى لأن مصالحه الإقتصادية والسياسية والعسكرية لاغنى له فيها عن روسيا .

فالعالم يحتاج لنفط وغاز و فحم وأسمدة وقمح وزيت ومعادن ووقود نووى وسلاح وغازات صناعة روسيا.ولن يقاطعهاويضحى من أجل أوكرانيا ومصالح الغرب التى نعرفها.

و بكل وضوح روسيا ليست العراق أو ليبيا أو كوريا الشمالية لتنجح معها حيلة فرض عقوبات دولية

أما المقاطعات التى ضمتها روسيا من أوكرانيا ؟

فأن العالم الذى صوت ضد ضمها هو ذاته العالم الذى سيغض الطرف عن الضم وينسى الموضوع و يتعامل مع روسيا إقتصاديا وسياسياً وعسكرياً كما كان قبل الحرب .بل لا أبالغ أن الغرب والولايات المتحدة الأمريكية أنفسهم سيتعاملوا ضمنياً مع الأرض على أنها روسية وسيغضوا الطرف مقابل إنهاء الحرب.بكل وضوح لن تستعيد أوكرانيا هذه الأرض إلا إذا وجدت قوة تعادل قوة روسيا قادرة على النزول لأرض المعركة ودفع الروس للإنسحاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى