مقال

الدكروري يكتب عن تحويل القبلة في الشريعة الإسلامية ” جزء 8″

الدكروري يكتب عن تحويل القبلة في الشريعة الإسلامية ” جزء 8″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الثامن مع تحويل القبلة في الشريعة الإسلامية، فقال تعالي ” وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا” ولما تسائل المسلمون عن إخوان لهم ماتوا وقد كانوا يصلون إلى بيت المقدس ما يفعل الله بأعمالهم أجابهم الله تعالى بقوله تعالي ” وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم” وقد حضر الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القبلة الجديدة رجال ونساء وشباب وشيبان فأرسل النبى صلى الله عليه وسلم شاب من الأنصار يقال له عباد بن بشر فقال اذهب إلى بني سلمة في مسجد قباء وأخبرهم أن القبلة قد حولت فليتحولوا فى الصلاة إلى البيت الحرام فأتاهم عباد رضى الله عنه وهم يصلون الفجر وافاهم فى المسجد وهم راكعون فقال أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

قبل مكة فداروا كما هم قبل البيت كانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة فرضى الله عنهم وأرضاهم، فقد صدق فيهم قول الله تعالى ” إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلي الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون” وأما السبب فى تحويل القبلة علما بأن كلها بيوت الله تعالى ولله المشرق والمغرب، فقيل بأن هناك أكثر من سبب وحكمة ومنها هو بيان شدة عداوة اليهود للإسلام وللمسلمين عداوة ستبقى ما بقيت الدنيا فيقول صلي الله عليه وسلم “لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله ورائي يهودي تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود” وقال الله تعالى في كتابة الكريم “لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا”

 

وقد تأكد ذلك فى حادث تحويل القبلة فسفه الله تعالي ما هم عليه وقال تعالي ” سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها” ثم جعل الله تعالى من حادث تحويل القبلة اختبارا وامتحانا للناس ليميز الله الخبيث من الطيب حول رسول الله صلى الله عليه وسلم امتحان سينجح فيه أقوم وسيرسب فيه آخرون، فقال تعالي ” وما جعلنا القلبة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب علي عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا علي الذين هدي الله” ثم بين الله رحمته بأمة محمد صلى الله عليه وسلم وأنه سبحانه لا يضيع عمل عامل من ذكر أو أنثى فقال تعالي ” وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم” ثم بين الله تعالى شرف رسوله وعظم شأنه حين حقق له ما كان يرجوه وشرع له ما يرضيه فقال تعالي.

 

” قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قلبة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره” ثم أكد الله سبحانه أن خاتم رسله صلى الله عليه وسلم معروف وموصوف عن الذين أوتوا الكتاب من قبلنا يعرفونه كما يعرفون أبنائهم وربما أكثر وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون قال عمر لعبد الله بن سلام قد أنزل الله على نبيه “الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم” فكيف يا عبد الله هذه المعرفة ؟ قال يا عمر لقد عرفته حين رأيته كما أعرف ابني إذا رأيته بين الصبيان وأنا أشد معرفة بمحمد مني بإبني فقال عمر كيف ذلك؟ قال إنه رسول الله حق من الله وقد وصفه الله في كتابنا أما ولدى فلا أدري ما صنعت أمه، وأما عن الصحابي عباد بن بشر الأنصاري على الراجح من أقوال أهل العلم فيه.

 

أنه اختلف أهل العلم في الرجل المذكور فقيل هو عباد بن بشر الأنصاري وقيل اسمه عباد بن نهيك، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح عند شرحه لهذا الحديث صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنه صلى صلاة العصر وصلى معه قوم فخرج رجل ممن كان صلى معه فمر على أهل المسجد وهم راكعون فقال أشهد بالله لقد صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل مكة، فداروا كما هم قبل البيت، قال قوله فخرج رجل هو عباد بن بشر بن قيظي كما رواه ابن منده، وقيل هو عباد بن نهيك، وأن الله يعلم الغيب، ومن جملة ذلك علمه سبحانه بأنه سيأمر المسلمين بالتوجه إلى الكعبة بعد أمرهم بالتوجه لبيت المقدس وكان ذلك لحكمة نص عليها القرآن في قوله تعالى” وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب علي عقبية”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى