مقال

الدكروري يكتب عن الإمام عبد الرازق الصنعاني ” جزء 1″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام عبد الرازق الصنعاني ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الإمام عبد الرازق أبو بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري اليماني الصنعاني، الإمام العلامة، المحقق المدقق الفهامة، العلم الراسخ، والطود الشامخ، وقد ولد سنة ومائة وستة وعشرين بعد الهجرة، وهو من حفاظ الحديث الثقات، ومن أهل صنعاء، وكان يلقب بـإسم محدّث اليمن، وله تفسير للقرآن، بإسم تفسير القرآن للصنعاني، وله كتاب في السنة بإسم الأمالي، ومخطوط، وكان من ملامح شخصية الإمام عبد الرزاق رحمه الله، أنه كان من العُباد الصالحين، والعلماء العارفين، وعاش حياة عبادة وصلاح وزهد، وكان محبا للعلماء وطلاَب العلم، فعن سلمة بن شبيب قال سمعت عبد الرزاق يقول “أخزى الله سلعة لا تنفق إلا بعد الكبر والضعف، حتى إذا بلغ أحدهم مائة سنة، كتب عنه، فإما أن يقال كذاب فيبطلون علمه، وإما أن يقال مبتدع فيبطلون علمه.

 

فما أقل من ينجو من ذلك” وكان الإمام عبد الرازق يحفظ نحوا من سبعة عشر ألف حديث، وقد خرج إليه الإمام أحمد بن حنبل، وأصابت أحمد فاقة في طريقة إلى عبد الرزاق، فأكرى نفسه من جمالين حتى وصل إلى عبد الرزاق، فطرق عليه الباب، فصرخ بقال بأحمد وقال لا تطرق الباب على الشيخ فإنه يهاب، فمكث أحمد بن حنبل في باب عبد الرزاق ينتظره حتى كادت الشمس أن تغرب، فلما خرج عبد الرزاق ضم الإمام أحمد إليه وعانقه، ثم أقبل الإمام أحمد يسأل عبد الرزاق وهو يجيبه والأول يكتب في قرطاس حتى أظلمت، فنادى عبد الرزاق بالبقال أن يأتيهم بسراج فاستمرا حتى انقضى وقت صلاة المغرب، وكذلك قال صاحب سير أعلام النبلاء، وكان عبد الرزاق يؤخر صلاة المغرب، ولقد تم إتهام الإمام عبد الرزاق الصنعاني.

 

بأن فيه بعض التشيع، وأنه يفضل الإمام علي بن أبي طالب على الشيخين، وذكره أبو أحمد بن عدي في كامله، فقال “نسبوه إلى التشيع، ولكن اعتقاده وكلامه يخالف هذا الزعم” وقال سلمة بن شبيب سمعت عبد الرزاق يقول “والله ما انشرح صدري قَط أن أفضل علي بن أبي طالب على أبي بكر وعمر” وقال أحمد بن الأزهر سمعت عبد الرزاق يقول ” أفضل الشيخين بتفضيل الإمام علي إياهما على نفسه، ولو لم يفضلهما لم أفضلهما، كفى بي إزراء أن أحب الإمام علي ثم أخالف قوله” وذكر الإمام الذهبي في ترجمة الإمام أحمد بن حنبل أنه لما قدم أحمد من عند عبد الرزاق، رؤي به شحوبا، وقد تبين عليه التعب والنصب، فلكموه، فقال أحمد هين فيما استفدنا من عبد الرزاق، والإمام عبد الرازق الصنعاني له كتابه الجامع الكبير في الحديث.

 

وقال الذهبي وهو خزانة علم، وله أيضا كتابه المصنف في الحديث، ويقال له الجامع الكبير، وقيل حققه حبيب الرحمن الأعظمي، ونشره المجلس العلمي الباكستاني في إحدي عشر جزءا، وكما له كتب مطبوعة منها، مصنف عبد الرزاق، وتفسير عبد الرزاق، والأمالي في آثار الصحابة، وكان من آراء العلماء في الإمام عبد الرزاق رحمه الله، أنه قال أحمد بن صالح المصري “قلت لأحمد بن حنبل رأيت أحدا أحسن حديثا من عبد الرزاق؟ قال لا” وقال أبو زرعة الدمشقي “عبد الرزاق أحد من ثبت حديثه، وكان يحفظ نحوا من سبعة عشر ألف حديث” وقال يحيى بن معين “لو ارتد ما تركنا حديثه” وقال أحمد بن أبي خيثمة قال عبد الرزاق لزمت معمرا ثماني سنين، حدثناه أحمد بن يحيى وابن معين، وعباس وعن ابن معين قال كان عبد الرزاق في حديث معمر.

 

أثبت من هشام بن يوسف وكان هشام بن يوسف أثبت منه في حديث ابن جريج، وأقرأ لكتب ابن جريج من عبد الرزاق وكان أعلم بحديث سفيان الثوري من عبد الرزاق، وعن أبو زرعة الدمشقي قال أخبرنا أحمد، قال أتينا عبد الرزاق قبل المائتين وهو صحيح البصر ومن سمع منه بعدما ذهب بصره، فهو ضعيف السماع، وقال حنبل سمعت أبا عبد الله يقول إذا اختلف أصحاب معمر، فالحديث لعبد الرزاق، وقال علي بن المديني قال لي هشام بن يوسف كان عبد الرزاق أعلمنا وأحفظنا، قلت هكذا كان النظراء يعترفون لأقرانهم بالحفظ، وقال يحيى بن معين ما كان أعلم عبد الرزاق بمعمر، وأحفظه عنه، وكان هشام بن يوسف فصيحا، يبتدع الخطبة على المنبر، وقال عثمان بن سعيد قلت لابن معين فعبد الرزاق في سفيان ؟ قال مثلهم، يعني قبيصة، والفريابي وعبيد الله وابن يمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى