مقال

الدكرورى يكتب عن مفهوم الأم في الإسلام ” جزء 10″

جريدة الاضواء

الدكرورى يكتب عن مفهوم الأم في الإسلام ” جزء 10″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء العاشر مع مفهوم الأم في الإسلام، فإن أمك سعادتك أغلى من الدنيا لو سيقت إليها بحذافيرها، يرخص عندها كل شيء في سبيل راحتك، حتى ترخص عندها نفسها التي بين جنبيها، فتؤثر الموت لتعيش أنت سالما معافى، فإنها أمك فاسمع وأعلم ان المحروم الضائع الخائب فى الدنيا والاخرى من ضيع حقوق الوالدين وخاصة الام، فقد روى الإمام أحمد والنسائى وابن ماجه عن معاوية بن جاهمة السلمي رضي الله عنه، قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله، إني كنت أردت الجهاد معك، أبتغي وجه الله والدار الآخرة، قال الكريم محمد صلى الله عليه وسلم “ويحك، أحية أمك؟ قلت نعم، قال ” ارجع فبرها ” ثم أتيته من الجانب الآخر، فقلت يا رسول الله، إني كنت أردت الجهاد معك أبتغى وجه الله والدار الآخرة.

قال ” ويحك، أحية أمك؟ قلت نعم يا رسول الله، قال ” فارجع إليها فبرها ” ثم أتيته من أمامه، فقلت يا رسول الله، إنى كنت أردت الجهاد معك، أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة، قال الكريم محمد صلى الله عليه وسلم “ويحك، أحية أمك؟ قلت نعم يا رسول الله، قال ” ويحك، الزم رجلها فثم الجنة” إنها الجنة ورب الكعبة ” الزم رجلها فثم الجنة” وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال أتي رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله، إني جئت أريد الجهاد معك أبتغي وجه الله والدار الآخرة، ولقد أتيت وإن والدي ليبكيان، قال الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” فارجع إليهما، فأضحكهما كما أبكيتهما” رواه ابن ماجه، وعن أنس بن نضر الأشجعى قال، استقت أم ابن مسعود رضي الله عنها ماء في بعض الليالى، فجاءها بالماء فوجدها قد ذهب بها النوم.

فثبت عند رأسها حتى أصبح، ولما قدم أبو موسى الأشعرى وأبو عامر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعاه وأسلما، قال لهم صلى الله عليه وسلم” ما فعلت امرأة منكم تدعى كذا وكذا؟ قالوا تركناها في أهلها، قال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” فإنه قد غفِر لها” قالوا بم يا رسول الله؟ قال ” ببرها والدتها” قال ” كانت لها أم عجوز كبيرة، فجاءهم النذير إن العدو يريد أن يغير عليكم، فجعلت تحمل أمها على ظهرها، فإذا أعيت وضعتها، ثم ألزقت بطنها ببعض أمها وجعلت رجليها تحت رجلي أمها من الرمضاء حتى نجت” أخرجه عبد الرزاق في مصنفه، فإنها الأم، يا من تريد النجاة، الزم رجليها، فثم الجنة، فقال ابن عمر رضي الله عنهما لرجل ” أتخاف النار أن تدخلها، وتحب الجنة أن تدخلها؟ قال نعم، قال ” بر أمك، فوالله لئن ألنت لها الكلام وأطعمتها الطعام لتدخلن الجنة ما اجتنبت الموجبات”

يعنى الموبقات، وهكذا فإن بر الأم من أعظم الأجور ومن أهم الواجبات، بل هو من التقوى والعمل بما يرضي الله، وذلك بالإحسان إليها قولاً وفعلاً بالمال والبدن، تمتثل أمرها في غير معصية الله، وتلين لها القول وتبسط لها الوجه وتقوم بخدمتها على الوجه اللائق بها، ولا تتضجر منها عند الكبر والمرض والضعف ولا تستثقل ذلك منها ولا تقل لها أف ولا تنهرها وتذكر أنك ستبلغ الكبر عند أولادك كما بلغاه عندك وسوف تحتاج إلى البر فإن قمت ببرها فأبشر بالأجر العظيم والمجازاة بالمثل، فمن بر والديه بره أولاده ومن عق والديه عقه أولاده والجزاء من جنس العمل، فكما تدين تدان، فقد رأى ابن عمر رجلا قد حمل أمه على رقبته، وهو يطوف بها حول الكعبة، فقال يا ابن عمر؟ أترانى جازيتها؟ قال له بن عمر، ولا بطلقة من طلقاتها ولكن قد أحسنت والله.

يثيبك على القليل كثيرا، واعلم أن من عق أمه، فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة ولا يقبل منه عمل، فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة، العاق لوالديه، ومدمن الخمر، والمنان، وثلاث لا يدخلون الجنة العاق لوالديه، والديوث، والرّجلة” رواه النسائي والحاكم، وتأمل كيف وصى الله سبحانه وتعالى عباده الصالحين وكيف قرن عبادته بحق الوالدين لعظم شأنهما وتقديرهما، فقال تعالى فى سورة الإسراء ” وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب أرحمهما كما ربياني صغيرا” فتأمل رحمة الله حال صغرك وتذكر ضعفك أثناء طفولتك، فقد حملتك أمك في أحشائها تسعة أشهر وهنا على وهن حمتلك كرها ووضعتك كرها ولا يزيدها نموك إلا ثقلا وضعفا وعند الوضع رأت الموت بعينها ولما بصرت بك إلى جنبها سرعان ما نسيت كل آلامها، وعلقت فيك جميع آمالها رأت فيك بهجة الحياة وزينتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى