مقال

الدكرورى يكتب عن أتاكم شهر رمضان ” جزء 3″

جريدة الأضواء

الدكرورى يكتب عن أتاكم شهر رمضان ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع أتاكم شهر رمضان، وكما جعل ثواب العمرة فيه كثواب الحج إلى بيت الله الحرام، ويعرف الصيام بأنه التعبد لله تعالى بالإمساك عن المفطرات، من طلوع الفجر الثانى إلى حين غروب الشمس، ويشترط لوجوب الصيام على الإنسان عدة شروط، وهى الإسلام، والبلوغ، والعقل، والطهارة والإقامة بحيث يكون مقيما في بلده، فلا يجب الصيام على المسافر بل يباح له الإفطار، وكذلك القدرة، وأما عن مفسدات الصيام أو المفطرات، فهى سبعة أنواع، وهى الجماع، وهي أعظم أنواع المفطرات إثما، والاستمناء، أى إنزال المنى باليد ونحو ذلك، والأكل والشرب، وما كان بمعنى الأكل والشرب، كحقن الدم والحقن المغذية، والاحتجام، والتقيؤ بشكل متعمد، وخروج دم الحيض أو النفاس من المرأة، آداب صيام رمضان لصيام شهر رمضان آداب.

 

يجدر بالمسلم أن يتحلى بها، ومنها إخلاص النية في الصيام لله تعالى، بأن يبتغي المسلم من صيامه رضا الله عنه، ونيل الأجر الجزيل منه، المواظبة على وجبة السحور، كما أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الانشغال بمختلف أنواع الطاعات والعبادات أثناء الصيام من تهليل وتكبير وصلاة ودعاء ونحو ذلك، والانشغال بالقيام وقراءة القرآن أثناء الليل، والاجتهاد في حفظ الصيام من لغو الكلام، وشهادة الزور، ومختلف المعاصى والسيئات، وأيضا الإعراض عن المراء والجدال والسباب ونحوها، فالأصل في الصائم أن يكون حليما مسيطرا على مشاعره، وأداء الصلوات في وقتها، وتعجيل الإفطار عند دخول وقت المغرب، والبدء عند الإفطار بأكل الرطب، فإن لم يجد الصائم رطبا أكل شيئا من التمر، وإن لم يجد شرب الماء.

 

وأما عن الحكمة من مشروعية صيام رمضان فإن لتشريع صيام رمضان حكم عديدة، ومنها هو تحقيق التقوى، والشعور بنعم الله تعالى والتذكير بأحوال الفقراء والمساكين، وقهر الشيطان وطرده، والإعانة في كسر حدة الشهوة، والتخلق بالصبر، والانضباط، والنظام، والأمانة، ونحوها من الأخلاق العظيمة، توحيد المسلمين، كسب قوة البدن وصحته وعافيته، وإن شهر رمضان على الرغم من تماثل الأزمنة في نفسها إلا أنها تتفاضل في الخير والهداية الحاصلة فيها، وقد خص الله تعالى شهر رمضان المبارك بعدد من المزايا التي تكسبه حرمة، وتزيد من إقبال الناس على الأعمال الصالحة خلاله، ومن خصائص شهر رمضان أن الله تعالى أنزل فيه كتابه الحكيم، ليطهر به القلوب ويملأ العقول حكمة، حيث أنزل الله تعالى فيه القرآن الكريم إلى السماء الدنيا.

 

جملة واحدة، أو ابتداء نزول القرآن فيه، ثم تنزلت آياته بحسب ما تقتضيه حكمة الله تعالى، ومما يميز شهر رمضان أن الله تعالى فرض على المسلمين الصيام في نهاره، وتجدر الإشارة إلى أن للصيام أثارا عظيمة على العباد، إذ إنه يزكى أخلاقهم، ويطهر قلوبهم، ويُصلح أنفسهم، وليس المقصود من الصوم تعذيب النفس بالجوع والعطش، بل تطهيرها وتزكيتها وقد حث الشارع على الإنفاق فى سُبل الخير كافة فى رمضان لما له من فضل في هذا الشهر على سائر الشهور، مصداقا لما روى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون فى رمضان” ومن الأعمال الفاضلة فى رمضان تلاوة القرآن الكريم، وقيام الليل، والتهجد، ومن أهم مزايا شهر رمضان المبارك أنه كان الشهر الذى فتحت فيه مكة.

 

فاستوثقت به عرى دولة الإسلام، وارتفعت بسببه كلمة الإسلام فى بلاد العرب، وكان حجر الأساس في الفتوحات الإسلامية فى الشرق والغرب، ومن أهم مزايا شهر رمضان المبارك أنه كان الشهر الذى فتحت فيه مكة فاستوثقت به عرى دولة الإسلام، وارتفعت بسببه كلمة الإسلام في بلاد العرب، وكان حجر الأساس في الفتوحات الإسلامية في الشرق والغرب، وقد فرض الله تعالى صيام رمضان على المسلمين في السنة الثانية من الهجرة، وجعل صيامه ركنا من أركان الإسلام، وقد صامه رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع مرات قبل وفاته، ومن الجدير بالذكر أن أهل اللغة قد اختلفوا في سبب تسمية شهر رمضان بهذا الاسم، حيث قال فريق منهم أن السبب في تسمية شهر رمضان يرجع إلى أنه يصادف قدومه وقت الحر الشديد في أغلب الأحيان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى