مقال

الدكروري يكتب عن الإمام المُناوي ” جزء 1″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام المُناوي ” جزء 1″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الإمام المُناوي هو الإمام العلامة زين الدين عبد الرؤوف ابن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الحدادي ثم المناوي القاهري الشافعي، منشئ زاوية عبد الرؤوف المناوي ولد سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة، وتوفى سنة ألف وواحد وثلاثون من الهجرة، وعاش في القاهرة، وتوفي بها، وهو من كبار العلماء بالدين والفنون، وانزوى للبحث والتصنيف، وكان قليل الطعام كثير السهر، فمرض وضعفت أطرافه، فجعل ولده تاج الدين محمد يستملي منه تآليفه، وله تآليف كثيرة، منها شرح على تائية ابن الفارض، وشرح المشاهد لابن عربي، وحاشية على شرح المنهاج للجلال المحلي، وشرح على الأزهرية، والجواهر المضيئة في الاحكام السلطانية، ونشأ في حجر والده وحفظ القرآن الكريم قبل بلوغه، ثم حفظ البهجة وغيرها من متون الشافعية، وألفية بن مالك.

وألفية سيرة العراقي، وألفية الحديث له، وعرض ذلك على مشايخ عصره، وقرأ على والده علوم العربية، وتفقه على الشمس الرملي، وأخذ التفسير والحديث والأدب عن علي بن غانم المقدسي، وحضر دروس الأستاذ محمد البكري في التفسير والتصوف، وأخذ الحديث عن النجم الغيطي، والشيخ قاسم، والشيخ حمدان الفقيه والشيخ الطبلاوي، لكنه كان أكثر اختصاصا بالشيخ الرملي، وبه برع، وأخذ التصوف عن جملة مشايخ، وتلقن الذكر عن العارف بالله الشيخ عبد الوهاب الشعراني، وتقلد النيابة الشافعية ببعض المجالس فسلك فيها الطريق الحميدة، ثم رفع نفسه عنها وانقطع عن مخالطة الناس وانعزل في منزله، وأقبل على التأليف فصنف في غالب العلوم، ثم ولي التدريس بالمدرسة الصالحية، وأشهر كتبه هو “فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير”

وهو شرح مطول على كتاب الجامع الصغير للإمام السيوطي حيث شرحه شرحا وافيا، شهد له العلماء بطول الباع في صناعة الحديث وعلومه وبالتقدم في الفقه والاستنباط، ومن خلال قراءة متأنية لهذا الكتاب، يمكن ملاحظة المعالم التي تحدد منهج المؤلف في هذا الشرح، ويسلك المؤلف في شرحه طريقة الدمج والمزج، بحيث يضمن شرحه الأصل المشروح، ويورد المصنف أثناء الشرح فوائد وتنبيهات، وتتمات، وشواهد شعرية، وبعض الأقوال التي تجري مجرى الامثال، ويتتبع ألفاظ المتن بالشرح، ويوجز في ذلك، لكنه قد يخرجه ذلك إلى الاطالة، فيبادر إلى الاعتذار، وإذا تعرض إلى شرح حديث من أحاديث الاحكام نصب الخلاف، وذكر الأدلة، لكنه لا يفيض في ذلك، معتذرا بأن محل التفصيل كتب الفروع، ويوفق المؤلف بين الأحاديث المختلفة ظاهرا.

ويجمع بينها، ويفسر بعض الحديث ببعض، ويترجم المؤلف لراوي الحديث ولمخرجه ترجمة موجزة، وقد يذكر لطائف الاسناد، وينبه المؤلف على التحريف الواقع في بعض نسخ الجامع الصغير، ويرجع في تصحيح ذلك إلى نسخة مكتوبة بخط مؤلفه الجلال السيوطي، وينبه إلى أن ما خالفه لا أصل له، ولا وجود له، هذه أهم المعالم التي اشتمل عليها منهج المناوي رحمه الله، وله على السيوطي تعقبات لو تتبعها المرء لجاءت في كتاب حافل، ومن مؤلفاته هو مخطوط شرح شرح النخبة للشيخ المناوي، والصفحة الأولى من مخطوط شرح النخبة للمناوي، وشرح شرح النخبة في مصطلح الحديث لابن حجر العسقلاني وهو مخطوط، وكنوز الحقائق في الحديث، والتيسير في شرح الجامع الصغير، وهو مجلدان، اختصره من شرحه الكبير فيض القدير.

وشرح الشمائل للترمذي، والكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية في جزءين، وسيرة عمر بن عبد العزيز، واليواقيت والدرر في الحديث، والفتوحات السبحانية في شرح ألفية العراقي، والصفوة في مناقب آل البيت، والطبقات الصغرى، والدرر الجوهرية في شرح الحكم العطائية لإبن عطاء الله السكندريى وغيرها، ويتكلم المناوي على الأحاديث التي يوردها السيوطي في الجامع الصغير، ويحكم عليها بما يراه موافقا للصواب، ويؤيد ذلك في الغالب بالنقل عن علماء هذا الفن، ويتلخص كلامه على هذا الأحاديث في الآتي أنه يعارض السيوطي في تصحيح بعض الأحاديث كقوله عند حديث “أتاني جبريل في أول ما أوحي فعلمني الوضوء والصلاة” قال رمز المؤلف لصحته وليس كما ظن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى