مقال

الدكروري يكتب عن عفو وصفح أبي بكر

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن عفو وصفح أبي بكر
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

إنه من أكبر الصفات الحميده التى يجب أن يتصف بها الإنسان المسلم هو العفو حقا إنه العفو والصفح أيها الفضلاء فيقول الله سبحانه وتعالى في كتابة الكريم ” وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم” ويقول تعالي ” فمن عفا وأصلح فأجره علي الله” ويقول تعالي ” وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم” وقال ابن كثير هذه الآية نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه، حين حلف ألا ينفع مسطح ابن أثاثة بنافعة بعدما قال في ابنته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ما قال، فلما أنزل الله تعالي براءة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وطابت النفوس المؤمنة واستقرت، وتاب الله على من كان تكلم من المؤمنين في ذلك، وأقيم الحد على من أقيم عليه، شرع الله تبارك وتعالى، وله الفضل والمنة، يعطف الصديق على قريبه ونسيبه.

وهو مسطح بن أثاثة، فإنه كان ابن خالة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وكان رجلا مسكينا لا مال له إلا ما ينفق عليه أبو بكر رضي الله عنه، وكان من المهاجرين في سبيل الله، وقد تاب الله عليه منها، وضُرب الحدّ عليها، وكان الصديق رضي الله عنه معروفا بالمعروف، له الفضل والأيادي على الأقارب والأجانب، فلما نزلت هذه الآية إلى قوله تعالي ” ألا تحبون أن يعغر الله لكم والله غفور رحيم” أي فإن الجزاء من جنس العمل، فكما تغفر عن المذنب إليك نغفر لك، وكما تصفح نصفح عنك، فعند ذلك قال الصديق بلى، والله إنا نحب يا ربنا أن تغفر لنا ثم رجع إلى مسطح ما كان يصله من النفقة، وقال والله لا أنزعها منه أبدا، في مقابلة ما كان قال والله لا أنفعه بنافعة أبدا، فلهذا كان أبي بكر الصديق هو الصديق رضي الله عنه وعن بنته.

ويا لها من عظمة الصديق يعفوا عن من؟ إنه يعفو عن من خاض في عرضه بعد أن تاب إلى الله، بل ويرجع من جديد يتصدق عليه، يا له من عفو إنه عفو العظماء، فماذا نقول لأنفسنا ونحن لا نسامح في الشيء اليسير من الأذى الذي لا يكاد يُذكر، فالعفو باب رفيع للفوز بالجنان ونيل رضا الرب الرحمن، قال الله تعالى في كتابه العزيز ” وسارعوا إلي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين” ويقول رسول الله صلي الله عليه وسلم ” من كظم غيظا وهو قادر علي أن ينفذه دعاه الله عز وجل علي رؤوس الخلائق يوم القيامة، حتي يخيره الله من الحور العين ما شاء” رواه أبو داود والترمذي، وإن أهل العفو هم الأقرب لتحقيق تقوى الله عز وجل.

حيث قال الله تعالى ” وأن تعفوا أفرب للتقوي” وقال ابن عباس رضي الله عنهما أقربهما للتقوى الذي يعفو والعفو والصفح باب عظيم من أبواب الإحسان، حيث قال الله تعالى لحبيبة محمد صلي الله عليه وسلم ” فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين” وكان قيس بن عبادة من الأجواد المعروفين فمرض يوما فاستبطأ إخوانه في عيادته، فسأل عنهم فقيل له إنهم يستحيون مما لك عليهم من الدين، فقال أخزى الله مالا يمنع الإخوان من الزيارة، ثم أمر مناديا ينادي من كان عليه لقيس مال فهو منه في حل، فما أمسى حتى كسرت عتبة بابه لكثرة من عاده وزاره، فما أحوجنا إلى السهولة واليسر، والعفو والسماحة والتجاوز، حتى نعيش في هذه الدنيا بهناء، ونكون يوم القيامة سعداء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من كان سهلا لينا هينا حرمه الله على النار” صحيح الجامع.

وقال صلى الله عليه وسلم “ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار غدا، على كل لين قريب سهل” ولنعلم إن الفظاظة ليست من ديننا فقال تعالى مخاطبا نبيه المصطفي صلي الله عليه وسلم “ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “المؤمنون هينون لينون” فحري بنا أن نتحمل جهل الجاهل، وفورة الغاضب، وحري بنا أن يغلب علينا خلق العفو والصفح والسماحة واللين، فقال تعالى ” فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ألا أخبركم بأفضل من الصيام والصلاة والصدقة” قالوا بلى إن شأت يا رسول الله، قال “إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين” رواه الترمذي، وإن طيب الكلام، وحسن المقال، ونشر السلام، وإطعام الطعام، ووصل الأرحام صفات تسامح تنبأ عن سلامة الصدر، فقال تعالي ” وقولو للناس حسنا” وقال صلى الله عليه وسلم “يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى