مقال

الدكروري يكتب عن الإمام حمزة الزيات ” جزء 3″

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإمام حمزة الزيات ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الثالث مع الإمام حمزة الزيات، وقرأ خلف على أبي عيسى سليم بن عيسى بن سليم بن عامر بن غالب الحنفي مولاهم الكوفي، وقرأ سليم على إمام الكوفة أبي عمارة حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الزيات، وكان له أربعة طرق كلها عن إدريس بن عبد الكريم عنه الأول طريق ابن عثمان ابن بويان، والثاني طريق ابن مقسم، والثالث طريق ابن صالح، والرابع طريق المطوعي ولكل طريق عدة طرق، فمجموع طرق خلف عن حمزة الزيات ثلاث وخمسين طريقا، وأما عن الراوي الثاني وهو أبو عيسى خلاد، وهو أبو عيسى، وقيل أبو عبدالله خلاد بن خالد الشيباني مولاهم الصيرفي الكوفي، إمام في القراءة ثقة عارف محقق أستاذ ولد سنة مائة وتسع عشرة من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وروى القراءة عنه عرضا أحمد بن يزيد الحلواني.

 

وإبراهيم بن علي القصار وإبراهيم بن نصر الرازي وحمدون ابن منصور وسليمان بن عبدالرحمن الطلحي وعلي بن حسين الطبري وعلي بن محمد بن الفضل وعنبسة بن النضر الأحمري والقاسم بن يزيد الوزان وهو أنبل أصحابه ومحمد بن الفضل ومحمد ابن سعيد البزاز ومحمد بن موسى بن أمية ومحمد بن شاذان الجوهري وهو من أضبطهم ومحمد بن عيسى الاصبهاني ومحمد بن يحيى الخنيسي ومحمد بن الهيثم قاضي عكبرا وهو أجل أصحابه، وتوفي سنة عشرين ومائتين، وقرأ خلاد على أبي عيسى سليم بن عيسى بن سليم بن عامر بن غالب الحنفي مولاهم الكوفي، وقرأ سليم على إمام الكوفة أبي عمارة حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الزيات، وكان خلاد له عدة طرق في روايته عن حمزة وأشهرها أربعة، فالأول هو طريق ابن شاذان.

 

والثاني هو طريق ابن الهيثم، والثالث هو طريق الوزان، والرابع وهو طريق الطلحي، ولكل طريق عدة طرق مجموع طرق خلاد ثمان وستون طريقا من الأربعة، وهو خلف صاحب الرواية المشهورة، ولكن بخصوص قراءة القرآن بقراءة خلف عن حمزة, فهل يجوز قراءة القرآن بهذه الرواية أو القراءة، وهل تجوز الصلاة بهذه القراءة، فقيل إن الإمام خلف بن هشام البغدادي هو أحد أعلام القراء المشهورين، فهو الراوي الأول لقراءة حمزة عن شيخه سليم بن عيسى، وقال عنه صاحب السير كان مولده سنة خمس وخمسين ومائة، وحفظ القرآن وهو ابن عشر سنين، وكان ثقة كبيرا زاهدا عابدا عالما، سمع مالك بن أنس وحماد بن زيد، وتلا على سليم وعلى أبي يوسف الأعشى وغيرهما وتصدر للإقراء والرواية، وروى عنه خلق كثير وحدث عنه مسلم في صحيحه.

 

وأبو داود في سننه وأبو زرعة وأبو حاتم وعدد كثير، قال عنه يحيى بن معين والنسائي وغيرهما ثقة، وقال الدارقطني كان عابدا فاضلا، توفي اليوم السابع من شهر جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين ومائتين رحمه الله، وأما صاحب القراءة فهو الإمام حمزة بن حبيب الزيات الكوفي وهو أحد أعلام هذه الأمة الكبار، وله من المؤلفات كتاب الفرائض، وكتاب القراءة، ويقول الشيخ عبد الفتاح القاضي عن منهج الإمام حمزة في القراءة، بأنه يصل آخر كل سورة بأول تاليتها من غير بسملة بينهما، ويضم الهاء وصلا ووقفا في الألفاظ الثلاثة، عليهم، إليهم، لديهم، ويقرأ بالإشباع في المدين المتصل والمنفصل بمقدار ست حركات، ويسكن الهاء في “يؤده إليك” وقوله “ما تولى ونصله جهنم” وقوله تعالي “نؤته منها” وقوله تعالي “فألقه إليهم” ويقرأ بالسكت على أل وشيء.

 

ويقرأ من رواية خلف بالسكت على المفصول نحو “عذاب أليم” ويغير الهمز عند الوقف، سواء كان في وسط الكلمة نحو “يؤمنون” أم في آخرها نحو “ينشئ” على تفصيل في ذلك، ويدغم من رواية خلف ذال “إذ” في الدال والتاء، ومن رواية خلاد في جميع حروفها ما عدا الجحيم، ويدغم من الروايتين دال قد في جميع حروفه، وتاء التأنيث في جميع حروفه، ويدغم لام هل في الثاء “هل ثوب الكفار” في المطففين، ولام بل في السين في “بل سولت لكم” وفي التاء نحو “بل تأتيهم” ويدغم الباء المجزومة في الفاء نحو “وإن تعجب فعجب” وهذا من رواية خلاد، ويدغم الذال في التاء في “عذت، واتخذتم، فنبذته” والثاء في التاء في “أورثتموها” وفي لبث كيف وقع، ويميل الألفات من ذوات الياء والألفات المرسومة ياء في المصاحف نحو “الهدى، اشترى، النصارى”

 

ويميل الألفات في “خاب، خافوا، طاب، ضاقت، وحاق، زاع، جاء، شاء، وزاد” ويقلل الألفات الواقعة بين راءين ثانيهما متطرفة مكسورة نحو “إن كتاب الأبرار” وقوله “من الأشرار” ويسكن ياءات الإضافة في “قل لعبادي الذين آمنوا” وقوله تعالي “يا عبادي الذين أسرفوا” ونحو ذلك، وقد حصرها العلماء، وكما يثبت الياء الزائدة في “أتمدونن بمال” وقوله تعالي “ربنا وتقبل دعاء” وتوفي الإمام حمزة الزيات سنة مائة وست وخمسين من الهجرة، وقيل سنة مائة وثماني وخمسين من الهجرة، والصحيح هو وفاته في سنة ست وخمسين ومائة رحمه الله، وقبره في حلوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى