مقال

الدكروري يكتب عن الإمام حمزة الزيات ” جزء 2″

جربدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإمام حمزة الزيات ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ونكمل الجزء الثاني مع الإمام حمزة الزيات، وقرأ الإمام حمزة الزيات على شيخه سليمان بن مهران الأعمش، وحُمران بن أعين، وأبي إسحاق السبيعي، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وطلحة بن مصرف، وجعفر بن محمد الصادق، وغيرهم، فما كان من قراءة الأعمش وحُمران فهي عن ابن مسعود رضي الله عنه، وما كان عن ابن أبي ليلى فهي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أما أبو إسحاق السبيعي فكان يقرأ عنهما، وكما قرأ عليه خلق كثير من أبرزهم علي بن حمزة الكسائي وهو من أجل أصحابه، وسليم بن عيسى وهو من أضبط أصحابه، وخلاد بن خالد الأحول، وإسحاق بن يوسف الأزرق، وإبراهيم بن أدهم، وعابد بن أبي عابد، والحسن بن عطية، وعبد الله بن صالح العجلي، وآخرون، وقد نقل قراءته كل من خلف بن هشام البزار.

وخلاد بن خالد الصيرفي، كلاهما عن سُليم بن عيسى عن حمزة، وقال الشاطبي روى خلف عنه وخلاد الذي رواه سُليم متقنا ومُحصلا، وقال الذهبي عن الإمام الزيات أنه كره طائفة من العلماء قراءة حمزة لما فيها من السكت، وفرط المد، واتباع الرسم والإضجاع، وأشياء، فكان أحمد بن حنبل يكره من قراءة حمزة الهمز الشديد، والإضجاع، وكان يزيد بن هارون ينهى عن قراءة حمزة، يكرهها كراهية شديدة، وقال عبد الرحمن بن مهدي لو كان لي سلطان على من يقرأ قراءة حمزة لأوجعت ظهره، وقال سفيان بن عيينة لا تصلوا خلف من يقرأ بقراءة حمزة وقال أبو بكر بن عياش قراءة حمزة بدعة، يزيد ما فيها من المد المفرط والسكت، وتغيير الهمز في الوقف، والإمالة وغير ذلك، وقيل عن عبد الله بن إدريس أنه لعن من قرأ قراءة حمزة، إلا أن علماء فن القراءات.

لم يقبلوا الطعن في قراءة حمزة، وأكدوا على صحتها وتلقي الأمة لها بالقبول، من ذلك هو قول الإمام السخاوي إنما اتخذه الناس اماما في القراءة لعلمهم بصحة قراءته، وأنها مأخوذة عن أئمة القرآن الذي تحققوا بإقرائه، وكانوا أئمة يقتدى بهم من التابعين وتابعي التابعين، وكان حمزة أجلّ وأورع من أن يبتدع، وكما قال الإمام الذهبي انعقد الإجماع بآخرة على تلقي قراءة حمزة بالقبول، والإنكار على من تكلَّم فيها، ويكفى حمزة شهادة مثل الإمام سفيان الثوري له، فإنه قال ما قرأ حمزة حرفا إلا بأثر قال ابن الجزري شيخ المحققين وأما ما ذكر عن عبد الله بن إدريس وأحمد بن حنبل من كراهة قراءة حمزة، فإن ذلك محمول على قراءة من سمعا منه ناقلا عن حمزة، وما آفة الأخبار إلا رواتها، وقد اختلف علماء الجرح والتعديل في الحكم على رواية الإمام حمزة في الحديث.

إلا أن روايته لا تنزل عن درجة الحسن، كما قال الذهبي، وقال أحمد بن حنبل أن حمزة الزيات ثقة في الحديث وقال النسائي وغيره ليس به بأس، أما الأزدي والساجي فقالا صدوق في الحديث، ليس بمتقن، وقال الساجي صدوق سيئ الحفظ، وقال يحيى بن معين حمزة ثقة، وقال حسن الحديث، وقد ذكره ابن حبان والعجلي في الثقات، قال الذهبي حديثه مخرج في صحيح مسلم، وفي السنن الأربعة، ولا ينحط عن رتبة الحسن، وقال عبد الله العجلي أنه ختم على حمزة رجل من أهل حلوان من مشاهيرهم، فبعث إليه بألف درهم، فقال حمزة لابنه كنت أظنُ لك عقلا، أنا آخذ على القرآن أجرا، أرجو على هذا الفردوس، وقال حمزة ذات مرة أنا أكره أن أشرب من بيت مَن يقرأ علي الماء، وقال عبيد الله بن موسى، كان حمزة يقرئ القرآن حتى يتفرق الناس.

ثم ينهض فيصلي أربع ركعات، ثم يصلي ما بين الظهر والعصر، وما بين المغرب والعشاء، وحدثني بعض جيرانه أنه لا ينام الليل، وأنهم يسمعون قراءته يرتل القرآن وقال حمزة محذرا من التنطع في القراءة وتحقيقها إن لهذا التحقيق منتهى ينتهي إليه، ثم يكون قبيحا، مثل البياض له منتهى، فإذا زاد صار برصا، ومثل الجعودة لها منتهى تنتهي إليه، فإذا زادت صارت قططا، والراوي الأول هو خلف بن هشام، وهو أبو محمد خلف بن هشام بن ثعلب بن خلف بن ثعلب بن هشيم ابن ثعلب بن داود بن مقسم بن غالب الأسدي ويقال خلف بن هشام ابن طالب بن غراب الإمام العلم أبو محمد البزار بالراء البغدادي، أصله من فم الصلح بكسر الصاد أحد القراء العشرة، وأحد الرواة عن سليم عن حمرة، ولد سنة خمسين ومائة، وتوفي في جمادي الآخرة سنة تسع وعشرين ومائتين ببغداد وهو مختف من الجهمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى