مقال

الدكروري يكتب عن الإمام إبن تغري ” جزء 2″ 

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإمام إبن تغري ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الثاني مع الإمام إبن تغري، وقد انتهج ابن تغري في هذا الكتاب منهجا مخالفا لمنهج أستاذه المقريزي، فقد جعل لكل عهد من عهود السلاطين فصلا خاصا، ثم ذكر السنين وحوادثها تباعا داخل الفصل حتى إذا توفى الحاكم جعل له ترجمة منفصلة، ثم أعقب ذلك بترتيب سنوات العهد ترتيبا عدديا، وذكر وفيات كل منها في فصل واحد مع ذكر بعض الحوادث ضمن التراجم، وقد توسع ابن تغري في التاريخ الفاطمي، أما الجزء الخاص بعصره فقد اتخذ شكل السجل اليومي من عهد الناصر فرج تقريبا إلى عهد السلطان الأشرف قايتباي، وقد اعتنى ابن تغري بنهر النيل في كتابه وأحصى تقلباته وأحواله منذ الفتح الإسلامي إلى عصره، كما اهتم بالنشاط العمراني في مصر خلال العصور، ويعد تسجيل التاريخ الحضاري مع التاريخ السياسى إحدى ميزات ابن تغري.

 

وقد طبع كتاب النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة ستة عشر مجلد، بالقاهرة في نحو أربعين سنة من سنة ألف وتسعمائة وثلاثون للميلاد إلي سنة ألف وتسعمائة واثنين وسبعون للميلاد، وكما نشرت أقسام منه عن طريق بعض المستشرقين الغربيين، وهكذا كان من مؤلفاته المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي وهو تراجم عن أعيان عصره، وقد ابتدأ ابن تغري فيه من أوائل دولة المماليك البحرية بترجمة السلطان عز الدين أيبك إلى عصره، واتبع منهجا يعتمد على الترتيب الأبجدي، ويضم الكتاب نحو ثلاث ألاف ترجمة لسلاطين وأمراء وعلماء ووجهاء ومشاهير وحتى مغنيين، وتوجد نسخ لهذا الكتاب في القاهرة وإسطنبول وفيينا ودار الكتب الوطنية في باريس، وأيضا الدليل الشافي على المنهل الصافي وهو مختصر لكتاب المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي.

 

ولا ينقص من التراجم واحدة ولكن الاختصار شديد، وهناك مخطوط لهذا الكتاب في إسطنبول، وأيضا له حوادث الدهور في مدى الأيام والشهور وهو تذييل لكتاب المقريزي السلوك لمعرفة دول الملوك، وقد انتهى فيه ابن تغري بحوادث سنة ثماني مائة وستون للهجرة، وكما له أيضا النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة وهو أشهر وأهم وأكبر كتب ابن تغري، وفيه سرد تاريخ مصر منذ الفتح الإسلامي في سنة عشرين من الهجرة، حتى سنة ثماني مائة واثنين وسبعين للهجرة، قبيل وفاته، وكما له الأنوار الظاهرة والكواكب الباهرة من النجوم الزاهرة وهو ملخص لكتاب النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، وهناك نسختان لهذا الكتاب في سراي أحمد الثالث بإسطنبول، وله أيضا مولد اللطافة فيمن ولى السلطنة والخلافة، وهو عن تاريخ الخلفاء والسلاطين.

 

إلى آخر أيام الملك المنصور عثمان بن الظاهر جمق، ومنه مخطوطات في إسطنبول وقد طبع هذا الكتاب بكمبردج بإنجلترا سنة ألف وسبعمائة واثنين وتسعين للميلاد، وكما له البحر الزاخر في علم الأوائل والأواخر وهو كتاب في التاريخ العام منذ أدم إلى حتى عصر ابن تغري، وفيه مباحث هامة حول خطط مصر، ومنه مجلد مخطوط في دار الكتب الوطنية بباريس، وكان منه مخطوط ضخم في العراق اشترته دار الكتب في مصر، وكما له نزهة الرأي في التاريخ وهو تاريخ مفصل على السنين والشهور والأيام في نحو عشر مجلدات، ويوجد له مخطوط في أكسفورد بإنجلترا، وكما له أيضا منشأ اللطافة في من ولي الخلافة، والبشارة في تكميل الإشارة وهو تذييل للذهبي من سنة سبعمائة إلي ثماني مائة وسبعون من الهجرة، وكما له حلية الصفات في اختلاف الأسماء والصناعات.

 

وهي مجموعة أدبية تاريخية معظمها شعر، وله الأنوار الظاهرة في الكواكب الطاهرة، وله أيضا نزهة الألباب في اختلاف الأسماء والألقاب، وله أيضا الانتصار للغة التتار، ولابن تغري أيضا كتاب في الرياضة والموسيقى، وقد اشتغل ابن تغري بردي بفقه الحنفية، وحفظ القدورى وتفقّه بشمس الدين محمد الرومى وبالعينى وغيرهما، وأخذ النحو عن التقىّ الشّمنى ولازمه كثيرا وتفقه به أيضا، وأخذ التصريف عن الشيخ علاء الدين الرومى وغيره، وقرأ المقامات الحريرية على قوام الدين الحنفى وأخذ عنه العربية أيضا وقطعة جيدة من علم الهيئة، وأخذ البديع والأدبيات عن الشهاب بن عربشاه الحنفى، وغيره، وحصر على ابن حجر العسقلانى وانتفع به، وأخذ عن أبى السعادات بن ظهيرة قاضى مكة، والعلامة بدر الدين ابن العليف والشيخ قطب الدين أبى الخير بن عبد القوى شاعري مكة كثيرا من شعرهما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى