مقال

الدكروري يكتب عن قصة الانتماء والولاء والحب للوطن

جريده الاضواء

الدكروري يكتب عن قصة الانتماء والولاء والحب للوطن

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن ما يفعله اليهود بما صورهم به القرآن الكريم في قوله تعالى كما جاء في سورة المائدة ” لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ” أجل، إنهم أشد الناس عداوة للمؤمنين، ولقد كان هذا شأنهم على مر الأيام، وتبدل الأحوال، إنهم يمكرون بالمسلمين، ضعفاء كانوا أم أقوياء، أتتهم القوة على حين غفلة من الأمة المسلمة الكريمة، ولقد أكد الله عداوة اليهود هنا بثلاثة مؤكدات اللام والنون والقسم المحذوف، والتقدير والله لتجدنّ، ولماذا قدم اليهود على المشركين في العداوة مع أنهم أهل كتاب؟ فقال الإمام ابن كثير في تفسيره ” ما ذاك إلا لأن كفر اليهود عناد وجحود ومباهتة للحق، وغمط للناس وتنقص بحملة العلم، ولهذا قتلوا كثيرا من الأنبياء حتى هموا بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة وسحروه، وألبوا عليه أشباههم من المشركين” 

وإن تاريخهم الأسود في العدوان، والدس والافتراء، والغدر والفتك والخيانة يملأ صفحات الكتب، فلقد كانوا أعداء هذا الدين منذ أن دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، فقد خان يهود بني قينقاع العهد الذي كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تبعهم في الخيانة والكيد يهود بني النضير، الذين ائتمروا على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك فقد نقض يهود بني قريظة عهود المسلمين يوم الخندق، وكان عاقبة أمرهم خسرا، وكانوا وراء حدوث الفتنة الكبرى في زمن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وما زالوا على مكرهم، وعدوانهم، وكيدهم حتى الآن، لقد نزعت الرحمة من قلوبهم، فأضحت قاسية كالحجارة بل هي أشد قسوة، وقد وصفها ربنا عز وجل بذلك، فلقد رأوا الآيات الكثيرةَ. 

ومنها إحياء القتيل بضربه ببعض البقرة التي أمروا بذبحها، فلم تلن قلوبهم، ولم تخشع، ولم تتأثر بالحق، فإن قلوبهم أقسى من الحجارة، فإن الهوية الإسلامية هي قصة تروي لنا مدى الانتماء والولاء والحب للوطن، وما يجب علينا تجاه من حب وتضحية مهما كلفنا الأمر، وما يتوجب علينا من الرفع من شأنه والعمل على تطوره، وجعله مواكب لكافة التطورات التي تحدث في العالم من حوله وعدم الوقوف عند نقطة معينة، بل لابد من العمل باستمرار حتى نصل بالوطن إلى القمة، وحين يندمج المجتمع المسلم مع مبادئ وأسس العقيدة الإسلامية ويمتثلها واقعا ومنهج حياة، يكون هذا المجتمع بهذه الصورة المفاهيمية معبّرا عن مصطلح الهوية الإسلامية، والهوية تقوم على أربعة أسس وعناصر العقيدة والتاريخ واللغة والأرض. 

فإن تكونت هذه العناصر الأربعة في الأمة المسلمة عبّرت بمجموعها عن الهوية الإسلامية المقصودة، وقد ذكر بعض المتتبعين لأصول كلمة الهوية، أن أصلها من كلمة هو، وهو ضمير منفصل يعود على شخص ما، ولهذا فمن الخطأ أن ننطق كلمة الهوية بفتح الهاء بل بضمها فنقول الهُوية، وليس الهَوية، فالهوية إذن هي المرجعية أو الخلفية التي تتشكل منها الشخصية الإنسانية، وتستعمل كلمة هوية في الأدبيات المعاصرة التي تعبر عن خاصية المطابقة، وهى مطابقة الشيء لنفسه، أو مطابقة لمثيله، وفى المعاجم الحديثة فإنها لا تخرج عن هذا المضمون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى