مقال

الثقه بالنفس بين الشباب

جريده الاضواء

الدكروري يكتب عن الثقه بالنفس بين الشباب
بقلم / محمـــد الدكـــروري

بسم اللهالثقه بالنفس بين الشباب الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على الهادي البشير، وعلى آله وصحبه أجمعين، الذي كان صلى الله عليه وسلم دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب ليس بفظ و لا غليظ ولا سخاب ولا فحاش ولا عياب ولا مداح يتغافل عما لا يشتهي ولا يوئس منه، قد ترك نفسه من ثلاث الرياء والإكثار وما لا يعنيه وترك الناس من ثلاث كان لا يذم أحدا ولا يعيره، ولا يطلب عورته ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤسهم الطير وإذا سكت تكلموا، لا يتنازعون عنده الحديث، ومن تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ، حديثهم حديث أولهم يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون منه ويصبر للغريب على الجفوة في المنطق ويقول صلى الله عليه وسلم ” إذا رأيتم صاحب الحجة يطلبها فأرفدوه “

ولا يطلب الثناء إلا من مكافئ ولا يقطع على أحد حديثه حتى يتجوزه فيقطعه بانتهاء أو قيام، وهو صلى الله عليه وسلم الذي كان سكوته على أربع الحلم و الحذر والتقدير والتفكير، فأما تقديره ففي تسوية النظر والاستماع بين الناس وأما تفكره ففيما يبقى ويفنى، وجمع له الحلم صلى الله عليه وسلم في الصبر، فكان لا يغضبه شيء يستفزه وجمع له في الحذر أربع أخذه بالحسن ليقتدى به وتركه القبيح لينتهى عنه واجتهاد الرأي بما أصلح أمته والقيام لهم بما جمع أمر الدنيا و الآخرة، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد فإن الثقة بالنفس بين الشباب وهي بأن يشعر الشاب أنه قادر على أن يرقى بنفسه إلى درجات الكمال البشري.

أما الكمال المطلق فلا يمكن أن يصل إليه البشر إطلاقا، فالذي لايثق بنفسه لا يمكن أن يصنع شيئا، ولا يمكن أن يرتفع بها أو يرتقي بها ولابد مع الثقة بالنفس من مقت النفس بجانب الله عز وجل حتى تتجنب طرفي الإفراط والتفريط، فالثقة بالنفس تعني أن يعلم الإنسان أنه قادر على أن يفعل هذا الشيء، وأن يتحمل المسؤولية حين تقع عليه، لكن ذلك لا يعني أن يصاب بغرور وإعجاب، بل ينبغي أن يعلم أنه مقصر وأنه مذنب وأنه مخطئ، وحين أجمع بين الأمرين سيدفعني ذلك إلى بذل الجهد والمشاركة الدعوية ليكون في ذلك تكفيرا لذنبي، ورفعة لدرجاتي عند الله عز وجل، ولنفترض بأن إنسان أعطاه الله عز وجل فصاحة وبلاغة أيمنعه هذا من أن يخطب بالناس وأن يذكرهم بكتاب الله وسنة النبي صلي الله عليه وسلم، وإن كان يشعر بأنه يرتكب المعاصي والذنوب.

وقد أعطاه الله عز وجل موهبة في التأثير على الآخرين وقدرة في التعامل مع الناس وكسبهم، فهل يمنعه شعورة بالتقصير من استثمار هذه الموهبة وهي دعوة الناس والتأثير عليهم، وهكذا أيا كانت هذه الموهبة ألا يدعو ذلك إلى أن يستغلها في طاعة الله على كل حال؟ وإذا رأيت ما يضيق به صدرك فعليك فالرقية الشرعية بالقرآن الكريم وبما ثبت من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والإكثار من فعل الطاعات كالصدقة وإعانة الفقراء والمساكين والوقوف مع المحتاجين وسائر أنواع الخير والقربات، ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله في الزاد “ومن أعظم علاجات المرض فعل الخير والإحسان، والذكر والدعاء والتضرع إلى الله والتوبة، والتداوي بالقرآن الكريم، وتأثيره أعظم من الأدوية، لكن بحسب استعداد النفس وقبولها وعقيدتها في ذلك ونفعه “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى