مقال

الدكروري يكتب عن الإمام الأزرقي ” جزء 1″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام الأزرقي ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الإمام الأزرقي هو أبو الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد الأزرقي الغساني المكي، ولد بمكة المكرمة لأسرة عريقة وتوفى سنة مائتان وخمسون للهجرة، تقريبا، وكان معلق إسلامي، ومؤرخ في القرن التاسع، وألف كتاب أخبار مكة، ووهو كتاب يذكر تاريخ مكة بأكمله، ومعالمها، والمدن المجاورة لها، والطرق المؤدية لها، حتى أصبح دليلا جغرافيا شاملا، وكان أبو الوليد الأزرقي المكي من أسرة عريقة من ذرية بني جفنة ملوك الغساسنة حيث كان جده الحارث بن أبي شمر الغساني ملكا من ملوكهم وأبو الوليد الأزرقي هو محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن الوليد بن عقبة بن الأزرق بن عمرو بن الحارث بن أبي شمر بن النعمان بن الحارث الأعرج بن جبلة بن الحارث الأكبر بن ثعلبة بن عمرو بن جفنة بن عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف.

 

بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة البهلول بن مازن زاد الركب وهو غسان بن الأزد، وكان الأزرقي أول من حاول أن يكتب عن تاريخ مكة المكرمة، وقد لأن المسلمين في ذلك الوقت كانوا في أمس الحاجة إلى معرفة تاريخ المدينة المقدسة، لكي يستخدموه كدليل جغرافي للتعرف على معالم المدينة نفسها والمدن المجاورة لها والطرق المؤدية إليها، ويذكر إسماعيل باشا البغدادي في كتابه هدية العارفين، أسماء المؤلفين وآثار المصنفين أن محمد بن عبد الله الأزرقي المكي صنف كتابا رائعا لتاريخ مكة، اشتمل على أخبارها وجبالها وأوديتها المتعددة وكتاب أخبار مكة ضحم لشموليته على وصف مفصل للشعائر الدينية المتعلقة بالحج والعمرة، وأضاف أغناطيوس كراتشكوفسكي في كتابه تاريخ الأدب الجغرافي العربي أن أبا الوليد الأزرقي المكي قدم عرضا جغرافيا وتاريخيا لمكة المكرمة.

 

ثم وصف الكعبة الطاهرة وتاريخها المتأخر كما وصف الأبنية المحيطة بالمسجد الحرام ثم يعقب هذا تعداد الدروب والأحياء بمكة مع ذكر عدد كبير من الأسماء مما لاشك فيه أن كتاب أخبار مكة لأبي الوليد الأزرقي المكي له قيمة علمية عظيمة بالنسبة لتاريخ نشأة مدينة مكة المقدسة ونموها عب العصور، فهناك أعداد هائلة من الكتاب الذين كتبوا عن هذه المدينة العظيمة ونهجوا منهج أبي الوليد الأزرقي المكي، فإليه يعود الفضل في ظهور هذا النمط من الجغرافية، وينوه أغناطيوس كراتشكوفسكي في كتابه تاريخ الأدب الجغرافي العربي أيضا أن أبا الوليد الأزرقي المكي وضع القواعد الأساسية للمؤلفين الذين يرغبون أن يؤلفوا عن المدن، فيرى أن يضم مقدمة جغرافية تعطي وصفا علميا طوبوغرافيا للمدينة، وانتشر نمط تاريخ المدن الذي بدأه الأزرقي انتشارا واسعا.

 

فألف بعده محمد بن إسحاق الفاكهي الكناني كتابه أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه وألف الخطيب البغدادي كتاب تاريخ بغداد في أربعة عشر مجلدا، وابن عساكر كتاب تاريخ بخارى، الذي يحتفظ بأخبار بلاد ما وراء النهر قبل الإسلام وفي فترة الفتوحات، وكتاب أخبار مكة وهو تأليف أبي الوليد الأزرقي المكي، في القرن التاسع عصره، وعاش الأزرقي في نهاية القرن الثاني إلى منتصف القرن الثالث، وقد عاصر أحداثا جساما، منها ما هو ديني، وأعظم هذه الأحداث هو مسألة القول بخلق القرآن وأثرها على المسلمين، وكانت محنة تعرض لها العلماء من محدثين وفقهاء، وأما عن وفاته فقد اختلف المؤرخون في تاريخ وفاة أبي الوليد الأزرقي المكي، فحاجي خليفة يذكر في كتابه “كشف الظنون عن أسامي الكتب و الفنون” أنه توفى عام مائتان وثلاث وعشرين هجرية.

 

ويتفق معه إسماعيل باشا البغدادي في كتابه هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين، أما أغناطيوس كراتشكوفسكي فينوه في كتابه تاريخ الأدب الجغرافي العربي، وأن الأزرقي المكي توفى عام مائتان وأربع وأربعون، ويؤكد ذلك أيضا كل من عمر رضا كحالة في قاموسه معجم المؤلفين الجزء العاشر، وأيضا دائرة المعارف الإسلامية، وينقل خير الدين الزركلي في قاموسه الأعلام الجزء السابع أن كلا من رشدي الصالح ملحس في مقدمة الطبعة الملكية من كتاب أخبار مكة، وأحمد تيمور باشا في الخزانة التيمورية نقلا عن العقد الثمين للفارسي أن أبا الوليد الأزرقي المكي كان حيا في خلافة المنتصر العباسي التي فيما بين مائتان وسبع وأربعين، وثماني وأربعين، هجريا لذا أرخ صاحب الأعلام لوفاة الأزرقي نحو مائتان وخمسون من الهجرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى