مقال

الدكروري يكتب عن الإمام محمد عبده ” جزء 1″

جربدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإمام محمد عبده ” جزء 1″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الإمام محمد عبده, هو الإمام الرائع ابن النيل والأرض السمراء، ابن الاسلام النقي ومكارم الأخلاق، ابن العدل والتوحيد، ابن الحضارة الانسانية التي تبحث عن الانسان في أي مكان، فهو واحدا من أبرز المجددين في الفقه الإسلامي في العصر الحديث، وأحد دعاة الإصلاح وأعلام النهضة العربية الإسلامية الحديثة، هو فقيه مصرى, من مؤسسى النهضه المصريه الحديثه, ومن كبار الدعاه للتجديد والاصلاح والتنوير، واشترك فى الثوره العرابيه، وهو محمد عبده حسن خير الله, وقد ساهم الإمام بعلمه ووعيه واجتهاده في تحرير العقل العربي من الجمود الذي أصابه لعدة قرون، كما شارك في إيقاظ وعي الأمة نحو التحرر، وبعث الوطنية، وإحياء الاجتهاد الفقهي لمواكبة التطورات السريعة في العلم، ومسايرة حركة المجتمع وتطوره في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية.

وفي الجامع الأحمدي وُلد الإمام محمد عبده في عام ألف ومائتان وست وستين من الهجرة، الموافق ألف وثماني مائة وتسع وأربعين ميلادي، لأب تركماني الأصل، وأم مصرية تنتمي إلى قبيلة بني عدي العربية، ونشأ في قرية صغيرة من ريف مصر هي قرية محلة نصر في شبراخيت بمحافظة البحيرة، والإمام محمد عبده يرجع الفضل إليه في إصلاح الأزهر، وتجديد مناهج دراسته، وطرق التدريس فيه، وأساليب الامتحان وغيرها، وكذلك إصلاح المحاكم الشرعية، والقضاء الشرعي، والأوقاف، وإنهاض الجمعيات الخيرية ومدارسها، فضلا عن الجهاد السياسي والديني والأخلاقي، وتربية الأمة لتنهض من كبوتها، وكان من أشهر كلماته، أنه قال لم أري كالإسلام دينا حفظ أصله، وخلط فيه أهله، ولا مثله سلطانا تفرق عنه جنده، وخفر عهده، وكفر وعيده ووعده.

وخفي على الغافلين قصده، وإن وضح للناظرين رشده، أكل الدهر أهله الأولين، وأدال خشارة من الأخرين، لا هم فهموه فأقاموه، ولا هم تركوه فرحموه، سواسية من الناس، اتصلوا به، ووصلوا نسبهم بنسبه، وقالوا نحن أهله وعشيرته، وحماته وعصبته، وما هم منه في شيء، إلا كما يكون الجهل من العلم والطيش من الحلم، وأفن الرأي من صحة الحكم” ولقد أرسلة والده الي كتاب القرية من أجل أن يتعلم وكما أرسله إلي جامع السيد البدوى فى طنطا ولكن لم يتستطيع أن يتجاوب مع المقررات الصعبة ذلك الوقت فقرر ان يترك الدراسه ويظل مزارعا, لكن والده اصر على ان يكمل تعليمه, فهرب على قريه قريبه عند اهل والده، و هناك قابل خال والده الشيخ درويش خضر الذي كان له الأثر الكبير على حياته، فقد استطاع الشيخ درويش الخضر ان يرجع له الثقه فى نفسه.

فعاد مرة أخري إلي جامع السيد البدوى وذلك ليكمل دراسته, وفى سنة ألف وثماني مائة وخمس وستين ميلدي، دخل محمد عبده الازهر الشريف وحصل منه علي شهادة العالميه سنة ألف وثماني مائة وسبع وسبعين ميلادي، واشتغل مدرس فى الازهر ودار العلوم والألسن, وكتب مقالات فى الصحف, وقد تأثر الشيخ محمد عبده بأفكار الشيخ حسن الطويل الذي قام بتوجيهه للعلوم العصريه وكما تأثر بأفكار جمال الدين الافغانى، وبعد أن تولى الخديوى محمد توفيق حكم مصر وظل رياض باشا رئيس للنظار طلب
رياض باشا ان يصلح حال جريدة الوقائع المصريه ” فعين الشيخ محمد عبده رئيس تحرير ليها فضم محمد عبده كل من سعد زغلول وابراهيم الهلباوى وغيرهم للجريدة فأخدت الجريدة نقله منهجيه، واشترك محمد عبده فى ثورة احمد عرابى المعروفه باسم الثوره العرابيه.

فتم محاكمته وتم نفيه إلي بيروت وكتب هناك فى الصحف اللبنانية ثم انتقل إلي فرنسا وهناك قابل جمال الدين الافغانى وقد تأثر بيه كثيرا, ونشر معه مجلة العروة الوثقى، وذلك من أجل أن يحارب الاستعمار والطغيان والتخلف، وبعد محاولات سعد زغلول والاميره نازلى ومختار باشا لإصدار عفو عنه صدر فعلا العفو فعاد مرة أخري إلي مصر سنة ألف وثماني مائة وتسع وثمانين ميلادي، وتم تعيينه قاضى اهلى فى محمكة بنها, ثم اتنقل بعد ذلك إلي الزقازيق وثم إلي عابدين بالقاهرة، وبعد وفاة الخديوى توفيق سنة ألف وثماني مائة واثنين وتسعين ميلادي وحل محله الخديوى عباس حلمى، فقام الشيخ محمد عبده بإقناع الخديوي عباس حلمي ان يضع خطة لاصلاح الازهر والاوقاف والمحاكم الشرعيه، وفى سنة ألف وثماني مائة وخمس وتسعين ميلادي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى