مقال

الدكروري يكتب عن الإمام إبن القيم الجوزية ” جزء 8″

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإمام إبن القيم الجوزية ” جزء 8″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الثامن مع الإمام إبن القيم الجوزية، وحقائق الإيمان منه، وليس هو بالمعصوم، ولكن لم أر في معناه مثله، وقال عنه الشوكاني وكل تصانيفه مرغوب فيها بين الطوائف، وله من حسن التصرف مع العذوبة الزائدة وحسن السياق مالا يقدر عليه غالب المصنفين بحيث تعشق الإفهام كَلامه وتميل إليه الأذهان وتحبه القلوب، وقال عنه جلال الدين السيوطي صنف وناظر، واجتهد وصار من الأئمة الكبار في التفسير، والحديث والفروع، والأصلين والعربية، وقال عنه الصلاح الصفدي اشتغل كثيرا وناظر، واجتهد، وأكب على الطلب، وصتف، وصار من الأئمة الكبار في علم التفسير، والحديث، والأصول فقها وكلاما والفروع، والعربية، ولم يخلف الشيخ العلامة تقي الدين ابن تيمية مثله، وقال ابن ناصر الدين الدمشقي هو أحد المحققين، علم المصنفين، نادرة المفسرين.

 

وقال عنه الحافظ الذهبي الفقيه، الإمام، المفتي، المتفنن، النحوي، وقال عنه أيضا عُني بالحديث متونه ورجاله، وكان يشتغل في الفقه ويجيد تقريره، وفي النحو ويدريه، وفي الأصلين، وقال عنه أبو المحاسن الحسيني الدمشقي هو الشيخ، الإمام، العلامة، ذو الفنون أفتى، ودرَّس، وناظر، وصنف، وأفاد، وقال تقي الدين المقريزي برع في عدة علوم، ما بين تفسير، وفقه، وعربية، وغير ذلك، ولزم شيخ الإسلام، وأخذ عنه علما جما، فصار أحد أفراد الدنيا، وقال ابن تغري بردي كان بارعا في عدة علوم، ما بين تفسير، وفقه، وعربية، ونحو، وحديث، وأصول، وفروع، ولزم الشيخ تقي الدين بن تيمية، وأخذ عنه علما كثيرا، حتى صار أحد أفراد زمانه، وقال السخاوي هو العلامة، الحجة، المتقدم في سعة العلم، ومعرفة الخلاف، وقوة الجنان، وقال عنه ابن العماد الحنبلي الفقيه الحنبلي بل المجتهد المطلق المفسر.

 

النحو، الأصولي، المتكلم، وقال ابن شطي هو ذو اليد الطولى، الآخذ من كل علم بالنصيب الأوفى، تفنن في علوم الإسلام، فكان إليه المنتهى في التفسير، وأصول الدين، وكان في الحديث والاستنباط منه لا يُجارى، وله اليد العليا في الفقه وأصوله، والعربية، وغير ذلك، وقال ابن كثير الدمشقي صار فريدا في بابه في فنون كثيرة، وبالجملة كان قليل النظير في مجموعه وأموره وأحواله، وفي الطرف المُقابل كان لبعض العلماء والمفكرين المسلمين سواء من العصر الحديث أو القديم موقف معادي لابن القيم، وغالبا ما يُقرن نقده مع نقد ابن تيمية، وذلك على خلفية اصطدامه مع المذاهب العقدية والفكرية الأخرى مثل الفلاسفة والصوفية والأشاعرة والمعتزلة والشيعة، وكذلك بسبب عدد من الفتاوى والآراء الفقهية، ومن أشهر من انتقد ابن القيم تقي الدين السبكي، حيث كان قاضي الشافعية في عصره.

 

وانتقده في مسألتي المسابقة بغير محلل والطلاق الثلاث بلفظ واحد، كما ألف في الرد عليه رسالة بعنوان الاعتبار ببقاء الجنة والنار، حيث نسب له ولابن تيمية القول بفناء النار، ورد المؤيدون على ذلك بأن ابن القيم ذكر في الوابل الصيب أن النار لا تفنى فقال وهاتان الداران لا تفنيان، وقد أشاد ابن حجر العسقلاني بإثبات السبكي لخلود الجنة والنار فقال وقد أطنب السبكي الكبير في بيان وهائه فأجاد، كما ألف السبكي كتابا للرد على نونية ابن القيم والذي أسماه محمد زاهد الكوثري السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل، وابن زفيل هو اسم لجد ابن القيم من قبل أمه والمراد منه نبزه بذلك، وقد وصفه فيه التقي السبكي بالكفر والزندقة فقال انتهى كلام هذا الملحد تبا له وقطع الله دابر كلامه، أنظر هذا الملعون كيف أقام طوائف الشافعية والمالكية والحنفية الذين هم قدوة الإسلام وهداة الأنام.

 

في صورة الملاحدة الزنادقة المقرين على أنفسهم باتباع فرعون وهامان وأرسطو وابن سينا، المقدمين كلامهم على القرآن، وأنهم أتباع أصحاب جنكسخان، ويقول ثم إن هذا الوقح لا يستحي من الله ولا من الناس، ينسب إلى طوائف المسلمين ما لم يقولوه فيه وفي طائفته، وأن شيوخهم وصوهم بذلك، وهو يزعم بكذب أنه متمسك بالقرآن وأين قال الله في القرآن “إنه فوق السماء” وأين قال “إنه بائن من خلقه” وأين قال “إنه فوق العرش” بهذا اللفظ وأين قال “إن القدمين فوق الكرسي” وأين قال “إنه يسمع خلقه ويراهم من فوق” وأين قال “إن محمدا قاعد معه على العرش” إلى بقية ما ذكره جميعه، والمتبع للقرآن لا يغيره ولا يغير لفظه بل يتمسك به من غير زيادة ولا نقصان، وكذلك الأحاديث الصحيحة يقف عند ألفاظها ولا يزيد في معناها ولا ينقص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى