مقال

الدكروري يكتب عن ليلة القدر ” جزء 3″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن ليلة القدر ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الثالث مع ليلة القدر، كما روى عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أرى رؤياكم قد تواطأت فى السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر” فإن ليلة القدر هي أفضل الليالي، وقد أنزل الله فيها القرآن، وأخبر سبحانه أنها خير من ألف شهر، وأنها مباركة، وأنه يفرق فيها كل أمر حكيم، وقيامها يكون بالصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن وغير ذلك من وجوه الخير، وقد دلت السورة العظيمة أن العمل فيها خير من العمل في ألف شهر مما سواها، وهذا فضل عظيم ورحمة من الله لعباده، فجدير بالمسلمين أن يعظموها وأن يحيوها بالعبادة، وقد أخبر النبى صلى الله عليه وسلم أنها في العشر الأواخر من رمضان، وأن أوتار العشر أرجى من غيرها.

 

فقال صلى الله عليه وسلم “التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، التمسوها في كل وتر” وقد دلت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذه الليلة متنقلة في العشر، وليست في ليلة معينة منها دائما، فقد تكون في ليلة إحدى وعشرين، وقد تكون في ليلة ثلاث وعشرين، وقد تكون في ليلة خمس وعشرين، وقد تكون في ليلة سبع وعشرين وهي أحرى الليالي، وقد تكون في تسع وعشرين، وقد تكون في الأشفاع، فمن قام ليالي العشر كلها إيمانا واحتسابا أدرك هذه الليلة بلا شك، وفاز بما وعد الله أهلها، وقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يخص هذه الليالي بمزيد اجتهاد لا يفعله في العشرين الأول، فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها، كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها”

 

وقالت رضى الله عنها ” كان إذا دخل العشر أحيا ليله وأيقظ أهله وجد وشدّ المئزر وكان يعتكف فيها عليه الصلاة والسلام غالبا، وقد قال الله تعالى فى سورة الأحزاب ” لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة” وسألته السيدة عائشة رضي الله عنها فقالت يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر فما أقول فيها، قال صلى الله عليه وسلم قولى اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنى” وقيل أن من علامات ليلة القدر تطلع الشمس صبيحتها لا شعاع لها فقال صلى الله عليه وسلم “صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها طست حتى ترتفع” رواه مسلم، وقيل لكثرة نزول وصعود وحركة الملائكة فيها فتستر بأجنحتها وأجسامها اللطيفة ضوء الشمس وشعاعها وتكون ليلة القدر معتدلة لا حارة ولا باردة ، حيث قال صلى الله عليه وسلم “ليلة طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة”

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال “أيكم يذكر حين طلع القمر وهو مثل شق جفنة” وقال صلى الله عليه وسلم” إنها ليلة بلجة، أى منيرة مضيئة، لا حارة ولا باردة، لا يرمى فيها بنجم” وسألت السيدة عائشة رضي الله عنها فقالت يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر فما أقول فيها، قال صلى الله عليه وسلم قولى” اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنى” وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكان السلف بعدهم، يعظمون هذه العشر ويجتهدون فيها بأنواع الخير، فالمشروع للمسلمين في كل مكان أن يتأسوا بنبيهم صلى الله عليه وسلم وبأصحابه الكرام وبسلف هذه الأمة الأخيار، فيحيوا هذه الليالى بالصلاة، وقراءة القرآن، وأنواع الذكر والعبادة، إيمانا واحتسابا، حتى يفوزوا بمغفرة الذنوب، وحط الأوزار، والعتق من النار، فضلا منه سبحانه وجودا وكرما.

 

وقد دل الكتاب والسنة أن هذا الوعد العظيم مما يحصل باجتناب الكبائر، كما قال سبحانه وتعالى” إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر” وكان أصحاب النبى الكريم صلى الله عليه وسلم وكان السلف بعدهم، يعظمون هذه العشر ويجتهدون فيها بأنواع الخير، فالمشروع للمسلمين في كل مكان أن يتأسوا بنبيهم صلى الله عليه وسلم وبأصحابه الكرام وبسلف هذه الأمة الأخيار، فيحيوا هذه الليالي بالصلاة، وقراءة القرآن، وأنواع الذكر والعبادة، إيمانا واحتسابا، حتى يفوزوا بمغفرة الذنوب، وحط الأوزار، والعتق من النار، وقد اختلف العلماء في تحديد توقيت ليلة القدر واتفقوا على أنها فى العشر الأواخر من رمضان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى