مقال

الدكروري يكتب عن الإمام إبن منده

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإمام إبن منده

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الإمام إبن منده هو أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده العبدي الأصبهاني، صاحب التصانيف، إمام حافظ، وولد الإمام إبن منده سنة ثلاثمائة وعشر من الهجرة، وكان ممن حفظ الحديث ونقله وتنقل في جمعه وطلب العلم، روى كثيرا من الأحاديث ويؤخذ عليه روايته لبعض الأحاديث الموضوعة أو المضعفة، والإمام الحافظ الجوال محدث الإسلام أبو عبد الله، محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده العبدي الأصبهاني، وكان يلقب بمنده، ابن الوليد بن سنده بن بُطة بن أستندار، واسمه الفيزران بن جهار بُخت، وكان مولد محمد بن إسحاق سنة عشر وثلاثمائة، وكان مولده بوطنه أصبهان من بلاد خراسان، وهي كما قال ياقوت الحموي وهي مدينة عظيمة مشهورة من أعلام المدن وأعيانها، وهي من نواحي الجبل، وكان فتح المسلمين لأصبهان وأعمالها.

 

في سنتي ثلاثة وعشرين وأربعة وعشرين من الهجرة، في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقال ابن خلكان عن آل منده وهم أهل بيت كبير، خرج منه جماعة من العلماء، ففي أصبهان نشأ ابن منده وتعلم العلم والخلق والفضيلة وأخذ من علمائها كمحمد بن القاسم الكرائي، ومحمد بن عمر بن حفص، وعبد الله بن يعقوب بن إسحاق الكرماني، وأبي علي الحسن بن محمد بن النضرة، و هو ابن أبي هريرة وعبد الله بن إبراهيم المقرئ، ومحمد بن حمزة بن عمارة، وأبي عمرو بن حكيم، وأحمد بن محمد اللنباني، وغيرهم، وقال عنه الذهبي هو الإمام الحافظ الجوال، محدث الإسلام، وكان أول سماعه في سنة ثلاثمائة وثماني عشر، ولا أعلم أحدا كان أوسع رحلة منه ولا أكثر حديثا منه مع الحفظ والثقة، فبلغنا أن عدة شيوخه ألف وسبعمائة شيخ، ولم يعمر كثيرا بل عاش أربعا وثمانين سنة.

 

وقال الباطرقاني حدثنا أبو عبد الله بن منده إمام الأئمة في الحديث، وقال أبو علي الحافظ بنو منده أعلام الحفاظ في الدنيا قديما وحديثا، ألا ترون إلى قريحة أبي عبد الله؟ وقيل إن أبا نعيم الحافظ ذكر له ابن منده، فقال كان جبلا من الجبال، وقال الذهبي فهذا يقوله أبو نعيم الأصبهاني مع الوحشة الشديدة التي بينه وبينه، وقال أبو نعيم في تاريخ أصبهان ابن منده حافظ من أولاد الحفاظ، وقال الذهبي ولأبي عبد الله كتاب كبير في الإيمان في مجلد، وكتاب في النفس والروح، وكتاب في الرد على اللفظية وإذا روى الحديث وسكت أجاد، وإذا بوب أو تكلم من عنده انحرف وحرفش بلي ذنبه وذنب أبي نعيم أنهما يرويان الأحاديث الساقطة والموضوعة ولا يهتكانها، فنسأل الله العفو، ومن مؤلفاته هو كتاب الإيمان، وكتاب التوحيد، وكتاب التاريخ، وكتاب معرفة الصحابة، وكتاب الكنى.

 

وسمع الإمام إبن منده الكثير حتى تهيأ للرحلة الطويلة في طلب الحديث فبدأ رحلته سنة ثلاثين وثلاثمائة إلى نيسابور، وبقي في الرحلة أربعين سنة ثم عاد إلى وطنه شيخا وقد كتب عن ألف وسبعمائة شيخ ومعه أربعون حملا، وبدأ ابن منده الرحلة وهو شاب حيث كان أول ارتحاله قبل الثلاثين أو فيها إلى نيسابور وعمره آنذاك تسع عشرة سنة، ودامت رحلته أربعين سنة تقريبا حيث مكث في نيسابور تسع سنين تقريبا، ثم خرج إلى العراق، ثم رحل من العراق إلى بخارى، ورحل إلى مصر وأقام بها سنين، وصنف التاريخ والشيوخ، كما أنه ارتحل إلى الشام وغيرها من البلاد، وكان لابن منده شيوخ كثيرة والمشهورين منهم والذين أكثر الرواية عنهم وهم، الشيخ أبو أحمد العسال، وأبو إسحاق بن حمزة، وأبو سعيد بن الأعرابي، وأبو العباس الاصم.

 

وخيثمة الأطرابلسي، والهيثم الشاشي، وقد عاد ابن منده إلى أصبهان بعد سنة خمس وسبعين وثلاثمائة وجلس للإملاء فاجتمع إليه التلاميذ من كل صوب يأخذون الحديث منه، ومن تلاميذه ولده أبو عمرو عبد الوهاب بن منده، وحمزة بن يوسف السهمي، وأبو بكر بن منجويه، وتمام بن محمد الرازي، وتوفي الإمام إبن منده في شهر ذي القعدة سنة ثلاثمائة وخمس وتسعين من الهجرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى