مقال

انقلبت الموازين بين الناس (١)

جربدة الاضواء

انقلبت الموازين بين الناس (١)

 

بقلم إبراهيم عيسى

 

كل منا يعرف ما له وما عليه ، فكل شخص يفعل ما هو مطلوب منه ومن هنا كان كل شي في مكانه وكانت الأمور مستقيمة ولكن في الآونة الأخيرة إنقلبت الأمور تماما ، وإصبحنا لا نعرف الصواب من الخطأ والحرام من الحلال بسبب ما يحدث من حولنا ولن ترجع الأمور إلي إستقامتها حتي يعود كل شئ في مكانه ويعود لكل شخص هيبته ووضعه في مجتمع ضاع فيه كل شي .

 

الأب في بيته كان له وضعه وقيمته فكان يجمع أبناءه حوله ولا أحد يستطيع فعل شيء إلا بالرجوع إليه ، لا يستطيع ولد او بنت أن يخرج أو تخرج أو تفعل شي دون الرجوع إلى أبيها أو ولي أمرها ، وكان المنزل بيها أكثر من شاب يتزوجون في نفس المنزل وكانوا يعيشون معا دون مشاكل لأن كل شخص يعرف وضعه في المنزل وكان الأب متحكم تحكما جيدا .

 

ومن هنا ما كان موجود ما يسمي بلطجه ولا تحرش ولا حتي لبس خليع بالشارع لأن كل شاب أو فتاه يعلم أن خلفه من سوف يحاسبه ، وما كان موجود اي شيء مشين، وكنا نجد رجلا اذا أخطأ أبناءه أنه سوف يردهم ويحاسبهم ، ولكن هذه الأيام الاب أصبح لا يعرف شيئا عن أبناءه ولا بناته لدرجة أنهم يقوم بتصوير فيديوهات خادشة للحياء بعلمه وبدون علمه ويخرحو ويقضوا ساعات طويلة ليلا دون علمه فأين الأب هنا .

 

المعلم في مدرسته كان له قيمته وكان له احترامه ولا يستطيع احد ان يتجاوز عليه ولكن هذه الأيام أصبح المعلم مهان لأسباب عديده منها ما يخصه وما هو مفروض عليه ، فقلة راتبه أصبحت سببا لان يلجأ الي إعطاء دروس خصوصية والتي بدورها كان سببا في اهدار كرامته وايضا أصبحت وسيلة طمع فهناك معلمين دخلهم الشهري يتجاوز راتب من يعمل بالخارج وهذا لم يقنعه ويجعله يكتفي ، بل يطلب المزيد سواء بحب الطلاب أو الضغط عليهم باي شكل من الاشكال

 

هناك أسباب عديدة جعلت هذه الموازين أن تنقلب بسببها وسوف أعدادهم فيما بعد ومن هنا وجب علينا أن يأخذ كل منا دوره حتي يعود كل شيء في نصابه وأن يؤدي كل منا ما عليه حتي تستقيم الحياة ،لابد وان يفعل كل منا ما هو مطلوب منه ، لابد أن يكون الرجل في بيته يتابع الكبير والصغير وأن تعود للمعلم هيبته في عمله وأمام الناس وأمام نفسه لو حدث ذلك لأصبحنا أمة تقود باقي الأمم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى