مقال

رؤية وما بين السطور 

جريدة الأضواء

رؤية وما بين السطور

 

بقلم عبير مدين

 

يختلف البشر عن بعضهم البعض باختلاف طباعهم، هناك من لا يستطيع أن يعيش إلا تابعا لا يملك رؤية ولا يستطيع أن يتخذ قرار، وهناك من لا يستطيع العيش إلا في المقدمة لا يقبل بدور أقل من قائد يتبعه الآخرون مثل جواد في حلبة السباق لا يرضى إلا بالمركز الأول.

الشخص ذو الحس القيادي لديه رؤية مستقبلية يقرأ الأحداث و يفندها يدرك ما بين السطور يملك رأيا حرا ولا يخشى في الحق لومة لائم

للأسف هذا النموذج يدخل في حرب ضروس مع أعداء التطور وعبدة الروتين ممن يخافون التغيير.

القائد الناجح يستخدم أسلوب الإقناع أولاً لأنه يملك الحجة و البينة. إن إحدى الصفات القيادية الرئيسية التي يفتقر إليها العديد من القادة السياسيين هي القدرة على تحمل المسؤولية. فالكثير من القادة السياسيين بارعون جدًا في توجيه أصابع الاتهام إلى الجميع والقاء اللوم على الآخرين في محاولة لتبرير اي إخفاق أو فشل والقليل منهم قادر على تحمّل المسؤولية عن أخطائهم، والاعتراف بإخفاقاتهم و بدورهم في حدوث الأزمة. والمساءلة أمر حاسم لاي قيادة فعالة، لأنه من دون ذلك، لن يكون هناك أي احترام من الأتباع.

القائد الديمقراطي انجح من القائد الديكتاتور حال وجود جهاز معاون مخلص يسير معه بنفس النمط ولديه نفس التطلعات والرؤى المستقبلية بعكس القائد الديكتاتور الذي يشبه احيانا جواد يجر عربة مثقلة بالهموم والمشاكل لا يمكنه رؤية كل الاتجاهات في وقت واحد ولا يستطيع أن يدرس كل القرارات دفعة واحدة.

نجاح أي منشأة أو منظومة بدمج كل أعضاءها في فريق يحقق إنجازات حقيقة يجني جميع العاملين ثمارها، واقعا ملموسا لا مجرد احصائيات وبيانات وردية أو منافية للواقع لتجميل صورته عند عرضها على المستويات العليا أو للظهور في وسائل الإعلام كنوع من بناء مجد شخصي سرعان ما ينهار ومعه مجهود الآخرين ومهدرا مقدرات وميزانية المنشأة أو المؤسسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى