مقال

الدكروري يكتب عن الحرب علي الإسلام ” جزء 5″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الحرب علي الإسلام ” جزء 5″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

فبهذه الصورة الميسرة حول تكريم الإسلام للمرأة، يتحدى كل مسلم موحد بالله تعالى العالم أجمع أن يأتي لنا بموقف من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم آذى فيه امرأة أو شق عليها، سواء من زوجاته أو من نساء المسلمين، بل من نساء المشركين، ويكفي أن نتأمل بعض مواقفه صلى الله عليه وسلم مع النساء، لندرك مدى رحمته صلى الله عليه وسلم بهن، وفى قوله تعالى ” زين للناس حب الشهوات من النساء” فجعلهن من حب الشهوات، وبدأ بهن قبل بقية الأنواع إشارة إلى أنهن الأصل في ذلك، ويقع في المشاهدة حب الرجل ولد من امرأته التي هي عنده أكثر من حبه ولده من غيرها، ومن أمثلة ذلك قصة النعمان بن بشير في الهبة، وقد قال بعض الحكماء، النساء شر كلهن وأشر ما فيهن عدم الاستغناء عنهن ومع أنها ناقصة العقل والدين تحمل الرجل على تعاطي ما فيه نقص العقل والدين كشغله عن طلب أمور الدين.

 

وحمله على التهالك على طلب الدنيا وذلك أشد الفساد، وعن أبي سعيد الخدرى في أثناء حديث ” واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء” وقال فى موضع آخر، وقال ابن التين بدأ في الآية بالنساء لأنهن أشد الأشياء فتنة للرجال، ومنه حديث ” ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ” قال ومعنى تزيينها إعجاب الرجل بها وطواعيته لها، وقال النووى فى شرح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم ” لا تمنعوا إماء الله مساجد الله” هذا وشبهه من أحاديث الباب ظاهر في أنها لا تمنع المسجد لكن بشروط ذكرها العلماء مأخوذة من الأحاديث، وهو أن لا تكون متطيبة ولا متزينة ولا ذات خلاخل يسمع صوتها، ولا ثياب فاخرة، ولا مختلطة بالرجال، ولا شابة ونحوها ممن يفتتن بها، وأن لا يكون في الطريق ما يخاف به مفسدة ونحوها، وقال أيضا وفيها جواز حضور النساء الجماعة في المسجد.

 

وهو إذا لم يخش فتنة عليهن أو بهن، وفيه أن النساء إذا حضرن صلاة الرجال ومجامعهم يكن بمعزل عنهم خوفا من فتنة أو نظرة أو فكر ونحوه، ولقد خلق الله الإنسان في دار ابتلاء وامتحان، وجعل الجنة مقرا لأوليائه وأحبابه الذين يؤثرون رضاه على رضى أنفسهم، وطاعته على راحة أبدانهم، وجعل النار مستقرا لمن عصاه من عباده وآثر هوى النفس على رضى الرب سبحانه وتعالى، فقال تعالى فى كتابه الكريم كما جاء فى سورة مريم ” تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا ” وقال تعالى فى كتابه الكريم كما جاء فى سورة النازعات ” وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى” وقال تعالى عن أهل النار فى كتابه الكريم كما جاء فى سورة مريم ” فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ” وقال تعالى فى كتابه الكريم كما جاء فى سورة الكهف.

 

” ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا” وقال تعالى فى كتابه الكريم كما جاء فى سورة النازعات ” فأما من طغى، وآثر الحياة الدنيا، فإن الجحيم هي المأوى” فعلى المسلم أن يجاهد نفسه في عبادة الله سبحانه وتعالى، والابتعاد عما يغضب الله، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، فقال تعالى فى كتابه الكريم كما جاء فى سورة العنكبوت ” والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين” وإن من الفتن التي ابتلينا بها فتنة النساء بنص كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ” وهذه بعض الطرق التي تعين على تجنب هذه الفتنة وهو الإيمان بالله عز وجل، فإن الإيمان بالله والخوف من الله تعالى هو صمام الأمان والعاصم للعبد من مواقعة الحرام والانسياق وراء شهوة عارضة، فالمؤمن إذا تربى على مراقبة الله ومطالعة أسرار أسمائه وصفاته.

 

كالعليم والسميع والبصير والرقيب والشهيد والحسيب والحفيظ والمحيط، أثمر ذلك خوفا منه سبحانه وتعالى في السر والعلن، وانتهاء عن معصية الله، وصدودا عن داعي الشهوة الذي يؤز كثيرا من العباد إلى الحرام أزا، وأيضا من المجاهده للفتن هو غض البصر عن المحرمات، فإن النظر يثمر في القلب خواطر سيئة رديئة ثم تتطور تلك الخواطر إلى فكرة ثم إلى شهوة ثم إلى إرادة فعزيمة ففعل للحرام، وتأمل في هذه الآية التي ربطت بين أول خطوات الحرام وآخرها، فيقول الله تعالى ” قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون” ويقول ابن كثير، هذا أمر الله تعالى لعباده المؤمنين أن يغضوا من أبصارهم، عما حرم عليهم فلا ينظروا إلا إلى ما أباح لهم النظر إليه وأن يغضوا أبصارهم عن المحارم، فإن اتفق أن وقع البصر على محرم من غير قصد.

 

فليصرف بصره عنه سريعا، وأيضا من مجاهدة الفتن هو مدافعة الخواطر، فإن الخاطرة السيئة في القلب خطر، ومتى انساق العبد معها ولم يدافعها تطورت إلى فكرة، فهمّ وإرادة، فعزيمة فإقدام وفعل للحرام، فحذار من الاسترسال مع الخطرة بل الواجب مدافعتها ومزاحمتها بالخواطر الطيبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى