مقال

الدكروري يكتب عن الإسلام وتطييب النفوس ” جزء 5″

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإسلام وتطييب النفوس ” جزء 5″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

وعندما يفاجئ الزوج زوجته أو العكس لإظهار المحبة والمودة بينهم ولتخفيف مشاكل الحياة الزوجية، وعندما يطلب أحد منك مساعدة ما ولكنك لا تستطيع مساعدته فتقوم بالرد عليه بكلمه طيبة أو ابتسامة تطيب خاطره، بينما عندما نجد شخص مريض لا يستطيع أن يقوم بفعل شيء معين، فتفعله بدلا عنه ذلك نوع من أنواع جبر الخواطر، وعندما نجد شخص حزين أو محبط من شي فتشجعه وتطيب خاطره وتزيح همه، وكثيرا ما نسمع كلمة جبر الخواطر وأن الله سبحانه وتعالى هو جابر الخواطر ولكن ما معنى جبر الخواطر علي الله؟ فذكر الله سبحانه وتعالى بعض الآيات القرآنية التي تدل على أهمية جبر الخواطر ومنها قوله تعالى فى سورة يوسف ” فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه فى غيابة الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون” فنزلت الآيات السابقة من الله تعالي إلي قلب نبى الله يوسف عليه السلام لجبر خاطره.

 

وذلك بعد ظلم إخوته له، ويقول سبحانه وتعالى فى سورة الضحى “ولسوف يعطيك ربك فترضى ” حيث تدل هذه الآية على حالة الرضا التي يجب أن يصل إليها المؤمن فيجبر الله خاطر كل من يلجأ إليه، وأيضا حديث الرسول صلي الله عليه وسلم عن جبر الخواطر، فقال رسول الله صلى عليه وسلم “من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة” فيجب عليك أن تقدم المعروف للجميع مهما كانت نواياهم فاجعلها في سبيل الله، واصنع المعروف واجعله ابتغاء لمرضاة الله عز وجل، واعلم أنه من يفرج هم مؤمن في الدنيا يفرج الله همه في الآخرة، وإن أردت كسب محبة الجميع تحدث بلين، وتعامل بالرحمة، وبالكلمة الطيبة يمكنك أن تسعد كل من حولك، فإن القوة لا تكفي لتحقيق الغايات ولكن الرفق واللين يحقق كل الغايات.

 

وإن من أعظم العبادات التي يحثنا عليها الدين ويتقرب بها العبد لله سبحانه وتعالى هي جبر خواطر العباد، فإن القول اللطيف يكفي لإسعاد القلب فلا تبخل به، ومن سار بين الناس جابر الخواطر اجبر الله خاطرة فى جوف المخاطر، فإن جبر الخواطر خلق إسلامي عظيم يدل علي نبل الخلق وأصالة المعدن, وأن الجميع يحتاج إلي هذه العبادة المهملة التي لها ثواب كبير, فهي تحتل مساحة كبيرة في ثقافتنا الشعبية, وتذكروا معي كلمات بالعامية تدل علي أهمية هذه العبادة, ربنا يجبر بخاطرك, وعلشان خاطري, وجبر الخواطر علي الله, ولا تكسر بخاطري، وإن الخاطر هو القلب, وعدم كسره خلق عظيم, ولو تحققنا فسوف نجد أن أغلب أحكام الدين الإسلامي قائمة علي جبر الخواطر, فنحن نقدم واجب العزاء لجبر خاطر أهل المتوفي, نزور المريض لجبر خاطره, ندفع دية الميت لجبر خاطر أهله, حتي السلام والابتسامة وقال الله تعالي ” قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذي”

 

وتذكروا جبر خاطر الله لعبادة حين رد موسي لأمه لتقر عينها وقال تعالي “فرددناه إلي أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون” وأما اليتيم فلا تقهر جبر خاطر لليتيم, كما أجبر النبي صلى الله عليه وسلم بخاطر إبن زعيم المنافقين عبدالله بن عبدالله بن أبي بن سلول، عندما طلب منه أن يصلي علي أبيه وفعل النبي صلى الله عليه وسلم, وجبر بخاطر أهل مكة عندما عفي عنهم وجبر بخاطر أبي سفيان عندما قال من دخل دار أبي سفيان فهو آمن, انظرو كيف جبر بخاطر أخته الشيماء عندما جاءت لتزوره، وجبر الخاطر تشمل الاعتذار, والكلمة الطيبة, والابتسامة والهدية وقضاء مصالح الناس, والتزاور, والسؤال, والمساواة حتي الدعاء نفسه جبر خاطر, ونكاد نقول إن مكارم الأخلاق قائمة علي جبر الخواطر, أما الثمرات التي سوف نجنيها من هذه العبادة أولا عند جبر خاطر من حولك فأنت تعبد الله بعبادة عظيمة تكاد تكون عبادة مهجورة.

 

كما أنني عند جبر الخواطر أدخل السعادة والفرح والسرور علي الناس والنبي صلي الله عليه وسلم، عندما سأله رجل أي الناس أحبهم إلي الله قال “أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلي الله سرور تدخله علي مسلم” وأخيرا فإن الله يجبر بخاطر من يجبر خواطر الناس, من صار بين الناس جابرا للخواطر أدركته عناية الله في جوف المخاطر، ولما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة فبلغ الجحفة اشتاق إلى مكة، فأنزل الله عليه قوله تعالى “إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد” إلى مكة، وهى بشارة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم برده إلى مكة قاهرا لأعدائه، فقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم من الغار ليلا مهاجرا إلى المدينة في غير الطريق مخافة الطلب، فلما رجع إلى الطريق ونزل الجحفة عرف الطريق إلى مكة فاشتاق إليها فقال له جبريل إن الله يقول”إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد” أي إلى مكة ظاهرا عليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى