مقال

الدكرورى يكتب عن ولادة النبي ونعته 

جريدة الاضواء

الدكرورى يكتب عن ولادة النبي ونعته

بقلم / محمــــد الدكـــرورى

 

هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، خاتم الأنبياء والمرسلين، ورسول الله إلى البشرية بالدين الإسلامي الحنيف ليخرجهم من الظلمات إلى النور، ومعجزته الكبرى القرآن الكريم وعن أقواله وأفعاله وصفاته اخذت عنه السنة النبوية الشريفة، وقيل عندما ذهبت السيده حليمه السعديه مرضعة النبي صلي الله عليه وسلم وأخذته فما هو إلا أن أخذته فتقول فجئت به رحلي فأقبل على ثدياي بما شاء من لبن وشرب أخوه حتى روى وقام صاحبي إلى شاه لى في تلك فإذا بها حافل فحلب ما شرب وشربت حتى روينا فبتنا بخير ليلة فقال لي صاحبي يا حليمة والله إني لأراك أخذت نسمة مباركة، وكانت رضي الله عنها عندما وقفت على عبد المطلب تسأله رضاع رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال لها من أنت؟ قالت امرأة من بني سعد قال فما اسمك؟ قالت حليمة فقال بخ بخ سعد وحلم، هاتان خلتان فيهما غناء الدهر، وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال.

 

خرجت حليمة تطلب النبي صلى الله عليه وسلم وقد وجدت البهم تقيل، فوجدته مع أخته فقالت في هذا الحر؟ فقالت أخته يا أمه ما وجد أخي حرا، رأيت غمامة تظلل عليه، إذا وقف وقفت، وإذا سار سارت، حتى انتهى إلى هذا الموضع، وبينما هو يلعب وأخوه يوما خلف البيوت يرعيان بهما لنا، إذ جاءنا أخوه يشتد فقال لي ولأبيه أدركا أخي القرشي قد جاءه رجلان فأضجعاه وشقا بطنه، فخرجنا نشتد فانتهينا إليه وهو قائم منتقع لونه فاعتنقه أبوه واعتنقته، ثم قلنا مالك أي بني؟ قال أتاني رجلان عليهما ثياب بيض فاضجعاني ثم شقا بطني فوالله ما أدري ما صنعا قالت فاحتملناه ورجعنا به قالت يقول أبوه يا حليمة ما أرى هذا الغلام إلا قد أصيب فانطلقي فلنرده إلى أهله قبل أن يظهر به ما نتخوف قالت فرجعنا به فقالت ما يردكما به فقد كنتما حريصين عليه؟ قالت فقلت لا والله أن كفلناه وأدينا الحق الذي يجب علينا ثم تخوفنا الأحداث عليه، فقلنا يكون في أهله.

 

فقالت أمه والله ما ذاك بكما فأخبراني خبركما وخبره، فوالله ما زالت بنا حتى أخبرناها خبره قالت فتخوفتما عليه، كلا والله إن لابني هذا شأنا ألا أخبركما عنه؟ إني حملت به فلم أحمل حملا قط كان أخف عليَّ ولا أعظم بركة منه ثم رأيت نورا كأنه شهاب خرج مني حين وضعته أضاءت لي أعناق الإبل ببصرى ثم وضعته فما وقع كما يقع الصبيان، وقع واضعا يده بالأرض رافعا رأسه إلى السماء، دعاه والحقا بشأنكما، وقالت السيّدة آمنة بنت وهب أم النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، لمّا حملت به لم أشعر بالحمل ولم يصبني ما يصيب النساء من ثقل الحمل، فرأيت في نومي كأن آت أتاني فقال لي قد حملت بخير الأنام، فلمّا حان وقت الولادة خفّ عليّ ذلك حتى وضعته، وهو يتقي الأرض بيديه وركبتيه، وسمعت قائلا يقول وضعت خير البشر، فعوّذيه بالواحد الصمد من شر كل باغ وحاسد، وقالت أمه السيّدة آمنة بنت وهب لما قربت ولادة محمد صلى الله عليه وسلم.

 

رأيت جناح طائر أبيض قد مسح على فؤادي، فذهب الرعب عني، وأتيت بشربة بيضاء وكنت عطشى فشربتها، فأصابني نور عال ثم رأيت نسوة كالنخل طوالا تحدّثني، وسمعت كلاما لا يشبه كلام الآدميين، حتى رأيت كالديباج الأبيض قد ملأ بين السماء والأرض، وقائل يقول خذوه من أعزّ الناس فخرج محمد صلى الله عليه وسلم رافعا إصبعه إلى السماء، ورأيت سحابة بيضاء تنزل من السماء حتى غشيته، فسمعت نداء طوفوا بمحمد شرق الأرض وغربها والبحار، لتعرفوه باسمه ونعته وصورته ثم انجلت عنه الغمامة، فإذا أنا به في ثوب أبيض من اللبن، وتحته حرير خضراء، وقد قبض على ثلاث مفاتيح من اللؤلؤ الرطب، وقائل يقول قبض محمد على مفاتيح النصرة والريح والنبوّة، ثم أقبلت سحابة أخرى فغيّبته عن وجهي أطول من المرة الأولى، وسمعت نداء يقول طوفوا بمحمد الشرق والغرب وأعرضوه على روحاني الجن والأنس والطير والسباع.

 

وأعطوه صفاء آدم، ورقة نوح، وخلة إبراهيم، ولسان إسماعيل، وكمال يوسف، وبشرى يعقوب، وصوت داود، وزهد يحيى، وكرم عيسى، وقال ابن عباس رضى الله عنهما لما كانت الليلة التي وُلد فيها النبي صلى الله عليه وسلم ارتجّ إيوان كسرى، وسقط منه أربعة عشر شرافة، وغاضت بحيرة ساوة، وانقطع وادي السماوة، ولم تجري بحيرة طبرية، وخمدت بيوت النار، وقال الإمام علي رضى الله عنه وهو يصف رسول الله صلى الله عليه وسلم كان نبيّ الله أبيض اللون ، مشربا حمرة أدعج العين، سبط الشعر، كثف اللحية ذا وفرة دقيق المسربة كأنما عنقه إبريق فضّة، يجري في تراقيه الذهب له شعر من لبّته إلى سرّته كقضيب خيط إلى السرة وليس في بطنه ولا صدره شعر غيره، ششن الكفين والقدمين ششن الكعبين إذا مشى كأنما يتقلع من صخر وإذا أقبل كأنما ينحدر من صبب وإذا التفت التفت جميعا بأجمعه كله، ليس بالقصير المتردد ولا بالطويل المتمعّط.

 

وكأن في الوجه تدوير، إذا كان في الناس غمرهم كأنما عرقه في وجهه اللؤلؤ، عرقه أطيب من ريح المسك، ليس بالعاجز ولا باللئيم أكرم الناس عشرة وألينهم عريكة وأجودهم كفا، من خالطه بمعرفة أحبّه، ومن رآه بديهة هابه، عزّه بين عينيه، ويقول ناعته لم أر قبله ولا بعده، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخما مفخما يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر أطول من المربوع، وأقصر من المشذب عظيم الهامة رجل الشعر إن انفرقت عقيقته فرق وإلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفرة أزهر اللون واسع الجبين أزج الحواجب، سوابغ من غير قرن بينهما له عرق يدره الغضب، أقنى العرنين له نور يعلوه، يحسبه من لم يتأمله أشم، كث اللحية سهل الخدّين ضليع الفم، أشنب مفلج الأسنان دقيق المسربة كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة، معتدل الخلق بادنا متماسكا سواء البطن والصدر، بعيد ما بين المنكبين ضخم الكراديس أنور المتجرد.

 

موصول ما بين اللحية والسرة بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزندين رحب الراحة، ششن الكفين والقدمين، سائل الأطراف، سبط القصب، خمصان الأخمصين مسيح القدمين، ينبو عنهما الماء، إذا زال زال قلعا، يخطو تكفؤا ويمشي هونا ذريع المشية، إذا مشى كأنما ينحط في صبب وإذا التفت التفت جميعا، خافض الطرف نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جلّ نظره الملاحظة يبدر من لقيه بالسلام، فيقول تعالي في سورة الأحزاب “ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شىء عليما، يأيها الذين ءامنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا، وسبحوه بكرة وأصيلا، هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما، تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعدّ لهم أجرا كريما، يأيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا، ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى