قلوب سوداء ونفوس مريضة
بقلم/السيد شحاتة
كلمة نسمعها مرارا وتكرارا بل وتتردد كثيرا من حولنا ألا وهي أن هذا الشخص قلبة أسود ونفسه غير سوية مريضة بداء الحقد والغل والحسد
قلوب ماتت فيها الرحمة لا تهنأ مطلقا براحة البال قلوب متحجرة بل أشد صلدا من الحجارة
قلوب تعمي أعين أصحابها عن الحقيقة بل تشعل نيران الحقد والغل والحسد في النفوس لايخلو قريب أو بعيد عن آذاهم
تنظر لكل من تقابله بنظرة سوداء حتي وان لبس صاحبها ثوب الطهر والعفاف وإدعي المثالية والبسمات المصطنعة
قد تضطرهم الظروف لإظهار الود للآخرين حتي يتحينون الفرصة للنيل ممن اعتبرتهم أعداء بل يصبحون أشد ضرراً وحقدا عندما يتملقون بسلوك المنافقين
والقلوب السوداء هي قلوب مريضه ونفوس عليله لاتعرف الرحمه يحبون المظاهر الكاذبه بل قد يدفعون من أموالهم ليصدق الناس اكاذيبهم يعيشون وهم علو مقامهم وخطورة وظائفهم وأهميتم الزائفة
يعشقون الظهور ويبحثون عن الشهرة ويظنون أن غيرهم أغبياء لايفهمون فيزدادوا إصراراً علي إستغباء العقول وخداع البشر
بل نسي هؤلاء أن قيمتهم ليست كما يدعون فالقيمة الحقيقة للإنسان في ذاته وإحترامه للآخرين
قلوب سوداء ونفوس مريضة لاتعرف الخير يحاولون ستر الأعراض وتتبع العورات وتصيد الزلات وتشويه كل ماهو جميل بل قد يصل بهم الحال إلي قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق
مشغولون دوما بمراقبة من يحقدون عليهم فلا تهنأ لهم نفس مكابرون لايحبون أن يتفوق عليهم أحد تأكل نار الغيرة قلبه
شعارهم سوء الظن والخديعة بل قد يموتون غمدا وحزنا إذا تحققت نعمة لأحد معارفهم يفرحون بوجود المصائب قلوب سكنها البلاء وترعرع فيها الداء
لقد أفسدوا الحياة فأصبحت نفوسهم كالرماد المحترق لايتنفسون إلا غلا وحقدا ينفثون سمومهم فينهشون بها جسد الأمة
قلوب ماتت فيها الرحمة يشوهون كل معني جميل بل إن بعضهم قد يصل بهم الحال إلي تشويه الدين بسماحته فيحولونها عنفا وحربا
أعاذنا الله وإياكم من تلك القلوب السوداء والنفوس المريضة
