مقال

الدكروري يكتب عن أساس المعاملة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أساس المعاملة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن أهم ما ميز الرسول الكريم محمد صلى الله عليه و سلم هو الأخلاق العظيمة وكما نعلم فإن الدين الاسلامي هو دين المعاملة، وإن أساس المعاملة هو حسن الخلق وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يتصف بمكارم الأخلاق، وكانت هذه من أهم المميزات التي تمتع بها الرسول، والتي حرص على تعليمها لأصحابه وكان الرسول صلى الله عليه وسلم شديد الحرص على توصية أصدقاؤه بحسن الخلق وبمكارم الأخلاق، وقال لهم بأن ” أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا، وأبعدكم عني مجلسا الرثاون والمتشدقون” وفى هذا الحديث دليل واضح على أهمية التمسك بالأخلاق في التعامل مع الناس، حيث أن المعاملة الحسنة تجعل الانسان أقرب ممن حوله كما أنه يستطيع أن يصل إلى قلوب من حوله.

 

ومكارم الأخلاق تكسب الانسان الدارين الآخرة والدنيا، فهو سيجد محبة شديدة ممن حوله من الناس، كما أنه في الدار الآخرة سينال صحبة الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة، كما أن الانسان الذي لا يتمتع بمكارم الأخلاق بل من تتصف أخلاقه بالسوء فهو لا يحظى بأي سعادة، حيث أن الناس تنفر منه في الدنيا، كما أنه لن ينال صحبة الرسول صلى الله عليه وسلم في الآخرة، وإن الأخلاق لم تقتصر فقط على المسلين بل شملت جميع الناس من مختلف الديانات، حيث أن حسن الخلق يعني النهوض بالمجتمع والرقي به فعندما يراعي الانسان حرمة أخيه الانسان، أو عندما يتلفظ ألفاظا حسنة أثناء الحديث معه ستبقى الألفة قائمة بين الناس على مر العصورن وكما أن حسن الخلق من أكثر الأعمال.

 

التي يتقرب بها الانسان إلى الله عز وجل، وهي كفيلة بأن تزيد حسنات الانسان في ميزانه، وإن صاحب الخلق الحسن يكون من خير ما على الأرض، حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان دوما يشدد في التحذير من إيذاء الآخرين سواء باللسان أو باليد، أو حتى من خلال النظرات، فلو تخيلنا مجتمع لا يحترم فيه أحد الآخر، كما ترك الكل أخلاقه، سنجد أن هذا ينتهك حرمة بيت هذا ويهتك عرضه، كما أن سوف يقوم بالتعدي على حقوق هذا دون أن يشعر بأدني ذنب، الأمر الذي يعني فساد المجتمع وتهتك العلاقات لأبعد حد، كما أن حسن الخلق عند الله تعالى عظيم تماما كعظمة القيام والصيام، حيث أن الخلق الحسن يقيد صاحبه من ارتكاب المعاصي، ومن أمثلة حسن الخلق هو رفع الأذى عن الطريق.

 

والاحسان إلى الفقير، والعطف على الصغير، واحترام الكبير، والاحسان إلى الشيخ الكبير، وإلى السيدة العاجزة الضعيفة، والاحسان إلى الزوجة وإلى الوالدين، وأن يسلم الناس من لسان الانسان من أذاه، كما أن يكون محبوبا بين الناس في جميع الأمور التي يفعلها، ولقد حث الإسلام على حسن الأخلاق المتمثلة في كف الأذى عن الناس، والكلمة الطيبة، والصبر، فالالتزام بالأخلاق الحسنة ترفع درجات المسلم عند ربه ويجزيه الثواب في الدنيا والآخرة، وإن الله تعالى جعل مكارم الأخلاق ومحاسنها وصلا بيننا وبينه، وصلاح أمرك للأخلاق مرجعه فقوم النفس بالأخلاق تستقم، وليست الأخلاق أن تكون صالحا فحسب بل أن تكون صالحا لشيء ما، وأن في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق.

 

ولا يمكن للإنسان أن يصبح عالما قبل أن يكون إنسانا، وأن هناك شيئان ما انفكا يثيران في نفسي الإعجاب والاحترام، وهما السماء ذات النجوم من فوقي، وسمو الأخلاق في نفسي، وأنه تنكشف الأخلاق في ساعة الشدة، وإن الخلوق من إذا مدحته خجل وإذا هجوته سكت، ولا مروؤة لكذوب، ولا ورع لسيء الخلق، وإنه ما قرن شيء إلى شيء أفضل من إخلاص إلى تقوى، ومن حلم إلى علم، ومن صدق إلى عمل، فهي زينة الأخلاق ومنبت الفضائل، وإن الخلوق صدوق، والعنيف ضعيف، والأصيل نبيل والحليم حكيم، والشريف عفيف، وإن حسن الخلق أحد مراكب النجاة، والأخلاق نبتة جذورها في السماء، أما أزهارها وثمارها فتعطر الأرض، والتربية الخلقية أهم للإنسان من خبزه و ثوبه، وتفسد المؤسسات حين لا تكون قاعدتها الأخلاق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى