مقال

الدكروري يكتب أهمية العلم وخطورة الجهل

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب أهمية العلم وخطورة الجهل

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد جاءنا الوحي بلغة الرسول صلى الله عليه وسلم كاملا غير منقوص لم يتغير أو يتبدل ، وهو بذلك يتميز عن كتب الديانات الأخرى التي تناولتها أيدي الكُتاب والمؤلفين والمترجمين بالحذف والإضافة والتعديل والتحريف، وتنفرد الحضارة الإسلامية بين كل الحضارات باستقاء نظمها وتشريعاتها وقوانينها من القرآن الكريم الذي سيظل منبع حيويتها ومصدر قوتها كلما أحست بحالجة أواستعصت عليها قضية أو مسألة من أمور الدنيا ثم جاءت السنة النبوية الشريفة لتشرحه وتوضح ما يصعب على المسلمين فهمه، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم إمام المسلمين وقاضيهم وقائدهم ومعلمهم ومربيهم، ولقد علم الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين أمور دينهم و دنياهم وكانت أقواله و أفعاله تطبيقا عمليا.

 

ولكن ما هو العلم ؟ وما هو الجهل ؟ وما هي أهمية العلم وخطورة الجهل ؟ فأقول مستعينا بالله تعالى بأن للعلم معان كثيرة، ومفاهيم متعددة، ومنها أن العلم هو إدراك الشيء بحقيقته، وهو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع الموافق للمتوقع، ونقيضه الجهل، والعلم أيضا هو اليقين، ونقيضه الشّك والظن، والعلم هو منظومة من المعارف المتناسقة التي يعتمد في تحصيلها على المنهج العلمي دون سواه أو مجموعة المفاهيم المترابطة التي نبحث عنها ونتوصل إليها بواسطة هذه الطريقة، وبذلك يكون العلم هو الأَساس الأَعظم لجميع المعاملات، والشرط اللازم لصدق الأقوال وصحة الأَعمال وعامة التوجهات والتصرفات، ومفتاح باب كل العبادات والطاعات، وأما الجهل فقد عرف الجهل بأنه فقدان الفرد للعلم والثقافة الفكرية.

 

فهو نقيض العلم، وهو العنصر الاساسي في تدمير الشعور، فمن خلال الجهل تطمس كافة مناحي الحياة الفكرية والاقتصادية والحضارية، التي تتمتع بها الشعوب التي تحظى بالثقافة والمعرفة، ولَقد وردت فى القرآن الكريم آيات عديدة للتحذير مِن مخاطر الجهل، ومنها قول الله سبحانه وتعالي فى سورة الفرقان ” وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما” فلا يخفى على عاقل أن العلم أفضل مكتسب، و أشرف منتسب، وأنفس ذخيرة تقتني، وأطيب ثمرة تجتني، به يتوصل إلى معرفة الحقائق، ويتوسل به إلى نيل رضى الخالق، وهو أفضل نتائج العقل وأعلاها، وأكرم فروعه وأزكاها، لا يضيع أبدا صاحبه، ولا يفتقر كاسبه، ولا يخيب مطالبه، ولا تنحط مراتبه، وهو وسيلة لكل فضيلة، وذريعة لكل شريعة.

 

ونور زاهر لمن استضاء به، والعلم ترتاح به الأنفس إذ هو غدائها، وتفرح به الأفئدة إذ هو قواها، وهو الدليل على الخير، وهو العون على المروءة، وهو الصاحب في الغربة، والمؤنس في الخلوة، وهو الشرف في النسب، فقال الله تعالى “يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات” وإن للعلم أهمية عظمى وفوائد جمة، منها أن العلم حياة للقلوب، وأنه بالعلم ينشرح صدر الإنسان ويشعر صاحبه بالاطمئنان في هذه الحياة، وكلما أزداد علما أزداد انشرح صدره واتسع، ويقول العلامة ابن القيم رحمه الله وهو يتحدث عن فضل العلم والعالم على الجاهل، العلم فإنه يشرح الصدر ويوسعه ، حتى يكون أوسع من الدنيا، والجهل يورثه الضيق والحصر والحبس، فكلما اتسع علم العبد انشرح صدره واتسع.

 

وليس هذا لكل عالم بل للعلم الموروث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو العلم النافع، فأهله أشرح الناس صدرا، وأوسعهم قلوبا، وأحسنهم أخلاقا، وأطيبهم عيشا، وسأل رجل ابن مسعود رضي الله عنه، أي العمل أفضل؟ قال العلم، فكرر عليه ثلاثا كل ذلك يقول العلم، ثم قال ويحك إن مع العلم بالله ينفعك قليل العلم وكثيرة، ومع الجهل بالله لا ينفعك قليل العمل ولا كثيره، وأن العلم يبقى والمال يفنى، وأن صاحبه لا ينصب في حراسته ولا يتعب ،لأنه إذا رزق الله عبده علما فمحله القلب، فلا يحتاج إلى صناديق،أو مفاتيح، فهو في القلب محروس، بل هو يحرس صاحبه ويحفظه، ومنها أن العلماء هم أحد صنفي ولاة الأمور الذي أمرنا الله بطاعتهم في قوله عز وجل فى سورة النساء “يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى