مقال

الدكروري يكتب عن حركات وسكنات الأبوين

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن حركات وسكنات الأبوين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن في المعاشرة الزوجية بين الأزواج، لم ينسي النبي صلى الله عليه وسلم حق الطفل فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم ” لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، ثم رزق مولودا لم يضره شيطان أبدا” رواه البخاري ومسلم، فدائما نبدء باسم الله في أمورنا، وباسم الله نبدأ، وباسم الله نتصل، وباسم الله نربي، وباسم الله ننشئ جيلا، وباسم الله نكون دعاة مخلصين، وحكماء وعلماء وفقهاء، فبدايتنا باسم الله، ونهايتنا باسم الله، فيا أيها الأب إن أولادك من ذكور وإناث بأمس الحاجة إلى دعوات منك إلى الله أن يهديهم صراطه المستقيم، فالجأ إلى فاطر الأرض والسموات، وادعه آناء الليل وأطراف النهار أن يصلح لك عقبك، وأن يعيذهم من مكائد شياطين الإنس والجن.

 

وأن يحفظهم بالإسلام، ويرزقهم الثبات والاستقامة عليه، فتلك قرة أعين المؤمنين، فالآباء يوم القيامة قد تعلو منزلتهم وإن ضعفت بأعمالهم، إكراما من الله للأبناء الصالحين، وقد يرفع الله منزلة الأبناء إكراما للآباء الصالحين إذا كان الإيمان جامعا للجميع، فأولادك بأمس الحاجة إلى دعائك، وبأمس الحاجة إلى رعايتك، لتربهم تربية صالحة، يسعدون بها فى حياتهم وآخرتهم، وتسعد أنت أيضا بذلك، ومع دعاء الله، ومع الالتجاء إلى الله، ومع التضرع بين يدي الله، فاعلم أيها الأب الكريم، واعلمي أيتها الأم الطيبة، أن تربيةَ الأولاد وصلاحهم واستقامتهم، بعد إرادة الله، متوقف على حركات وسكنات الأبوين، على أقوالهم وأفعالهم، فالأبناء والبنات من الصغر يرقبون أخلاق الأبوين، ويرقبون كلامهم وتصرفاتهم كلها.

 

يرقبون أحوال الأبوين، فالأبناء والبنات إن تربوا في أحضانِ أب يخاف الله، وأمّ تخشى الله، نشؤوا على ذلك الخلق الكريم، فالأبناء والبنات أمانة فى العنق سيسألك الله عنهم يوم القيامة، إن رعيتهم حق الرعاية أصبت، وإن خنت الأمانة وضيّعت فالله لا يحب الخائنين، فعوّد الأبناء والبنات على كل خير، وعوّد الأولاد على المحافظة على المسجد، عوّدهم على إقام الصلاة والعناية بها، حُثهم على مكارم الأخلاق، وحثهم على البر والصلة، وحُثهم على إفشاء السلام وطيب الكلام، رغبهم في حسن المعاملة، حبب الصدق إلى نفوسهم، وكرّه الكذب إلى نفوسهم، حبب إليهم الأقوال الطيبة، وكرّه لهم الأقوال البذيئة، علمهم حسن التعامل مع الآخرين مع الأهل ومع الجيران والأرحام، حثهم على المكارم والفضائل.

 

لينشؤوا النشأة الصالحة الطيبة المباركة، فإن هؤلاء الأولاد متى أحسنت تربيتهم نِلت بهم السعادة في الدنيا والآخرة، واسمع نبيّك صلى الله عليه وسلم إذ يقول “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له” فأنت في ظلمات الألحاد تصل إليك دعوات أولئك الأبرار الأخيار، يسألون الله لك ويدعون الله لك، وأنت فى لحدك قد انقضى عملك، وأصبحت فريدا في لحدك وحيدا، تتمنى مثقال ذرة من خير، وإذا الدعوات الصادقة الصادرة من الأبناء والبنات الذين طالما غرست الفضائل في نفوسهم، وحببت الإيمان إلى قلوبهم، فدعواتهم تصعد إلى الله لك بالمغفرة والرضوان والتجاوز، فما أنعمها من حال وما أطيبه من فضل، هكذا التربية الصالحة ونتائجها الحميدة، وثمارها المباركة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى