مقال

الدكروري يكتب عن عوامل نجاح الأسرة في الإسلام

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن عوامل نجاح الأسرة في الإسلام

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن من العوامل التي تؤدي إلى نجاح الأسرة في الإسلام هو وجود أب وأم صالحين وسويين نفسيا وكذلك اتباع العقيدة الإسلامية والقواعد الأساسية فيها في تربية الأطفال وتنشئتهم نشأة صحيحة يؤدي لوجود جيل من العظماء الذين يكونون فيما بعد مجتمع عظيم لا يقدر عليه أحد، وأيضا تكاتف جميع المؤسسات والهيئات الموجودة بداخل المجتمع من أجل تربية جيل صالح وسوي نفسيا واجتماعيا خالي من أي أمراض نفسية، وأيضا اتباع العقيدة الإسلامية كمنهج ونظام حياة في داخل المجتمع، ولا يقف هدي الإسلام في العشرة بالمعروف عن حدود الأمر واعتبارها من المروءة والدين، بل يرتب عليها من الخيرية والجزاء ما يدعو للعناية بها والاهتمام، ويقول النبى الكريم صلى الله عليه وسلم.

 

“أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم” وفي مقابل ذلك تقل خيرية من تشتكي منه النساء، وفي الخبر “لقد أطاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن ليس أولئك بخياركم” وفي رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة وهو القائل “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي” فإن بناء الأسرة في الإسلام متين القواعد عميق الجذور، لا ينبغي أن يُهدم كيانه لسبب يسير، حتى ولو شعرت النفس بالكره أحيانا فلربما كان فيما تكره النفوس خيرا، كثيرا، وتأمل هدي القرآن والله تعالى يقول فى سوة النساء ” فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا” ويقول القرطبي رحمه الله “فإن كرهتموهن أي لدمامة أو سوء خلق من غير ارتكاب فاحشة أو نشوز.

 

فهذا يندب فيه إلى الاحتمال فعسى أن يؤول الأمر إلى أن يرزق الله منها أولادا صالحين” وقال مكحول سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول إن الرجل ليستخير الله تعالى فيخار له، فيسخط على ربه عز وجل فلا يلبث أن ينظر في العاقبة، فإذا هو قد خير له” وإن من دور الأسرة وتأثيرها هو تكوين عادات وقيم كل المجتمع من حيث تنشئة جيل جديد من الأطفال الصغار لديهم ثقة بالنفس تجاه كافة الأفعال الصحيحة لديهم، والقدرة على اتخاذ القرارات وتحمل المسئولية، فينشأ جيل قوي يثق بنفسه نشأ داخل أسرة سوية، وأيضا استماع وتقبل الرأي الآخر للأطفال بما لا يتعارض مع المبادئ وقيم العقيدة الإسلامية الصحيحة لنا وترك مساحة من الحرية لهم يختارون فيها الأشياء المسموحة التي تزيد من قدرتهم.

 

على الاختيار الصحيح في كثير من المواقف، مثلا يمكننا أن نتيح لأطفالنا اختيار بعض قطع الملابس التي يفضلنها، كما يمكنا السماح لهم باختيار الألوان التي يرغبون في ارتدائها، أو اختيار الحذاء المحبب إليه، وفي سن اكبر اختيار نوع الكتاب الذي يريده عرض اكثر من قصة عليه وسؤاله إيهما يفضل قراءتها، وأيضا مدح الطفل بمزيد من الكلمات الجميلة المحببة إليه عند القيام بالمواقف الجيدة وتنفيذ القيم والأخلاق الحميدة حتى يقبل الطفل على فعل المزيد من هذه الأفعال وتزيد من قدرته وثقته بنفسه، وكذلك الصبر في عملية تربية الأطفال من الأمور الهامة العظيمة في تربية الأطفال، إذ أنها من أدق وأصعب الأدوار التي يقوم بها الأب والأم، وعدم التمادي في عقاب الأطفال واستخدام العقاب المغلظ.

 

الذي يزرع القسوة في قلوبهم الصغيرة ويمحو مشاعر الحب والرحمة الذي يجب أن تكون موجودة بين الأب والأم وأطفالهم بصفة عامة في كافة المواقف، وإن عقد الزوجية في الإسلام أكبر من النزوات العاطفية، وأجل من ضغط الميل الحيواني المسعور، ولا يليق أن تعصف به الأمزجة الطارئة، فيتخلى الزوج عن زوجته لمجرد خلق كرهه منها، أو ناحية من نواحي الجمال افتقدها فيها، فعساه أن يجد أخلاقا أخرى يرضاها، ولن يعدم نوعا من الجمال يتوفر فيها، وإلى هذا يرشد المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو ينهى عن استدامة البغض الكلي للمرأة ويقول “لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خُلقا رضي منها آخر” والمعنى هو أنه لا يبغضها بغضا بغضا كليا يحمله على فراقها، بل يغفر سيئتها لحسنتها.

 

ويتغاضى عما يكره لما يحب، فإذا كان هذا منطق الشرع، فمنطق العقل يقول إن الواقع يشهد بالعواقب الحميدة لأسر تجاوزت الخلافات في بداية حياتها، وتغلبت على المكاره والمصاعب أول نشأتها، ويقول تعالى “ومن يتق الله يجعل له مخرجا” ويقول تعالى أيضا “ومن يتوكل على الله فهو حسبه” ويقول تعالى أيضا ” وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى